كيفية التعامل مع الطفل ذو النشاط الحركي الزائد :
يعتبر التشجيع و التدعيم المادي و المعنوي من أفضل الأساليب التربوية و النفسية في توجيه سلوك الطفل و تعديله كما يجب إشعار الطفل بالحب و الأهمية و عدم احتقاره أو تعنيفه مع عدم استخدام الأوامر و المناقشات الطويلة أو توبيخه إمام الآخرين . بل يجب إشعار الطفل بثقته بنفسه و عدم مقارنته بغيره ، كما يجب إعطائه بعض الأدوار القيادية في المدرسة و المنزل ، و يمكن إجراء التعاقد التبادلي ، حيث يتم الاتفاق مع الشخص المضطرب و والده أو معلمه على تقديم مكافأة له في مقابل التقليل من النشاط الزائد (و هذا يناسب الأطفال الأكبر سنا و المراهقين) و يجب على المعلمين استخدام وسائل الإيضاح الأكثر جاذبيه لهؤلاء الأطفال كما ينبغي أن نعلم أن هؤلاء الأطفال لا يرغبون في خلق المشكلات لأحد و لكن جهازهم العصبي يساعد في ظهور الاستجابات الغير مناسبة و لذلك هم بحاجة للفهم و المساعدة و الضبط بالطرق الإيجابية .
علاج النشاط الحركي الزائد عند الأطفال :
يختلف علاج النشاط الحركي الزائد باختلاف الأسباب المؤدية إليه و فيما يلي عرض لأهم الأساليب العلاجية التي اتبعت في علاج النشاط الزائد .
أولا : العلاج الطبي :
و يتضمن إعطاء بعض العقاقير للحد من نشاط الطفل الحركي المفرط و هو إيقاف مؤقت لحركة الطفل لكن لا يلبث الطفل أن يعود لحالته السابقة .
ثانيا : العلاج بالغذاء :
ينصح بعض المختصين بعلاج النشاط الزائد لدى الأطفال عن طريق إتباع نظام غذائي يتضمن الامتناع عن بعض الأطعمة و الحلويات التي يدخل في حفظها الألوان الصناعية و المواد الكيميائية و ذلك بعد أن أظهرت أعراض النشاط الزائد عند الأطفال الذين يتناولون مثل هذه النوعية من الأطعمة بصفة مستمرة و لفترات طويلة .
ثالثا :العلاج السلوكي
ينصح علماء النفس بالعلاج السلوكي لجميع حالات النشاط الحركي الزائد و يؤيد هذا الرأي ما ثبت من فشل العلاج الطبي لبعض الحالات من ناحية و من ناحية أخرى يرى أصحاب هذا الاتجاه إن المظاهر السلوكية للنشاط الزائد تعتبر عادات سلوكية اكتسبها الطفل و يزاولها بطريقة قهرية و بقوة العادة و لا يمكن محو هذه العادات من سلوك الطفل إلا بعادات سلوكية سليمة تحل محلها .
و من أكثر أساليب العلاج السلوكي استخداما ما يلي :
1 - التعزيز الايجابي بنوعيه المادي و المعنوي و يعتمد هذا الأسلوب على مسلمة أجمعت الدراسات على صحتها و هي إن الاستجابة التي يعقبها أثر طيب و شعور بالارتياح و الرضا تميل إلى التكرار خصوصا إذا كان التعزيز الموجب فوري أي بعد صدور الاستجابة من الطفل مباشرة .
2 - التعاقد السلوكي يعني بذلك عقد اتفاق واضح مع الطفل على أساس قيامه بسلوكيات معينة ، و يقابلها جوائز تمنح له ، و الهدف هنا تعزيز السلوك الإيجابي و تدريب الطفل عليه ، و يمكننا إطالة مدة العقد مع الوقت ، و يجب هنا أن تكون الجوائز المقدمة صغيرة و مباشرة .
3 - التعلم بالنمذجة و المقصود به تقديم نماذج توضيحية للسلوك المرغوب فيه بطريقة صحيحة و يتم جذب الطفل لمتابعة الأداء ، ثم يطلب منه إن يحتذي به لأن الأطفال يكتسبون الكثير من السلوكيات عن طريق التقليد و المحاكاة .
4 - الاسترخاء : حيث يتم تدريب الأطفال على الاسترخاء العضلي التام عن طريق جلسات تدريبية منظمة على أيدي أخصائيين نفسيين على افتراض أن الاسترخاء يناقض التشتت والانتباه .
و قد أجمعت نتائج أغلب الدراسات على فاعلية برنامج العلاج السلوكي في خفض النشاط الحركي الزائد لدى الأطفال الأسوياء و المعاقين و يجب على المرشدين و المعلمين و الآباء مراعاة ما يلي :
* عدم التسرع في الحكم على الطفل بأنه مصاب باضطراب النشاط الحركي الزائد إلا بعد ملاحظته مدة لا تقل عن ستة أشهر للتأكد من وجود التشتت و العدوانية و السلوك المندفع المصحوب بنشاط غير عادي .
* يجب على المرشدين تحويل الطفل الذي يشك في حالته لوحدة الخدمات الإرشادية لإجراء الكشف اللازم للتأكد من حالته .
* التأكيد على المراقبة المستمرة لسلوك الطفل و وضعه في المقاعد الأمامية بالفصل لأن ذلك يساعد على ضبطه بدرجة أكبر . و عدم تكليفه بأكثر من طلب في نفس الوقت لأن ذلك يشتت انتباهه .
* عدم استثارة الطفل المضطرب حتى لا تزيد عدوانيته حيث أن العدوانية هي السلوك الغالب عليه .
* عدم وصف الطفل المضطرب بأنه غبي لأن مستوى ذكائه طبيعي و قد يكون أفضل من الطبيعي في بعض الأحيان .
* من الأهمية ألا تزيد فترة الاستذكار عن عشرين دقيقة في بداية الأمر ، ثم يمكن زيادتها تدريجياً بعد فترة ، مع أهمية تهيئة الطفل لذلك مسبقا .
* عدم تكليف الطفل بأكثر من طلبين في نفس الوقت لأن ذلك يشتت انتباهه .
* توجيه الطفل المضطرب للألعاب الهادئة و المفيدة بشكل عام مع مراعاة استخدام أسلوب التعزيز اللفظي (المعنوي) و المادي دون اللجوء للعنف أو الاستهزاء . و أيضاً إتاحة الفرصة للطفل لتفريغ الطاقة الموجودة لديه في أنشطة مثمرة و هادفة و تنمية ميوله و مهاراته الرياضية و المهنية و الفنية
* وأخيراً يحتاج هذا الطفل إلى علاقة حميمة لتأثير فيه و ضبط سلوكه .