"دون" طفل يبلغ من العمر أحد عشر عاما بالصف السادس الإبتدائي تم تحويله إلى الأخصائي الاجتماعي بالمدرسة نظرا لتكرار تعرضه لنوبات طويلة من الصراخ في الآوان الأخير بالإضافة إلى رفضه تناول الطعام والإمتناع عن الذهاب إلى المدرسة ورفض التحدث مع أي فرد بالمدرسة سواء من المعلمين أو الزملاء وقد حاول الهروب من المدرسة عدة مرات وتم اجباره على البقاء بها تحت إشراف إدارة المدرسة أو الممرضة وقد ذكر المسؤلون بالمدرسة أ "دون" يرفض تناول طعام الغداء وإلى من ذلك يرفع صوته مناديا أمه في ذلك الوقت .
وقد أصبح الطفل حاد الانفعال والاستشارة بالمنزل كما أنه سريع الغضب لأسباب غير مفهومة وقد انقطع عن الاتصال برفقائه من الجيران وكان يقضي معظم وقته إما في مشاهدة التلفاز أو القراءة و قد كان مستواه الدراسي جيد فيما مضى ورغم ميله للعزلة إلا أنه له بعض الأصدقاء المقربيين الذين يستمتع بصحبتهم
ويشير التاريخ التطوري للحالة إلى أن دون يعد الأصغر من الأخوة وله أخ أكبر يتميز زواج الوالدين بالاستقرار ويميلون إلى التعبير العاطفي لابنائهم والاخرين ولديهم توقعات منطقية عن أبنائهم رغم ميلهم إلى المثالية والانضباط إلى حد ما كما أنهم يتميزان بالنجاح في أهمالهم بدرجة مناسبة ونظر لظروف عمل الاب فقد انتقلت الاسرة مؤخرا إلى مدينة جديدة وذلك قبل بداية العام الدراسي بيومين وهو نفس العام الذي حدثت فيه المشكلة وقد اضطر دون إلى ترك قطته عند الانتقال غلى المدينة الجديدة مما جعله يشعر بالحزن الشديد من جزاء ذلك.
وقد ذكر والدا الطفل أنه لطيفا ومتميز في دراسته ويتسم بالبشاشة وذلك رغم تغير الحال الايام الاخيرة وقد بدا دوون يتعرض لكوابيس اثناء النوم ويميل الى التعلق بأمه وتتبعها الاماكن المختلفة بعد عودتها من العمل محاولا جعلها نصب عينيه باستمرار.
ماهو التدخل المهني لهذه الحالة؟
*( كتاب تربية الأطفال والمراهقين المضطربين سلوكيا , د زيدان السرطاوي و د. عبد العزيز السيد الشخص, دار الكتاب الجامعي 1999,)