السرقة أكثر المشكلات الخلقية إنتشارا في المدارس ، فكثيرا ما يعاني التلاميذ من فقدان أدواتهم أو نقودهم أثناء تواجدهم بالمدرسة سواء داخل الفصول أو أثناء ممارسة الانشطة المختلفة ، وكثيراً ما نضبط بعض التلاميذ الذين يقومون بهذه السرقات ، وتقوم المدرسة بعقابهم بشدة مادياً ومعنوياً ، فقد يعاقبون بهذه السرقات بالضرب الشديد مع نبذ الزملاء لهم وإحتقارهم ومعايرتهم ، وعندئذ يشعرون بفقدان الأمن والطمأنينة كما يشعرون بالحرمان العاطفي والوحدة القاتلة ، علماً بأن هذه الأساليب العقابية تزيد الطين بلة ، وتزداد سوءً ، وقد تتطور إلى سرقات وإنحرافات أخرى خارج المدرسة.
ولذلك تظهر أهمية جهود الأخصائي الاجتماعي المدرسي وأدواره المهنية في مواجهة هذه المشكلات بالدراسة والتشخيص والعلاج بصورة علمية قادرة على إنقاذ هذه الحالات وعلاجها من الوقت المناسب .
والاخصائى الاجتماعي لا يعاقب ولا يؤنب ولا يعذب هؤلاء التلاميذ الذين ثبتت إدارنتهم ، لأنه يعرف جيداً أن هذه السرقات ما هي إلا سلوك يعبر عن حاجات نفسية ، ويحاول فهم هذا في ضوء دراسة شخصية التلميذ ، ودراسة بيئته حتى يتمكن الأخصائي الاجتماعي من تحديد العوامل المؤدية إلى هذه السرقات، وبالتالي يقوم بعلاجها مع مراعاة تقبل هؤلاء التلاميذ ، وإشراك أولياء أمورهم في معرفة هذه العوامل ، وكذلك في الخطة العلاجية.