السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
سأطرح لكم موضوع عن قلق الإختبار لدى الطلاب..
الإمتحان هو الشغل الشاغل للطالب ولأسرته وعندما يقترب موعد الإمتحان تستنفر جميع الأسرة ويستنفر الطالب ويصبح الجو مشحونا بالتوتر والقلق ,مع أن الإمتحان ليس بوسيلة يهدف إلى تعجيز الطالب لا إلى الإنتقام منه بل هو إختبار لما تعلمه الطالب خلال العام الدراسي مع ذلك قد يترافق بأعراض ومشاعر تؤثر في نفسية الطالب ونتائجه وعلاماته كما قد تسبب آلاما وقلقا متزايدا يتجاوز الحالة العادية للقلق وهذه الأعراض تزداد كلما إقترب موعد الإمتحان وتعرف هذه الحالة النفسية في االموقف التعليمي بقلق الإمتحان.
ويعرف قلق الإمتحان بأنه حالة نفسية إنفعالية تؤثر في إتزان الطالب وقدرته على إستدعاء المادة الدراسية أثناء الإمتحان يصاحبها أعراض نفسية وجسدية كالتوتر والإنفعال والتحفز وينتج ذلك عن الخوف من الرسوب أو الفشل والرغبة في المنافسة والتوقعات العالية المثالية التي يضعها الوالدان له ويعتبر هذا القلق قبل الإمتحان وأثناءه أمرا مألوفا بل ضروريا لتحفيزه على الدراسة مادام يترواح القلق ضمن مستواه الطبيعي ولايؤثر سلبيا في أدائه للمهام العقلية المطلوبة وقليل من القلق مفيد للطالب يدفعه للدراسة ويحقق نتائج مرضية,إلا أن المستوى المرتفع من القلق سوف يؤثر في طريقة الإستذكار السليم حتى لو أمضى ساعات طويلة في الدراسة لذلك كان دور الأسرة والمعلم هام في دفع حدة القلق وتوفير الجو الدراسي المريح والآمن الذي يزرع الثقة بالنفس.
وتزداد حدة القلق غالبا بين طلاب الثانوية العامة إذا ما أدركوا أن مصيرهم في هذا الإمتحان هو النجاح أو الفشل, مما يعني الشئ الكثير لدى إثبات وجودهم أو تحقيق ذواتهم.كذلك فإن نتيجة هذا الإمتحان هي التي تقرر دخولهم أو عدم دخولهم المعاهد العليا والجامعات حتى في حال نجاحهم فيه,مما يرفع من مستوى القلق لديهم أيضا. ثم أن العلامة أو الدرجة النهائية التي يحصلون عليها إذا ما نجحوا في إمتحان الثانوية العامة سوف تقرر في الغالب نوعية التخصص الذي سوف يختارونه في الجامعة, في ضوء المنافسة الشديدة التي يواجهونها من أقرانهم خريجي الثانوية العامة.وإذا ما أخذنا بالحسبان طموح الوالدين والأقارب والأصدقاء من كل طالب ورغبتهم ليس في نجاحه فحسب, بل والأمل أيضا في حصوله على معدل مرتفع يؤهله لإختيار التخصص المرغوب فيه من جانبهم, لأدركنا أن ذلك يضيف قلقا على قلق. هذا ناهيك عن خوف الكثير من الطلبة من المرض المفاجئ أو الأحداث العائلية المباغتة التي ستؤثر سلبا في نتائجهم في الثانوية العامة( سعادة وآخرون,2004,ص173-174)
وأشار بنيامين وآخرون" إلى أن الطلاب مرتفعي القلق الإختباري لديهم عادات إستذكار سيئة مثل عدم الإستذكار إلا قبل الإمتحان مباشرة أو الإعتماد على مجرد الحفظ,لذلك فإن قلق الإمتحان من أهم الإنفعالات المتعلقة بالتحصيل الدراسي(العجمي,1999,ص17)
ويفسر كل من روست وشيرمان أن إستجابة الطالب لموقف الإمتحان تتوقف على نوعية الأساليب التي يحددها لمواجهة الإمتحان,إذ كلما إستخدم الأساليب الفعالة مكنته من التحكم في الوضع, ويميز منها التحكم في الخطر وذلك بتنظيم المذاكرة,ضبط وقتها والتخطيط لها, والتحكم في القلق حيث يركز الطالب على القلق بمحاولة تخفيضه حتى يتمكن من مواجهة الإمتحان.(خطار,2007-2008,ص12-13).
وهناك بعض الإقتراحات للتقليل من حدة القالق لدى الطلاب ومنها:
•ليس قلق الإمتحان شيئا يمكن تجنبه, وعلاجه لايتم بالتخلص منه وإنما يتم بالتعايش الإيجابي معه ومعالجة نتائجه السلبية خاصة في أداء الطالب.
•إكساب الطلاب أساليب المواجهة الملائمة للتعامل مع قلق الإمتحان والتغلب على آثاره.
•طلب المساعدة والمساندة الإنفعالية من الأشخاص المهمين أو الإختصاصيين أثناء فترات الضغط النفسي الناتج عن موقف الإمتحان عوض البقاء وحيدا والتصرف فرديا.
•التدريب على التعبير على الإنفعالات وتجنب ما أمكن قمعها خاصة منها الخوف من الفشل, الخوف من النسيان والقلق والتعبير عنها بطريقة ملائمة.
•التحكم في الشعور بالقلق لأنه يزيد في شدة حساسية الفرد وميله لتضخيم الأمور والمواقف التي يختبرها مما يجعله يتأثر بدرجة أعلى بموقف الأمتحان.
•تهدئة النفس والإسترخاء
•قراءة القرآن
•الدعاء والثقة بالله
•محاولة التركيز
•المراجعة والتحضير الجيد
•التفكير الدائم بالنجاح
•الثقة بالنفس
المرجع: مجلة إتحاد الجامعات العربية للتربية وعلم النفس, دور أساليب المواجهة في التعامل مع قلق الإمتحان وأثرها في النجاح أو الرسوب في شهادة الدراسة الثانوية العامة, د. حكيمة أيت حمودة, المجلد العاشر -العدد الأول-2012) ص100-101,ص125-126