*الضرب ليس خياراً تريوياً
يعتقد عبدالله المغامسي-مساعد مدير عام التعليم للشؤون التعليمية بالمنطقة الشرقية-أن الضرب في المدارس واقع لا يرقى إلى مستوى الظاهرة في مؤسساتنا التعليمية ،بل هو حالات تحدث هنا وهناك ،يصل ناتج بعض تلك الحالات إلى الجهات التعليمية ويتم التعامل معه حسب التعليمات ، ويندثر أثر الحالات الباقية في أنفس الطلاب ولا يتم اكتشافه . وفي نظري ، أن الجميع (الطلاب ،والقائمين على العمل التعليمي(يدركون تماما أن استخدام الضرب ممنوع تماما ،ومع ذلك يمارس من قبل قلة من المعلمين لأسباب متعددة جميعها غير مبرر. ويضيف أن جميع الآثار المترتبة على استخدام عقوبة الضرب تحط على أرضية مشتركة تتمثل في هدر كرامة الإنسان )الطالب)،والذي جعله الله سبحانه في أعلى مراتب الخلق .ففي أجواء التعليم والتعلم يعتبر استخدام العقاب البدني هدرا لكل مقومات التربية السليمة ،وإعلانا صارخا في وجه المجتمع عن ضحالة سبل التربية في المؤسسات التعليمية ،إذ إن من يدعو للفضيلة لا ينتهكها ،وإلا صار غير واضح في مقاصده بين النظرية والتطبيق .ولعل أول ناتج للضرب هو ترسيخ مبدأ القمع الذي يقتل الطموح والمبادرة ، ويضفي على نفس المتعلم قدراً من الإحباط يجعله يخشى التفاعل مع المادة الدراسية ، وبالتالي يكرهها ويكره القائمين عليها .
إضافة إلى ماقد يتولد عن الضرب من إصابات بدنية يخلف البعض منها آثاراً غائرة في جسد الطالب أونفسه بقية عمره.
ويوضح المغامسي أن الضرب ليس خياراً تربوياً أصلاً حتى تبحث بدائله ،بل إنه طارئ غريب على جسد التعليم ،وتهدر باستخدامه أمور كثيرة،ولا يحفظ شيئاً لا للطالب ولا لنظام المدرسة.
أما حفظ نظام المدرسة ، فأول ما يبدأ بالقائمين عليها ، فمتى أنضبط الجهاز التعليمي والإداري في المدرسة ،صار قدوة ،وعندما يمارس الكبار في مجتمع المدرسة أدوارهم التعليمية باجتهاد وتفاني ،وحرص يلمس الصغار أثره صارت أمور التعليم أيسر ، وسادت الجميع روح الجماعة ، وهي الروح التي تصنع بقية الأمور المستحبة.
المرجع:نبهان،يحي محمد،الأساليب التربوية الخاطئة وأثرها في تنشئة الطفل،2008،ط1،دار اليازوري،عمّان