التبول اللإرادي
"طرق العلاج[
التبول اللإرادي من أكثر الإضطرابات شيوعا في مرحلة الطفولة، وهو عبارة عن الانسياب التلقائي للبول ليلاً أو نهاراً، أو ليلاً أو نهاراً معاً لدى طفل تجاوز عمره السنوات الأربع، أي أن السن التي يتوقع فيها أن يتحكم الطفل بمثانته. وفسره الكثير من الأطباء المتخصصين بأن هناك أمراضاً نفسية تصيب بعض الأطفال ناتجة عن معاملة الآباء والأمهات أو القلق والخوف والإكتئاب الذي ينتج عنه تبول لا إرادي، والتي تلازمه حتى الكبر بحال لم تتم معالجتها في الصغر.
وعن كيفية التغلب على التبول اللاإرادي عند الطفل أكد د. محمد المهدي- رئيس قسم الطب النفسي بكلية طب دمياط - جامعة الأزهر- إن معاناة الطفل من هذه المشكلة تنعكس على حالته النفسية، فيصاب بالإكتئاب والإحراج بين زملائه، ويشعر بالنقص والدونية، ويلجأإلى الإنزواء والإبتعاد عن الأنشطة الإجتماعية. وقد يكون الطفل عرضة لسخرية أخوته وزملائه فيثور بعصبية وقد يلجأ إلى العنف، ومما يزيد يزيد من حالته كذلك توبيخ الأم له وتوجيه العقاب البدني مما يدفعه للإستمرار في التبول.
وأشار المهدي أنه إلى أنه يوجد برنامج إرشادي ونصائح للأم لمساعدة الطفل في التخلص من المشكلة وهو توفير الأجواء الهادئه في المنزل لإبعاد التوتر عن الطفل، وتوجيه الأخوة بعدم السخرية والإستهزاء من مشكلة الطفل، وضرورة مراجعة الطبيب للتأكد من سلامة الجهاز البولي عند الطفل، وضرورة الإلتزام بالهدوء والتحلي بالصبر على مواجهة هذه المشكلة، وإشعار الطفل بالثقة في النفس وترديد عبارات الثناء والتشجيع بأنه قادر على التغلب على هذه المشكلة، ومساعدة الطفل على النوم ساعات كافية بالليل، وأن ينام بالنهار ساعة واحدة فقط؛ لأن ذلك يساعد في التغلب على مشكلة عمق النوم. ومن الضروري أن يكون غذاء الطفل صحياً وخالياً من التوابل الحارة أو من الموالح والسكريات، وتشجيع الطفل على الذهاب دورة المياه قبل النوم، وتشجيعه على عدم تناول المشروبات الغازية والسوائل قبل النوم بثلاث ساعات على الأقل، وتوفير أغطية وملابس داخلية بالقرب من الطفل لتشجيعه على القيام بتبديلها بمفرده في حالة التبول؛ حتى يشعر بمسؤوليته تجاه هذه المشكلة. وأضاف أن إيقاظ الطفل بعد ساعة ونصف من نومه تقريباً لقضاء حاجته وتكرار ذلك عد ثلاث ساعات من نومه من الأسباب المساعدة على حل هذه المشكله، بالإضافه إلى استخدام أساليب التشجيع اللفظي مثل "أنت اليوم ممتاز لأنك لم تبلل فراشك"، ونطلب من الطفل ونساعده في إعداد جدول أسبوعي يسجل فيه الأيام الجافة، وذلك بمكافأة رمزية وكتابة ملاحظات أمام الأيام المبللة.
ومن جانبها أكدت الدكتورة نهى أبو الوفا – استشاري طب أطفال – أن التبول اللاإرادي سببه نفسي، وإذا كانت الأم قد أجرت الفحوصات ولم يظهر لها أي سبب عضوي، فمن الممكن أن يحدث التبول اللاإرادي مع الثعلبة إذا كان الطفل يعاني من قسوة في المعاملة من قبل والديه فتظهر في شكلها العضوي مثل التبول اللاإرادي أو ظهور الثعلبة.
وأشارت أن علاجهم يتمثل أولا في إحتواء الطفل نفسيا ومعاملته معاملة جيدة حتى إذا تبول لاإرادياً، وعدم تعنيفه مع عدم شرب المياه بكثرة قبل النوم، وأن يقوم الطفل بالتبول قبل الذهاب إلى النوم، وأن تقوم بإيقاظه أثناء النوم للتبول، وعليها أن تعرف الأسباب الحقيقية وراء التبول اللاإرادي أو وراء الثعلبة، وإذا استقرت نفسية الطفل فسيعود إلى طبيعته.
المصدر:
مجلة "صحتنا"، العدد الثالث والثمانون ،صفحة 38-39.