ما هو تعريف السرقة ؟
السرقة هي الاستحواذ على ما يملكه الآخرون دون وجه حق وهي عادة يكتسبها الأفراد أي أنها ليست وراثية أو فطرية ، والطفل يتعلم منذ فترة مبكرة من حياته أن السرقة خطيئة وان من الخطأ أن نسلب ممتلكات الآخرين 00 وأحيانا يميل صاحب هذا السلوك إلى جانب حب التملك وعدم احترام ملكية الآخرين ، يتطور ليصبح جنوحا في
عمر 10- 15سنه وقد يستمر الحال حتى المراهقة المتأخره.
ما هى صفات الطفل الذى يقوم بالسرقة ؟
يتمتع الطفل الذي يمارس السرقة بقدر لا بأس به من القدرات الجسمية والعقلية ومهارة يدوية خفيفة وقدرة على المراوغة والهروب عند الحاجة وقدرات عقلية مثل دقة التوقيت ووضع الخطط المناسبة والكفيلة بعدم اكتشافها
وكثيرا ما تحدث السرقات في فصول معينة أو المقاصف المدرسية 00
ويبدأ الطفل بسرقة مبلغ صغير ثم زيادته حتى يصل إلى مبلغ كبير 0ولا يمنعه من الاستمرار إلا افتضاح أمره وردعه بتطبيق العقوبة عليه 0
العوامل المنبهة للمشكلة :
1- ضعف الوازع الديني والرقابة الذاتية 0
2- السرقة لسد الرمق والحاجة للقوت وتلبية المتطلبات الضرورية وتعتبر هذه الحالة من أسهل الحالات علاجا 3- السرقة لإشباع ميول أو هوايات لدى الطالب لا تستطيع الأسرة تلبيتها 0
4- السرقة للإنفاق على الزملاء ورفقاء السوء ليكسب محبتهم 0
5- السرقة بدافع الإنتقام من بعض الزملاء أو من المجتمع أو من الوالدين الذي فقد حنانهما واهتمامهما 0
6- عدم ملاحظة الأهل لإبنهم وما قد يجلبه من المدرسة 0
7- تأثر الطفل بنماذج محيطة به سواء كانت حقيقية أو معروضة في وسائل الإعلام 0
ما هى الاخطاء التى يقع فيها الاباء لمعالجة مشكلة السرقة لدى الاطفال ؟1 - معاقبة الطفل قبل التحقق من أسباب سرقته.
2 - التحقيق معه لحمله على الاعتراف بسرقته، وهذا التصرف يؤدي إلى سلوك آخر غير مرغوب فيه وهو سلوك الكذب للتخلص والدفاع عن النفس.
3 - التشهير به بين أصدقائه ومعارفه مما يزيد الموقف سوءا.
4 - إطلاق ألفاظ نابية عليه تهدد صحته النفسية، كأن يقال له يا لص يا حرامي، يا السروق.
ما هى دوافع واسباب السرقة ؟
1 - الجهل بمعنى الملكية: فالطفل ذو الثلاث سنوات يأخذ الأشياء علانية بدون خفية، فهو لا يعرف معنى السرقة كما أنه يأخذ ألعاب غيره مدعيا أنها ملكه (الاستقطاب حول الذات) فكل ما في هذا الوجود ملكه، يدفعه في ذلك حبه للتملك وعدم معرفته ماله وما عليه، إن طفلا كهذا عندما يعتدي على ممتلكات غيره يقوم الأبوان بعقابه لأنهما يمقتان هذا التصرف على اعتبار أنه مناف للخلق والدين، ولكن الطفل لا يرتدع ويعاود الكرة مرة أخرى لأنه يعتبر أن ما فعله شيء طبيعي.
2 - الحرمان وعدم إشباع الحاجة إلى الأكل، كأن يسرق الطفل خبزا لأنه جائع أو يسرق مصروف زميله، ولذا ينبغي للوالدين عدم التقصير بتزويد طفلهما بما يحتاج إليه من أكل ومصروف حتى لا يضطر الى أن يسرق أو يستلف من زملائه، وربما يطلب من الكبار فيبتزه بعضهم إلى سلوكيات أخرى لا يرضى عنها الوالدان ولا الدين.
3 - الغيرة والانتقام: قد يكون دافع السرقة التنفيس عن الغضب الذي يستولي على الطفل نتيجة انصراف والديه عنه للفت انتباههما له، وقد يسرق طفل من آخر يغار منه فالسرقة في هذه الحالة من أجل الانتقام والتشفي، والغيرة من مولود جديد تؤدي إلى السرقة.
4 - حب التملك: أحيانا الطفل يشاهد لعبة فتعجبه وهو محروم منها فيقوم بسرقتها عن طريق الخفية ليتلذذ بملكيتها، ثم يعود فيعيدها لصاحبها بعد أن يفرغ منها، ولم يعد لها نفس الجاذبية التي دفعته لسرقتها، لذا على الوالدين تأمين الألعاب والأدوات التي تروق لأطفالهما حتى لا يتشبثا بما عند الغير بدافع حب التملك، وبمعنى آخر إشباع حب التملك لدى الطفل.
5 - للتخلص من مأزق: مثال ذلك أن الطفل يسرق النقود ليشتري هدايا لمعلمه الذي يؤنبه ويوبخه على عدم أداء واجباته أو فهم دروسه من أجل أن يخفف المعلم من قسوته وتأنيبه له أمام زملائه أو أن الطفل يسرق من ممتلكات أبيه ليقدمها هدية لمعلمه تحاشيا من إيقاع العقاب عليه، لذا ينبغي للمعلم ألا يقبل مثل هذه الهدايا لأن قبولها معناه تدعيم لسلوك غير مرغوب فيه وهو سلوك السرقة.
6 - البيئة: يتعلم الطفل من البيئة التي يعيش فيها سلوكيات حسنة وسلوكيات سيئة، فهو يتعلم السرقة من أبيه الذي يسرق أو أمه التي تشجعه على السرقة ولا ترى بأسا في ذلك.. أتذكر أني كنت في زيارة لدار الملاحظة الاجتماعية في الرياض وقابلت طفلا صغيرا لا يتجاوز عمره العاشرة ثم سألته سؤالا عابرا هو: لماذا أنت هنا؟ فقال: قالت لي أمي اذهب وأحضر لي مسجلا من أحد المعارض ولم تعطني نقودا فذهبت وأخذت مسجلا من المعرض ولما هممت بالخروج أمسك بي أحد العمال بالمعرض وقال لي أنت سارق وسلمني للشرطة الذين أحضروني هنا، فالبيئة التي تتمثل فيها مكارم الأخلاق ويتعلم الطفل فيها معنى الحرام من الحلال، يتربى أطفالها على الأمانة ويعرفون ما لهم وما عليهم، ثم إن والدة هذا الطفل ربته ليكون مجرما في المستقبل من حيث لا تعلم.
7 - الخوف من العقاب: مثال ذلك عندما يفقد الطفل علبة ألوانه فيهدده والده إذا لم يحضرها فسوف يعاقبه فيضطر هذا الطفل إلى سرقة علبة ألوان من أحد زملائه ويحضرها للبيت ويطلع والده عليها ويقول له لقد وجدتها، والأدهى والأمر من ذلك أن والد هذا الطفل يدفعه إلى ارتكاب سلوك آخر مشين وهو الكذب.
8 - الشعور بالنقص والتباهي: أحيانا الطفل قد يسرق أشياء وهو أساسا لا يحتاجها، فكل شيء موفر له في المنزل وإنما يسرق بهدف التباهي والشعور بالنقص، اطلعت على حالة سرقة في إحدى المدارس، السارق عمره 16 سنة والده ثري جدا وموفر له كل ما يحتاج إليه ويدرس في مدرسة خاصة من أكبر مدارس الرياض الأهلية ومع ذلك يسرق أغراض زملائه ويرميها، وبعد تفحص الأمر لاحظنا أن المراهق يسرق بهدف لفت الانتباه إليه وإثبات ذاته.
9 - الخلافات الزوجية: أحيانا لا تكون أسباب السرقة واضحة إنما تكون بسبب خلافات حدثت بين الزوج والزوجة على مسمع أو مرأى من الطفل، حدثتني إحدى المرشدات بأنها لاحظت أن إحدى البنات وعمرها 10 سنوات تسرق من مصروف زميلاتها، فأحضرتها عندها في المكتب، وتعاملت معها بلطف وحنان مما أشعرها بالثقة وسألتها عن سبب سرقتها لمصروف زميلاتها، فقالت إن والدي يتشاجر مع والدتي دائماً
ويعلو صراخهما، وأنا أخاف أن والدي يطلق والدتي وكانت والدتي تقول لوالدي اشتر لنا سيارة جديدة ووالدي يقول: ليس عندي دراهم، وأنا أسرق الفلوس لأعطيها والدي ليشتري سيارة جديدة حتى لا يطلق أمي: هذه نتيجة وجود الأطفال ومشاهدتهم وسماعهم للخلافات التي تدور بين والديهم، فالطفلة تخاف مما يهدد أمنها النفسي واستقرارها الأسري تخاف من شبح الطلاق، لذا هي تصرفت ببراءة هذا التصرف المشين.
10 - التخلف العقلي: من المشكلات المزدوجة التي يلاحظها العاملون في معاهد التربية الخاصة، مشكلة السرقة لأن الطفل المتخلف عقليا لا يدرك ما له وما عليه لقصور قدراته العقلية، فطفل في العاشرة (العمر الزمني) وعمره العقلي (في الثالثة) تجده يسرق أغراض غيره لأنه لا يدرك معنى السرقة شأنه شأن الطفل ذي الثلاث سنوات، حتى أن الأطفال المتخلفين عقليا عرضة للوقوع في المخدرات واللواط أكثر من الأطفال العاديين، بسبب قصور قدراتهم عن إدراك نتائج أعمالهم.
11 - المجاراة: قد تسرق طفلة فستانا من متجر ما لأنها ترى زميلاتها في المدرسة يلبسن ثيابا جميلة وهي لا تملك إلا ثيابا قديمة أو مستعملة، فالدافع لها في ذلك المجاراة، فهي تحاول الحصول على الاستحسان من خلال مظهرها.
12 - التدليل الزائد: إن الأطفال الذين اعتادوا الحصول على كل شيء يريدونه، يأخذون ما تقع عليه أيديهم لاعتقادهم أن كل شيء مسموح به ولا سيما الأطفال الذين أعمارهم أقل من 6 سنوات، ربما أنه قد حان الوقت لتقولي لطفلك المدلل: (لا).