السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,,
حبيت أن أبدي رأي في ظاهرة الدروس الخصوصية وعسى أن يستفيد منها الجميع.
أصبحت ظاهرة الدروس الخصوصية ظاهرة منتشرة بكثرة هذه الأيام وخصوصا عند طلاب الشهادة العامة، الأمر الذي أدى إلى اعتقاد بعض الطلاب أن مسألة نجاحه متوقفة عليها. حتى وإن لم
تكن لديه القدرة المادية للحصول على الدروس الخصوصية، إلا أنه يصر على أخذها سواء أكان فعلا محتاج لها أم لا.
طبعا هذه الدروس لا تقتصر على طلاب الشهادة العامة فقط بل تعدت حدودها لتصل إلى طلاب المراحال الأبتدائية والإعدادية. فما السبب في ذلك؟؟؟هنا تتبادر العديد من الأسئلة لأذهننا... هل يكمن السبب في قلة خبرة معلمي المدارس الحكومية؟! أم صعوبة المناهج وصعوبة فهم الطلاب لها؟! أم أن السبب هو ضعف المستوى الدراسي للطلاب؟! أم أن هذه الدروس أصبحت "موضة" والكل يحب التباهي والتفاخر بحصوله عليها؟!!
كل هذه التساؤلات تقودنا إلى مشكلة مختلفة من المشكلات التي يتعرض لها الطلاب في المدرسة... ولكن سيكون تركيزي على ظاهرة الدروس الخصوصية هل هي فكرة حصلت على التأييد أم الرفض من قبل طلاب المدارس وسوف أسوق الأدلة من خلال حوار أجرته ("مرافئ" ملحق أسبوعي تصدره جريدة الوطن) .
أولا: بالنسبة لرأي الطلاب في الدروس الخصوصية فقد أجمعوا على أن الدروس الخصوصية وسيلة من الوسائل التي تساعد الطالب على رفع مستواه الدراسي, وكذلك تساعده على فهم المعلومة خاصة للطلاب الذين يعانون من صعوبة أو بطء في الفهم بالإضافة إلى أن التركيز يكون على الطالب نفسه عند المدرس الخصوصي. فمن هذا نستطيع القول أن الدروس الخصوصية هي عامل مساعد وليست عامل أساسي للنجاح.
ثانيا: أسباب اللجوء إلى الدروس الخصوصية(من وجهة نظر الطلاب): ::
ضعف المستوى التحصيلي للطالب في بعض المواد الدراسية.
عدم وجود الوقت الكافي لإعطاء الطالب كل ما يحتاجه من معلومات، وللإجابة على الأسئلة الخارجية التي لدى الطالب.
اتباع "الموضة" وذلك للتباهي لأن تكاليف هذه الدروس تصل إلى مئات الريالات.
ثالثا: الأثار السلبية لدروس الخصوصية(من وجهة نظري): تأثيرها السلبي على وقت الطالب إذا لم يحسن تنظيمه، وذلك لأنه بحاجة إلى أن يذاكر المواد الدراسية الأخرى ، وعمل الواجبات المنزلية،والمشاريع، والأبحاث،بالإضافة إلى أن بعض الطلاب يأخذوا دروس خصوصية في أكثر من مادة أو مادتين.
تكليف الأسرة وخاصة إذا كانت ميزانية الأسرة متوسطة أو ضعيفة.
اعتماد بعض الطلاب على المدرس الخصوصي في حل التمارين والواجبات المنزلية دون أن يبذل أي مجهود يذكر.
عدم الاهتمام أو الانتباه في الحصة الدراسية، والتشويش على الطلاب الآخرين بحكم أن الطالب لديه مدرس ليشرح له الدرس في وقت لاحق.
التذاكي على المعلمين بطرح أسئلة عليهم تحتاج إلى تركيز ووقت للإجابة عليها (خاصة في المواد العلمية مثل المسائل الحسابية...) بحكم أنه قد حصل على الإجابة من المدرس الخصوصي.
من جهة أخرى عدم اهتمام المعلمين بشرح الدروس، وخاصة إذا كانت عندهم دراية بأن أغلبية الطلاب يأخذوا دروس خصوصية.
رابعا: :
كيفية الحد من هذه الظاهرة( من وجهة نظري) يجب على المعلمين بذل أقصى جهودهم لتوصيل المعلومة للطلاب وبطرق منوعه.
تعاون المدرسين مع الطلبة من خلال إقامة دروس تقوية في بعض المواد التي يعاني فيها الطلاب من صعوبة. ولإجابة على جميع أسئلة الطلاب وتزويدهم بالمعلومات الخارجية.
متابعة الأسرة للطالب هل هو بالفعل للحاجة لدروس الخصوصية ، أم أنه مجرد تقليد للأصدقائه في المدرسة.:
ختاما يمكن القول أن " النجاح في الحياة ليست أمنية بعيدة المنال إنما غاية يمكن الوصول إليها بالإرادة والعزيمة والجد والإجتهاد". وما الدرس الخصوصي سوى عتبة تساعدك على الوقوف بقدميك للانتقال إلى الخطوة التالية التي تخطط لها فإن كنت بحاجة إليها استند عليها. أما إن كنت تستطيع السير بدونها فتوكل على الله وأكمل طريقك وسيكون النجاح حليفك بأذن الله، وتذكر دائما بأن هناك العديد من الطلاب تفوقوا دون أخذ الدروس الخصوصية...
وأخيرا لاتنسى "
أن من جد وجد، ومن زرع حصد"
والله ولي التوفيق,,,