فخــــر الرازي و تلميذه
حدّث النّسّابة إسماعيل بن الحسن الغنوي ، قال: ورد فخـــر الدين الرازي إلى مرو ، و كان من جلالة القدر ، وعظم الذكـــر وضخامة الهيبة ، بحيث لا يراجع في كلامه ، ولا يتنفس أحد بين يديه .
فترددت للقراءة عليه ، فقال يوماً : أحب أن تصف لي كتاباً لطيفاً من أنساب الطالبين لأنظـــر فيه فأحفظه ، فلما ناولته إياه ، نزل عن مقعده و جلس على الحصير ، وقال لي : اجلس على هذا المقعد .
فأعظمت ذلك و أبيت ، فانتهرنـــي نهرة عظيمة مزعجة ، وزعق عليّ ، وقال : اجلس حيث أقول لك!
فتداخلني من هيبة مالم أتمالك إلا أن أجلس حيث أمرني ، ثم أخذ يقرأ في كتابي وهو جالس بين يدي ، ويستفهمني عما استغلق عليه إلا أن أنهاه قراءة ، فلما فرغ منه قال : اجلس حيث شئت ، فإن هذا علم أنت استاذي فيه ، و أنا أستفيد منك ، و أتلمذ لك ، و ليس من الأدب إلا أن يجلس التلاميذ بين يدي الأستاذ .
التحليــــــــــــــل العلمي للموقف :
يمكن لكل معلم أن يتعلم من هذا الموقف عدة محاور أساسية و منها :
• التعلم لا يتوقف عند حد معين أو الحصول على شهادة عالية .
• أن أستعين بأي وسيلة لتحصيل العلم و المعرفة .
• أن يكون المعلم له شخصيته المتميزة والتي يجمع بين الاحترام و التقدير .
• أن يقدر المعلم الطالب المتميز .
• أن يقدر المعلم التلميذ ويعطيه حقه الذي يستحقه ما دام لا ينتقض ذلك من شخص المعلم شيئاً .
• أن يشكر المعلم التلميذ ما دام أصبح في موقف تعليمي أو أصبح لديه خبرة يمكن أن ينقلها .
شعـــــــــــار :
يمكن أن نخرج من هذا الموقف بهذا الشعار : (ينبغي أن يحترم المعلم شخصية الطالب ويقدر ما لديه من خبرات ) ...
ولأن القصص لها طابع تعليمي قوي ، و أثرها في النفـــوس أبقى ، قلت القصة التي بين يديكم الآن من كتاب (أباء و أبناء مجموعة مواقف تربوية تؤثر في شخصية طفلك) للدكتور سعد رياض ، أخبروني الآن يا اخصائيين و اخصائيات المستقبل ، ماذا استفدتم منها بحسب وظيفتكم ...؟
في انتظار مشاركتكم يا مبدعين ،.،