دخلت الخدمة الاجتماعية في مجالات متعددة ولعل من ابرزها المجال المدرسي.. ولا شك أنها تبذل قصارى جهدها لتحقيق أهداف النسق التعليمي ..
ويبقى السؤال !! هل عانت الخدمة الاجتماعية في المجال المدرسي من معوقات أثرت في عدم مقدرتها على أحداث التأثير المطلوب ؟؟
بالتأكيد " نعم " ونذكر منها التالي :
1) تصور الأخصائي الاجتماعي على أن الخدمة الاجتماعية في المجال التعليمي ليست سوى تطبيق عملي لمبادئ وقيم واساليب الخدمة الاجتماعية لمواجهة احتياجات ومشكلات اجتماعية في المدارس دون تركيزهم على طبيعة المجال التعليمي وفلسفته واهدافه وتأثره بالمتغيرات التي تطرأ على السياسات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في المجتمع وانعكاسات هذه التغيرات على النظام التعليمي .
2) صعوبة تحديد هوية الأخصائي الاجتماعي الذي يعمل في المجال التعليمي والخلط بين دوره وأدوار التخصصات الآخرى كخريجي أقسام علم النفس في كلية التربية ، واسناد مهام الأخصائي الاجتماعي لتلك التخصصات ، وبالتالي هناك عدم وضوح تام لدور الأخصائي الاجتماعي في المؤسسات التعليمية .
3) اهتمام ممارسة الخدمة الاجتماعية في المجال التعليمي بكم النشاط ومظهريته أكثر من اهتمامها بالأهداف التربوية والاجتماعية التي يجب تحقيقها من توجيه التفاعلات الناجمة عن ممارسة الأنشطة ، مما ادى إلى مزيد من الإحباط للأخصائيين الاجتماعيين العاملين في المجال المدرسي وأبعدهم عن تطويع المهنة للتعامل مع المشكلات الجديدة التي انتشرت داخل المجتمع المدرسي .
4) عدم توافر الإمكانيات المادية التي تسمح بممارسة مهنية متميزة بالمؤسسة التعليمية ومنها عدم توافر أماكن مناسبة للمقابلات الفردية فضلاً عن عدم توافر الوقت اللازم للممارسة الفاعلة لتعدد فترات الدراسة في المدرسة الواحدة ، إلى جانب عدم تناسب عدد الأخصائيين الاجتماعيين مع اعداد الطلاب بالمدرسة مما يلقي عبئا أكبر على المسؤوليات التي يجب أن يقوم بها الأخصائي في المدرسة رغم المقابل المادي المتواضع الذي يحصل عليه من عمله .
5) عدم فهم الكثير من مديري المدارس لعمل الأخصائي الاجتماعي في المجال التعليمي وعدم تحمسهم لما يمارسه من نشاطات ، إلى جانب عدم تعاون المدرسين مع الأخصائي في الإشراف على جماعات النشاط المدرسي .
6)عدم تفرغ الأخصائيين الاجتماعيين في المجال التعليمي للعمل المهني وكثرة المسؤوليات الملقاه على عاتقهم خاصة الأعمال الإدارية التي لا تقع في اختصاص مسؤولياتهم المهنية مما يحول دون تفرغهم لممارسة العمل المهني مع الانساق المختلفة في إطار المؤسسة التعليمية وخارجها مما يشيع الشعور بعدم الرضا بين كثير من الأخصائيين عن عملهم في إطار تلك المعوقات .
7) قد تكون شخصية الأخصائي الاجتماعي نفسه معوقاً يحول دون تحقيق الخدمة الاجتماعية في المجال التعليمي لأهدافها ويرجع ذلك لقلة خبراته في المجال التعليمي أو عدم الابتكارية وسوء العلاقة بالآخرين والتمسك بالروتين وعدم الموضوعية ، وعدم السعي للتنمية المهنية الذاتية والتي تعتبر جميعها معوقات لممارسة دوره بفاعلية .
عدم الاهتمام بالنمو المهني المستمر للأخصائي الاجتماعي بالمجال التعليمي نظراً لعدم تنظيم دورات تدريبية لتنمية معارفه وخبراته ومهاراته وأمداده بالمستحدث في مجال الممارسة المهنية وعدم عقد المؤتمرات وورش العمل لتبادل الخبرات وتدارس مشكلات العمل المهني بالمجال وعدم إتاحة الفرصة لهم للتفرغ والالتحاق بالدراسات العليا لتحقيق النمو المهني لهم .
انتظر المزيد من آرائكم حول هذا الموضوع أعزائي ...
المرجع / الخدمة الاجتماعية في المجال المدرسي للأستاذ الدكتور ماهر أبو المعاطى - كلية الخدمة الاجتماعية - الطبعة الثانية 2003