[b] ..... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .....
قرأت في كتاب منذ سنتين (كتاب :نحو تربية إسلامية راشدة لمحمد الشريف )
موضوع المبادرة وأعجبني
فسأحاول كتابة ما تذكرته بهذا الخصوص .....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يراد بالمبادرة أحد أمرين
الأول/ الاستباق إلى الأمور المطلوبة في أول وفتها وعدم التأخير، وينبغي تعويد الطلاب على ذلك وحثهم عليه مع التشجيع بالثناء ونحوه، كالمبادرة إلى الصلاة في أول وقتها ، أو المبادرة إلى استذكار الدروس ، أو المبادرة إلى حضور الطابور...
وعلى الأخصائي أن يبادر ليكون قدوة في ذلك لبقية الطلاب فتكون المبادرة منه منهجا وطريقا...
الثاني/ يقصد بالمبادرة السعي لاتخاذ تصرف نتيجة موفق حاصل من تلقاء نفس الطالب وذلك بسعي منه دون أن يطلب منه أحد ذلك كالمبادرة في العطف على محتاج أو مساعدة مسكين، أو المبادرة إلى مسح السبورة قبل دخول المعلم أو المبادرة إلى غلق جهاز الحاسب الآلي عند نسيان المعلم لذلك وغيره..
فمثل هذه المبادرات ينبغي علينا قبولها والتشجيع عليها لأنها تساهم في زيادة سرعة نضج الطالب ومدى تفاعله مع البيئة والمجتمع وبالتالي حدوث تطور وتقدم لهذه المجتمعات..
مثال:
عن عبد الله بن عباس-رضي الله عنهما- قال "كنت في بيت ميمونة بنت الحارث فوضعت -أي عبد الله- لرسول الله عليه الصلاة والسلام طهورا، فقال من وضع هذا..؟ قالت ميمونة :عبد الله. فقال النبي عليه الصلاة والسلام : اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل"
فعبد الله هنا بادر إلى وضع الماء دون أن يطلب منه أحد ذلك وهو يعلم أن النبي عليه الصلاة والسلام سيحتاج الماء إذا قام الليل... فكانت هذه المبادرة سببا لأن يتعرض لتلك الدعوة والتي ظهر أثرها عليه وصار حبر الأمة وترجمان القرآن..
وقد يبادر الطالب لفعل شي نراه انه أمر كبير عليه ولكن طاقته تطيق ذلك فعلينا أن لا نثبط هذه الهمة لديه بحجة صغره وعدم تحمله لذلك بل علينا أن نشجعه ونقدر له هذا التصرف..
لكن.....قد يحدث أن المبادرة لا تحقق المرجو منها بل ربما أحدثت أثرا عكسيا وهذا الأمر متوقع ..فما الحل..؟
من الخطأ نهر الطالب في هذه الحالة وسبه أو عقابه؛ لأن هذا يضعف الدافعية والفاعلية أو يقضي عليها، ويقتل روح المبادرة لدى الطالب فيتحول من طالب مبادر إلى طالب خامل ليست لديه الثقة في الإقدام على شيء من نفسه..
وهذا لا يمنع من توجيه الطالب ونصحه وشرح الأمر له وتحديد النقاط التي كانت سببا في عدم تحقيق المطلوب في هذه المرة ومحاولة تجنبها في المرات القادمة، فنحول الموقف من ذكرى أليمة إلى درس انتفع منه الطالب...[/b]