بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
من منا لم يمر بأيام الطفولة السعيدة ، تلك الذكريات الرائعة ، قلوب صافية من الأكدار و الهموم ، و روح مرحة مفعمة بالمرح و السرور.
في المقابل هناك من الأطفال من يعاني آلاماً و أوجاعاً غرستها خناجر أقرب الناس إليهم ، هناك من الأطفال من لا يجد صدراً يؤويه و لا قلباً يحويه ، منذ نعومة أظافره لم يجد إلا أباً سكيراً ، لا يفوق من سكره إلا لينغمس في غيه مرة تلو أخرى ، يعاقر الخمر ، يتعاطى المخدرات ، و يشرب السم الزعاف في سجارة يحرق بها ما تبقى من ماله و صحته ، لا يدخل بيته إلا و القسوة في يمينه و البذاءة في لسانه ، حياة الأسرة عذاب في عذاب ، و حالهم لا تصفه الكلمات.
و أطفال آخرون عاشوا جواً مشحوناً بالمشاكل الأسرية ، فالأب طلق زوجته ، و الأم تزوجت من بعده و رمت بالأطفال إلى جدتهم اللتي لا تقيم حالها و تحتاج إلى من يعينها.
و آخرون و آخرون ممن هم في مجتمعنا يترجعون الغصص و الآلام ، و ينشؤون على وطأة الفساد في التربية و الأخلاق و القيم ، هؤلاء هم براعم المجتمع التي ستنمو قريباً لتصبح أشواكاً تقض من أمن المجتمع ، هؤلاء هم (مشاريع إجرام مستقبلية) لم تجد إلا ذلك الوسط الفاسد و لم تجد من المجتمع من يحميها و يحفظها و يأخذ بيدها إلى طريق الرشاد.
أما آن الأوان لكي ينتبه المصلحون و المسؤولون عن المجتمع و الغيورون عليه فيبدأون بالتعاون فيما بينهم و يقومون بإنشاء لجنة (التدخل السريع لحماية الطفولة) و التي من واجبها أن تبحث عن مثل هذه الحالات و تكون عندها السلطة القانونية للتدخل و سحب هؤلاء الأطفال من هذا الوسط و تقوم هي بالإشراف على تربيتهم و تعليمهم و تنشئتهم على البر و التقوى و الخير و الصلاح.
ما هو رأيكم؟ و ما هي إقتراحاتكم؟