السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..
إليكم هذه الحروف المهمة لكل أخصائي اجتماعي ...
كيف تشجع الاباء و تدفعهم للحضور الى المدرسة ؟
يعتمد التعليم بدرجة كبيرة على وجود علاقة وثيقة بين المدرسة و المنزل ،فما لا شك فيه ، أن معظم الاباء يميلون الى معرفة نوع الخبرات التي تقدمها المدرسة لأبنائهم و هذا يفتح مجالا للتعاون المفروض بين المدرسين و الاباء و يعد هذا النوع من التعاون على درجة كبيرة من الأهمية . و يعتبر إنشاء مجالس الاباء دليلا واضحا على تأثير حركة التربية الحديثة ، و الواقع أن مجالس الاباء أنشئت كمظهر من مظاهر التجديد في المدرسة ، و تهدف الى :
ـ توثيق الصلة بين الاباء و المعلمين
ـ دراسة مشاكل الطلاب و احتياجاتهم
ـ العمل على تأكيد و بث القيم الخلقية و الدينية .
ـ تحقيق التكامل بين البيت و المدرسة .
إن هذه الاطراف الثلاثة في العملية التربوية ، المدرسة ـ البيت ، و المجتمع تتكامل فيما بينها فيدعم بعضها بعضا ، بما ينعكس ايجابا على القيام بأدوارهم التربوية ، و بقدر ما تعمل هذه الاطراف بتناسق و تناغم بقدر ما تقترب من تحقيق أهدافها.
إلا أننا نلاحظ في الواقع فجوة واسعة بين البيت و المدرسة ،يبدو فيها كل طرف و كأنه ليس معنيا الى حد غير قليل بما يقوم به الطرف الاخر ، أو يتهم فيها كل طرف الطرف الاخر بأنه لا يقوم بواجباته بالشكل المرضي .
فإذا كان البيت هو المكان الاول الذي يحتضن الطفل بكل ما يتهيأ له من دعم و رعاية ، إلأ أن البيت لا يكفي وحده لتأهيل الطفل و تنمية قدراته بالكيفية و السرعة المطلوبة ، فالامر يقتضي تخصصا ،و تفرغا و ادراكا واعيا لكيفية تعهده بالرعاية ، و هنا يأتي دور المدرسة و ما رسم لها من أهداف و مهام في نقل الطفل من حيز الذات و التمحور حولها إلى دائرة أوسع من العلاقات الاجتماعية ، و انتقال الملكية الفردية الى الملكية العامة ، و من العمل الخاص الى النشاط الاجتماعي ، و من الفوضى الى النظام و من الحركات العشوائية الى اللعب المنظم.
أن الدور المشترك لعلاقة المدرسة بالبيت يتحتم أن يكون البيت على وعي ، بل و مشاركة فيما يقدم للطفل من خبرات و ثقافات في ظل الهوايات المحببة لديه ، و للبيت أن يستفسر من المدرسة عن جهد الطفل .
و يرى العديد من المختصين في الادب التربوي أن تجاوب الاباء في الحضور الى المدرسة ضعيف و يكاد يكون معدوما في بعض الاحيان ، و لكن لو سئل عدد كبير من الاخصائيين الاجتماعيين في المدارس متى يزور الاباء المدارس ؟ فستكون الاجابة كما يلي :
ـ يحضر الاباء للمدرسة في بداية العام الدراسي لأمور تتعلق بالرسوم و تخفيضها أو الاعفاء عنها .
ـ بعد ظهور النتائج الفصلية أو الشهرية .
ـ هناك من الاباء يحضرون للمدرسة في كل صغيرة و كبيرة لدرجة تصل الى الازعاج و تعطيل الادارة عن عملها .
ـ بعض الاباء يحضرون للمدرسة شهريا و بشكل مستمر .
ـ بعض الاباء يراجعون المعلمون دون الرجوع للأدارة مما يسبب بعض الاحيان مشاكل للأدارة .
ـ في الاحتفالات الرسمية فيغتنم الاباء فرصة وجودهم في المدرسة فيبحثون في أمور أبنائهم التعليمية و السلوكية .
و في ضوء ما تم ذكره و لأهمية الموضوع المطروح نجد أن للأدارة المدرسية و الاخصائي الاجتماعي دور يتمثل في تشجيع الاباء و دفعهم للحضور و لكن ما الوسائل لتحقيق ذلك .؟
ـ التوعية بأهمية تقوية العلاقة بين البيت و المدرسة ، و ذلك بوسائل اعلامية مختلفة و تعريف الاباء بشكل لائق بالمجالات التي يمكنهم المشاركة فيها.
ـ منح الاباء دورا في العملية التربوية و بالذات في الفعاليات و النشاطات المدرسية و اشراكهم في اتخاذ القرارات و الوصول الى ادائهم بواسطة الدراسة و الاستبيان .
ـ معاملة من يحضر من الاباء بطريقة حضارية انطلاقا من مبدأ أن الأهل شركاء في انجاح العملية التربوية و أنهم طرف أساس من هذه العملية
ـ عدم توجيه اللوم للأباء حال زيارتهم للمدرسة انطلاقا من أن الاهل قد يجهلون الأساليب التربوية الحديثة للتعامل مع أطفالهم .
ـ اعلام الاباء بالتغيرات التي تطرأ على المدرسة و استمرار التواصل مع الأسرة حتى لو كان تفاعل الاباء ضعيفا .
ـ تنويع أساليب الاتصال و الاعلام المختلفة ، و عدم الاكتفاء بأسلوب واحد.
ـ الانفتاح على المجتمع المحلي و المدارس الاخرى ، و ابراز نتائج هذا الانفتاح.
ـ الاطلاع على تجارب المدارس في تفعيل العلاقة مع الاباء و تطبيق التجارب الناجحة على المدارس التي تعاني من ضعف في هذا المجال .
ـ توطيد العلاقات مع الاباء و الاهتمام بالعلاقات الانسانية و المناسبات الاجتماعية ، و الاهتمام بالمقابلات الشخصية معهم و مع ابنائهم الطلبة .
ـ عدم التمييز بين ولي أمر الطالب و آخر و الاهتمام و التعامل معهم بنفس الاسلوب و الاهتمام حتى و إن تباينت الاراء و المواقف .
ـ العمل على تطوير اتجاهات ايجابية تتعلق بأهمية الاتصال بين المدرسة و البيت عن طريق وسائل الاعلام المختلفة ، كما يمكن أن يسهم في ذلك المساجد.
ـ تضمين برامج اعداد المعلمين تدريبات على مهارات الاتصال و أساليب الاتصال الفعال .
التوجيه و الارشاد التربوي لـ:د.أحمد خليل القرعان \ دار الاسراء للنشر ،عمًان،ط1\2005.بتصرف