السلام عليكم أنا من الأمور التي تشدني بقوة موضوع الخجل المبالغ فيه لدى بعض طلاب وطالبات المدارس من الرغم أنهم وصلوا للمرحلة الاعدادية والثانوية إلا أن الخجل لا يزال عائقا أمامهم سواء في علاقاتهم الاجتماعية وحياتهم المدرسية.
سأتناول المشكلة من الإطار العلمي عسى أن أجد تفسيرات منطقية عن العومل المؤدية للخجل أزيل بها هذه الحيرة
الخجل هو حالة عقلية انفعالية تتميز بالشعور بالضيق في اجتماع الخجول بالناس وفي محاولته المستمرة لكف ومنع الاستجابات الاجتماعية العادية وتصاحبه تغيرات فسيولوجية مثل احمرار الوجه والتأتأة في الكلام وعدم الاتصال البصري مع الآخرين.
هناك أسباب وعوامل مؤدية للخجل كما أشار إليها كل من (حسين طه المحايدين وأديب عبدالله النوايسة:2009،ص86) تتمثل في:
&الشعور بعدم الأمن:وهم الأطفال الذين تنقصهم الثقة بالنفس والاعتماد عليها فلا يستطيعون المغامرة وهم مغمورون مسبقا بعدم الشعور بالأمن وبالابتعاد عن المربكات فلا يعرفون ما يدور حولهم بسبب موقفهم الخائف ولا يمارسون المهارات الاجتماعية ويزداد خجلهم بسبب قلة التدريب والحاجة إلى التغذية الراجعة من الآخرين.
&الحماية الزائدة:حيث أن الأطفال المحميين بشكل زائد من الوالدين يصبحون غير نشيطين ولا يعتمدون على أنفسهم ولا يتعاملون مع بيئتهم أو مع الآخرين ولذلك يتولد لديهم الشعور بالخوف من الآخرين والخجل.
&عدم الاهتمام والإهمال:هنا نرى أن هذا العامل عكس العامل السابق حيث عدم إظهار الآباء لأبنائهم الاهتمام يشعر هذا الطفل بالدونية والنقص ويولد لديهم شخصية خائفة خجولة ويشعرون حينئذ أنهم غير جديرين بالاهتمام.
&النقد:فإن انتقاد الآباء أبناءهم علانية يساعد في تولد الخوف في نفوسهم لأنهم يتلقون إشارات سالبة من الراشدين فيصبحون غير متأكدين وخجولين.
&المضايقة:فالطفل الذي يتعرض للمضايقة والسخرية ينطوون على أنفسهم وتضعف ثقته بنفسه.
&عدم الثبات:حيث التناقض في معاملة الوالدين للطفل بين الحزم المبالغ فيه أحيانا وبين التساهل في أوقات أخرى يجعل الطفل غير آمن في تصرفاته ويصيبه الخجل في البيت والمدرسة.
&التهديد:عندما يمارس الوالدين التهديد في مواقف معينة ولا ينفذونها في مواقف أخرى يصبح لدى الطفل رد فعل على التهديدات المستمرة بالخجل كوسيلة لتجنب إمكانية حدوث هذه التهديدات .
&أن يلقب بالخجل:حتى يتقبلها الطفل كصفة لازمة له ويحاول أن يبرهن أنه كذلك.
&المزاج والإعاقة الجسدية:هناك بعض الأطفال خجولين منذ ولادتهم وبذلك يكون الخجل وراثيا كما أن بعض الأطفال يكونون مزعجين والبعض الآخر هادئين وهذا النمط قد يستمر سنين من حياته والإعاقات الجسدية غالبا تسبب الخجل ومنها ما له علاقة بصعوبات التعلم أو مشاكل اللغة التي تؤدي إلى انسحاب الطفل اجتماعيا.
&النموذج الأبوي:الآباء الخجولون غالبا يكون لديهم أطفال خجولون فيرغب الطفل في أن يعيش أسلوب حياة الخجل كما يرى والديه واتصالاتهم بالمجتمع قليلة جدا.
طرق العلاج:
بالنسبة للأسرة:تعويد الطفل على الاجتماع بالناس:سواء جلب الأصدقاء إلى المنزل لهم بشكل دائم أو مصاحبتهم لآبائهم في زيارة الأصدقاء والأقارب أو الطلب منهم برفق ليتحدثوا أمام غيرهم سواء كان المتحدث إليهم كبارا أو صغارا ودمجهم في في مواقف حقيقية.
ودور المدرسة في التعامل مع الطلاب الخجولين لا بد من أن يكون دور حيوي وفعال أتمنى لو تطرحون آرائكم ومشاركاتكم حول دور المدرسة في الحد من مشكلة الخجل عند بعض طلابها أو طالباتها.بانتظار ردودكم القيمة المرجع
حسين طه المحادين وأخرون:تعديل السلوك،رام الله،دار الشروق للنشر والتوزيع،2009،ط1،ص86