السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من الأسس الهامة في خدمة الفرد أن يتقدم الفرد بنفسه في طلب المساعدة لحل مشكلته، إلا أن الجو المدرسي وما يتسم به من سلطة وما يعانيه بعض ذوي المشكلات من الطلبة من الحياء والخجل. كل ذلك يحول دون تقدمهم بأنفسهم لطلب المعونة في حل هذه المشكلات. ولذلك يقوم الأخصائي الاجتماعي بالمدرسة بدور ايجابي في تبصيرهم بمشكلاتهم ووقاية المجتمع من الأخطار التي قد تنشأ إذا ما أغفل أمرهم.
* لذلك كان من أهم ما يقوم به الأخصائي الاجتماعي بالمدرسة بما يأتي:-
1) اكتشاف حالات الطلبة ذو المشكلات وتحويلهم إلى مكاتب الخدمة المدرسية إذا كانت مشكلاتهم تحتاج إلى دراسة أعمق وخدمات تتطلب الاستعانة بالمصادر الاجتماعية والنفسية الموجودة بالبيئة.
2) والمدارس التي لا توجد بها أخصائي، يقوم النظار والمدرسيون بالتعاون مع الأخصائيين الاجتماعيين الزائرين باكتشاف هذه الحالات وتحويلها إلى مكاتب الخدمة المدرسية أو المؤسسات الاجتماعية المناسبة، ولا تقتصر عملية التحويل إلى مكاتب الخدمة الاجتماعية المدرسية على المدرسية على الطلبة المنحرفين أو ذوي السلوك العدواني الظاهر، بل تشمل أيضا الطلبة الذين تتكرر منهم مواقف الخجل والانطواء، ومن المعروف أن أمثال هؤلاء الطلبة يعانون من مشكلات نفسية واجتماعية تعوق نمو شخصياتهم وتقدمهم الدراسي.
ويقوم الأخصائي الاجتماعي بالمدرسة بدراسة حالاتهم دراسة مبدئية، فإذا ما تبين أنها تحتاج إلى جهود الفنيين والمختصين قام بتحويلها إلى مكاتب الخدمة الاجتماعية المدرسية.
ومن أمثلة هذه الحالات: الفشل في تكوين علاقات سليمة مع الزملاء والمدرسين وأفراد الأسرة، والمشكلات الدراسية والتأخر الدراسي والهروب والغياب المتكرر واستعمال العنف وتحدي السلطة والكذب المستمر والميل إلى العزلة والانطواء والخوف دون مبرر وعدم احترام ملكية الغير (السرقة)، والمشكلات الصحية بأنواعها، والمشكلات الاقتصادية ذات الأثر السيئ على سلوك الطلبة.
المصدر: (أ.د.أحمد مصطفى خاطر، أ.د.محمد بهجت، الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية في المجال التعليمي، مصر، المكتب الجامعي الحديث، 2009م)