عنف الآباء ...سلوك مرضي:
إن هذه ليست ظاهرة ,فهي والحمد لله حالة نادرة لأناس غير أسوياء نفسيا وعقليا ,فالأب الذي يضرب ابنته بوحشية وقسوة ضربا مبرحا دون رحمة لدرجة التسبب في موتها بغير سبب معقول يعد من الشخصيات السيكوباتية التي نسميها نوعا ناشزا بمعنى :الخارج عن السلوك السوي ,والذي عادة ما يظهر ضعفا ظاهرا مع شعور بعدم الأمان داخل نفسه وسلوكه _عادة_يتعدى الحدود المعروفة للخبرات الانفعالية أو الخلفية أي أنه يسلك دائما سلوكا نرى فيه عدم تناسق الانفعال مع الحدث.
وترجع جذور هذا الخلل غالبا إلى مراحل الطفولة البكرة أو المراهقة فقد يكون هذا الأب لم ينل فرصة في الطفولة للانطلاق الاجتماعي والتعامل مع الحياة والآخرين بحب ومودة أو يكون قد تعرض في طفولته لعدوان شديد أو ظلم أو تحقير لذاته ,ولم ينل معه حقه في الحاجات النفسية الضرورية لكل انسان فإختزن الإحساس بالظلم داخله ,ثم عبر عن نفسه فيما بعد بالعدوانية وعدم الرحمة مع أبنائه.
وبغض النظر عن الشخصيات السيكوباتية أو الأفراد غير الأسوياء فإن الأبحاث النفسية قد أثبتت أن 70% من الآباء العاديين الذين وقع عليهم عقاب قاس في طفولتهم وعوملوا باحتقار لذاتهم يعاملون أبنائهم بنفس القسوة ويتعاملون معهم بلا رحمة وكأنهم يقومون بعملية انتقام لأنفسهم بطريقة لاشعورية.
فكيف يمكننا مساعدة هؤلاء على التعامل مع أبنائهم بطريقة أفضل؟!
المرجع(حمزة الجبالي,النمو النفسي والعاطفي والاجتماعي عند الاطفال,2005,دار صفاء للطباعة والنشر:ص111)[b]