لا يعبر مصطلح المشي أثناء النوم، أو ما يسمى بالسرنمة somnambulism، مصطلحا دقيقا للتعبير عن هذا الاضطراب، حيث أن المصاب قد يفعل أشياء أخرى غير المشي، كما وأنه يكون واعيا جزئيا وفاتحا عينيه أثناء نوبة هذا الاضطراب،
إن نوبات المشي أثناء النوم تتسم بالقيام بسلوكيات آلية مركبة، كالتجول دون هدف أو خلع الملابس أو ارتدائها أو تناول الطعام أو التبول في أماكن غير مناسبة أو—نادرا—قيادة السيارة.
كما أن الشخص يقوم بهذه النشاطات بشكل غير متعمد، إلا أنها نادرا ما تكون عدوانية، فالمصاب نفسه هو من يكون عرضة للخطر، والذي قد يتضمن السقوط من مكان مرتفع. وعلى الرغم من أن هذه النوبات عادة ما تبدأ بعد 15 إلى 20 دقيقة من بداية النوم، إلا أنها قد تبدأ في أي وقت إثناءه.
كما انه في حالة ملاحظة المصاب أثناء النوبة، فإن أمر إعادته إلى سريره لإكمال نومه الطبيعي يكون أمرا سهلا. أما عندما يستيقظ من النوم، فهو يكون ناسيا ما حدث أثناء النوبة. وأما إذا تم إيقاظه إثناءها، فهو يكون تائها ومرتبكا ومشوشا.
إن هذه النوبات عادة ما تحدث خلال منتصف مرحلة الطفولة وبداية مرحلة البلوغ، حيث تقدر نسبة المصابين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 4 إلى 12 عاما ب 15%، أما المصابين الذين هم في سن المراهقة، فتقدر نسبتهم بـ 10%.
أعراضه
أعراض المشي أثناء النوم تتضمن ما يلي:
• نوبات من المشي أثناء النوم تتراوح ما بين المشي الهادئ داخل غرفة النوم إلى الجري المتهيج أو محاولة الهروب.
• المشي بعينين مفتوحتين ونظرات زجاجية.
• الإجابة على الأسئلة ببطء وبإجابات وأفكار بسيطة تحتوي على جمل غير مفهومة.
• عدم وجود ترابط بين المشي أثناء النوم والإصابة السابقة بأحد اضطرابات النوم الأخرى ، وعدم ترابطه مع خوف الشخص من الظلام أو من النوم وحيدا.
أسبابه
من أسباب هذا الاضطراب لدى الأطفال قد تكون مرتبطة بالقلق أو الإرهاق أو عدم الحصول على نوم كاف، أما بالنسبة للبالغين، فإن الإصابة بهذا الاضطراب قد تدل على وجود اضطراب في الدماغ أو وجود أسباب أخرى. أما لدى كبار السن فهو قد يكون أحد أعراض إصابتهم بمتلازمة دماغية عضوية أو أحد اضطرابات النوم من فئة معينة.
بالإضافة إلى أن الوراثة تلعب دورا في الإصابة بهذا الاضطراب لدى جميع الفئات العمرية. وأضاف أن العوامل البيئية والصحية التي تؤدي إلى إثارته تتضمن ما يلي:
• عدم الحصول على نوم كاف;
• الاضطراب في انتظام مواعيد النوم;
• التعرض إلى ضغوطات نفسية;
• ارتفاع درجة الحرارة;
• نقص المغنيسيوم.
أما استخدام أحد الأدوية التالية، فهو قد يؤدي إلى الإصابة به:
• الأدوية المستخدمة في علاج الذهان.
• الأدوية التي تساعد على النوم.
• المهدئات.
• المنشطات.
• مضادات الهيستامين..
أما العوامل الفسيولوجية، فتتضمن ما يلي:
• طول وعمق النوم ذي الموجة القصيرة، الأمر الأكثر حدوثا لدى الأطفال، مما قد يكون أحد العوامل التي تجعل المشي أثناء النوم أكثر انتشارا بين الأطفال;
• الحمل
• الدورة الشهرية.
علاجه
ما لا يلزم أي تدخل علاجي لهذا الاضطراب، فما على من حول المصاب سوى توفير بيئة آمنة له، وذلك حفاظا على سلامته في حال مشيه نائما. كما أن عليهم إعادته إلى سريره أو إيقاظه بلطف إن تمت ملاحظته، وذلك على عكس الاعتقاد الشائع بأن إيقاظ الشخص الذي يمشي أثناء نومه يعتبر أمرا خطرا.
أما إذا كان هذا الاضطراب يسبب للشخص نعاسا مفرطا أثناء النهار أو غير ذلك من المضاعفات، فعندها قد يقوم الطبيب بوصف دواء معين—كمضاد اكتئاب معين—لإيقاف نوبات المشي أثناء النوم.
وتجدر الإشارة إلى أنه في حالة ارتباط هذا الاضطراب بحالة أو مرض نفسي أو جسدي معين، فيجب عندها الشروع بعلاج تلك الحالة أو المرض للتخلص من نوبات هذا الاضطراب.
نصائح للمصاب
إذا كنت مصابا بهذا الاضطراب أو كان طفلك مصابا به:
• احرص على أن تكون البيئة آمنة ليلا للمشي أثناء النوم، فقم بإغلاق النوافذ والأبواب الخارجية وحتى الأبواب الداخلية، وقم بوضع حواجز عند السلالم، كما وقم بإزالة الأسلاك الكهربائية وكل شيء قد يقوم بعرقلة المصاب.
• قم بإزالة الآلات الحادة، كالسكاكين وغير ذلك، عن متناول اليد ليلا.
• قم بتنظيم مواعيد النوم.
• قم بممارسة نشاطات تساعد على الاسترخاء—كالحصول على حمام دافئ—قبل النوم.
• اعمل على تحديد الأمور التي تسبب لك الضغوطات النفسية، ثم حاول قدر الإمكان أن تقوم بإبعادها عن حيز تفكيرك قبل النوم. أما إذا كان طفلك المصاب يعاني من القلق، فتحدث معه بشأن ذلك القلق أو قم بعرضه على الطبيب، إن لزم الأمر.
المصدر:
www.emedicinehealth.com
موقع Mayo Clinic
Oxford Handbook of Psychiatry