أخواني أخواتي الأخصائيين ، ها أنا أطرح قصة أخرى لمعلم ناجح من كتاب (أباء و أبناء مجموعة مواقف تربوية تؤثر في شخصية طفلك) للدكتور سعد رياض لنستفيد من خبراته
أترككم مع القصة وتحليلها :
معـــــــــــــــــــــــــــلم نبــيه
بطل هذا الموقف هو معلم بالمرحلة الابتدائية ، كان واعياً لدوره التربوي ، قدوة لتلاميذه في سلوكه ، مؤثراً في كلماته ، تفانى في نصحهم وتوجيههم ، أدرك بحسه التربوي وخبرته الطويلة أن التربية هي الدور الأول و الأساس للمعلــــم ، ويأتي التعليم بعد ذلك ، فمزج بين تربيتهم وتعليمهم ، و أخذ يراقب تلاميذه وسلوكياتهم دون أن يشعروا ، فيعزز ما كان صحيحاً منها ويثني على فاعله ، ويصحح ما كان خاطئاً منها ويحذر بلطف وشفقة لين ، كان حريصاً على نظافة الطلاب في كل شيء ؛ في الجسم والملبس والكتب و الأدوات والمقاعد والطاولات و أرضية الفصل أن يحافظ كل منهم على نظافة المكان الذي يجلس فيه ، فلا يرمي قطع الأوراق ونفايات المناديل وما ينتج من بري الأقـــــلام من فتات وقشور ، فاستجاب الطلاب لرغبة معلمهم ؛ لأنهم أحبوه فأصبحت أوامره محببة إليهم ، و شذ عن هذا الأمر طالب واحد ؛ حيث كان يرمي مخلفاته تحت مقعده ، فبذل المعلم مع هذا الطالب جهوداً كبيرة لإقناعه بالعدول عن هذا السلوك المشين .
فبدأ بتذكيره بفوائد النظافة و أنها عنوان لصاحبها ، و أنها مطلب ديني يحث عليه الإســـلام ومطلب اجتماعي لا يقبل التهاون فيه ، و لكن هذا الطالب لم يستجب لتوجيهات معلمه ، و كأن كلتا أذنيه مفتوحتين ، يسمع بإحداهما و ويُخرج ما سمعه من الأذن الأُخـــرى ، انتقل المعلم لمرحلة ثانية من العلاج وذلك بمعاقبة الطالب بحرمانه من بعض المزايا التي كان يمنحها للطلاب الآخرين ، ولكــــــــــــــــــــــــــــن دون جدوى ، فيبدو أن هذا الطالب نشأ في بيئة لم تكن تلقي للنظافة أي اهتمام ، المهم فكــــــــــــــــــــر المعلم بعمق لإخراج هذا الطالب مما هو فيه ، فأعلن أما طلاب الفصل أنه اختار هذا الطالب ليكون المسئول الأول عن نظافة الفصل (دون أن يجرح مشاعره أو يذكر مساوئه أمام زملائه) و أنه اليوم هو الذي سيخبر المعلم عن الطلاب الذين لا يتقيدون بنظافة الفصل.
والحقيقة أن المعلم لم يكن يعتقد أن هذا الحل سيؤتي ثماره سريعاً في إصلاح حال هذا الطالب ، فما أن حضر المعلم في الغد للفصل حتـــى شاهد الطالب نفسه يتنقل أسفل مقاعد الطلاب يبحث عن أوراق أو نفايات ساقطة على الأرض ؛ خوفاً من أن يسلبه المعلم منصب يبحث مسئول النظافة بالفصل الذي حصل عليه بكل كفاءة واقتدار من بين طلاب الفصل ، رغم أنه ليس أميزهم في المستوى الدراســي ، وفعلاً نجح المعلم نجاحاً كبيراً في إصلاح حال هذا الطالب دون أن يؤذيه أو يجرح مشاعره .
التحليل العلمي للموقف :
يحتاج المعلم الوقوف مع هذا المعلم و الاستفادة منه في عدة محاور منها :
• أن يستخدم المعلم وسيلة تتفق مع شخصية كل تلميذ .
• أن يكون المعلم جاداً في متابعة أمـــر أو توجيه لصالح التلميذ .
• أن يحرص المعلم على أن يكون هناك دافعية ذاتية عند تلاميذه.
• أن يحرص المعلم على مدح المتميـــــز أو المجتهد أمام الآخــــرين .
شعار :
بمكــــن أن نخرج من هذا الموقف بالشعار التالي : (التعود على الصفات الإيجابية يحتاج غلى تدريب وتعليم دائـــم )
في نهاية القصة ، أرجو منكم أن تقفوا عليها وقفة جادة ، وتخبرونا عن استفادتكم منها كإخصائيين اجتماعيين .
في انتظاركــــــــــــــــــــم يامبدعين