السرقة: السرقة أكثر المشكلات الخلقية إنتشارا في المدارس ، فكثيرا ما يعاني التلاميذ من فقدان أدواتهم أو نقودهم أثناء تواجدهم بالمدرسة سواء داخل الفصول أو أثناء ممارسة الانشطة المختلفة ، وكثيراً ما نضبط بعض التلاميذ الذين يقومون بهذه السرقات ، وتقوم المدرسة بعقابهم بشدة مادياً ومعنوياً ، فقد يعاقبون بهذه السرقات بالضرب الشديد مع نبذ الزملاء لهم وإحتقارهم ومعايرتهم ، وعندئذ يشعرون بفقدان الأمن والطمأنينة كما يشعرون بالحرمان العاطفي والوحدة القاتلة ، علماً بأن هذه الأساليب العقابية تزيد الطين بلة ، وتزداد سوءً ، وقد تتطور إلى سرقات وإنحرافات أخرى خارج المدرسة.ولذلك تظهر أهمية جهود الأخصائي الاجتماعي المدرسي وأدواره المهنية في مواجهة هذه المشكلات بالدراسة والتشخيص والعلاج بصورة علمية قادرة على إنقاذ هذه الحالات وعلاجها من الوقت المناسب .
والاخصائى الاجتماعي لا يعاقب ولا يؤنب ولا يعذب هؤلاء التلاميذ الذين ثبتت إدارنتهم ، لأنه يعرف جيداً أن هذه السرقات ما هي إلا سلوك يعبر عن حاجات نفسية ، ويحاول فهم هذا في ضوء دراسة شخصية التلميذ ، ودراسة بيئته حتى يتمكن الأخصائي الاجتماعي من تحديد العوامل المؤدية إلى هذه السرقات، وبالتالي يقوم بعلاجها مع مراعاة تقبل هؤلاء التلاميذ ، وإشراك أولياء أمورهم في معرفة هذه العوامل ، وكذلك في الخطة العلاجية.
[u]العوامل المؤدية إلى السرقة بين التلاميذ:
[] [color:48a9=green
]
]1- قد تكون السرقة وسيلة لإثبات الذات.
2- قد تكون السرقة لجذب الإنتباه لمشكلاته بعد إهمال الاسرة لهم وعدم الاهتمام بهم.
3- قد تكون السرقة وسيلة لحماية الذات من الاحتقار والمهانة والتجريح .
4- وقد تكون السرقة بدافع الميل إلى التملك والاستمتاع.
5- وقد تكون السرقة لاشباع ميل أو عاطفة أو هواية كالميل لركوب الدراجة ، أولفتاة معينة ، أو الصرف على هواية معينة.
6- قد تكون السرقة وسيلة لشراء زملائه وشراء ثقتهم له ، تخلصا من الوحدة من التي يعيشها بينهم.
7- وقد تكون السرقة للتخلص من مأزق معين أو موقف محرج ، أو للتخلص من العقاب.
8- وقد تكون السرقات بدافع الانتقام ، أو بسبب فقدان العطف والحب.
9- وقد تكون السرقات لتعويض شعور بالنقص أو شعور بعدم الأمن والطمأنينة.
10- وقد تكون السرقات بسبب بعض العوامل اللاشعورية التي تكونت نتيجة علاقة التلميذ ببيئته ، ونتيجة لما يطرأ من تغير على هذه العلاقات.
11- وقد يكون الدافع للسرقة هو فقدان الشعور بالاستقرار ، بالاضافة إلى الشعور بعدم الإنتماء نتيجة الوالدين أو الخلافات الأسرية ، أو تفكك الأسرة .
12- وقد تكون السرقات بتحريض من رفقاء السوء وخاصة في حالات سوء الحالات الاقتصادية.
13- وقد تكون السرقة نتيجة لتدليل التلميذ، أو التفرقة في المعاملة من الوالدين أو المدرسين.
14- وقد تكون السرقة للحرمان من إشباع حاجاته الأساسية.
15- وقد تكون السرقة بسبب عادة تكونت وتم تثبيتها.
16- وفي بعض حالات السرقة نجد أن الدوافع التى تحفز الطفل على السرقة تتمثل في أن الطفل يريد أن يلعب دوراً في الحياة ، بيد أنه يشعر من ناحية أخرى أنه عاجز عن القيام بهذا الدور بالطرق البنائية المشروعة ، من ثم فهو يلجأ إلى إشباع رغبته تتمثل أعمال البطولة التي تثير الاعجاب في نفوس زملائه ، والسرقة بما فيها من مخاطرة وتحد للسلطة واعتداء على ممتلكات الأخرين تتيح للطفل فرصة أن يساير زملائة، ويسمو عليهم ، والواقع أن الطفل كثيراً ما لا تكون سرقاته حباً في السرقة ذاتها، ولا من أجل الشئ المسروق بالذات ، وإنما يسرق للحصول على شئ ما ، فالطفل الدي لا يستطيع الحصول على تقدير زملائه عن طريق التفوق في العمل أو اللعب والنشاط يكمنه شراء ذلك التقدير بوسائل غير مشروعة شاذه .
ويحدث أن تبدأ السرقة بصورة مصغرة كسرقة الحلوى أو سرقة السكر ، أو سرقة النقود، وقد يكون الدافع بسيطاً وهو الحاجة إلى الحلوى، أو الحاجة إلى تجريب عمليات البيع والشراء، أو غير ذلك، وقد يكون لموقف الوالدين نحو الطفل في السرقة الأولى آثر في تثبيتها ، فيتفنن الوالدين في تخبئة ما يخافان عليه ، ويتفنن الطفل في أساليب الوصول إلى هذه الأشياء ، ويلاحظ أن المبالغة في تخبئة الأشياء تغري الطفل بمحاولة الوصول إليها ، وإذا نجح الطفل في ذلك فإن يشتق لذة كبرى من إنتاره على الكبار المحيطين به ، ثم تتكرر سرقاته ، ويتكرر تكوينه لميول وعادات يشتقها عن طريق السرقة: كالتدخين ، أو الظهور الاجتماعي ،أو الاشباع الجنسي ، أو غير ذلك وذلك تتثبت السرقة وتصير عادة راسخة وسبب رسوخها أنها طريق سهل سريع تتحقق بها شهوات ورغبات لا يقدر الفرد على مقاومتها ، ولاسيما بعد تعود إشباعها.
دور الاخصائي الاجتماعي في علاج السرقة:
ولذلك يقوم الاخصائي الاجتماعي المدرسي بدراسة حالات السرقة كل حالة على حدة للوصول إلى دوافعها وعواملها المسببة ، مستعيناً بأسرة التلميذ ومدرسيه ، وحتى يتمكن من وضع الخطة العلاجية المناسبة ، التي يكون منها دوراً للآباء والمدرسين.[b][color=red]والاخصائي الاجتماعي بجهوده الفنية ، وعلاقته المهنية التي تتكون بينه وبين هؤلاء التلاميذ، والتي يشعر من خلالها بالاحترام والحب التي عن طريقها يستطيع التأثير فيهم والنجاح في تغييرها ، وإذا تعلم التلميذ حب واحترام الآخرين فإنه لا يسرقهم ، لأن الطفل لا يسرق مطلقاً فمن يشعر بصداقته له وحبه وعطفه عليه ، مع مراعاة القاعدة التربوية التي تقول / العطف في غير ضعف ، والحزم في غير عنف.
http://sayed-ismail.blogspot.com/2010/_