مشكلة التخريب عند الأطفال

كثيرآ ما يعاقب الآباء والمربون الأطفال على العبث أو تخريب ما حولهم أو لإتلاف بعض محتويات المنزل بالماء أو لبلل ملابسهم أو للعبهم بالنار ،
وواقع الأمر أن الأطفال يلجأون لهذا السلوك لإشباع حاجات النمو العقلي التي تدفعهم إلى فحص وتحسس ما حولهم ، مما يجعل الطفل يصاب بالدهشة لعقابه
على نشاطه ويبدأ في الإحساس بشعور الظلم ، وأنه يعيش في عالم ظالم يعاقبهعلى الأعمال التي يستمد منها اللذة، وبالرغم من العقاب فإن ذلك لا يمنع الطفل عن البحث والتخريب.
ويعتقد علماء النفس أن مسألة العدوانية والتخريب مرتبطة بعلاقة الطفل مع أمه وما يطرأ على هذه العلاقة من إحباط وإشكالات تثير لديه الغضب والعدوانية.

الأسباب التي تدفع الطفل للتخريب:

1- قد يرجع التحطيم إلى الغيرة ،والغيرة هي حالة إنفعالية يشعر بها الطفل ولها شعور مؤلم حيث تعبر عن خيبة الطفل الحصول على أمر محبوب
كقوة أومال أونجاح تعتبر الغير مظهرا أساسيافي نوبات الغضب والتدمير ومن مظاهر الغيرة : الميل للصمت ، أوالتهجم الاضطراب في السلوك .وتنشأ غيرة الطفل
أحيانا من فتور العناية به من قبل أمه بسبب كبره أوعنايتها بمولود جديد، كذاك يغار الطفل إذا  وجهت الأم عناية فائقة بمولود فيحس أنه حرم من هذه العناية ، كذلك
تحدث الغيرة عندما يقوم الطفل بموازنات صريحة أوضمنية بين الأخوة أوالأقران عندما يفضل الوالدان أحد الأخوة عن الأخر لجمال في الخلقة ،أو التفوق العقلي
،فيشعر الطفل المفضل عليه بالقص وضعف الثقة بالنفس وتدرب الغيرة في نفسة.

2- إذا كانت السلطة المسيطرة (الأب والأم) متغيرة يحدث الغضب كأن تمنع الأم عن إعطاء الطفل شيئا فيثور في وجه امه ولا يستطيع  ذلك أمام أبيه
3- الشعور بالفشل الاجتماعي كالتأخر الدراسي أو عدم القبول الرفض الاجتماعي من والديه أومن معلميه أو حالات الغيرة عند الشعور بالظلم والإضطهاد.
4- إضطراب الغدة الدرقية بحيث يزيد إفرازها فيصبح الطفل متوترا دائم  الحركة ، لايمكنة أن يستفسر في مكان.

5- إضطراب الغدد بحيث تؤثر على التأزر العضلي والتناسق الحركي وقديحدث ذلك لبعض الأطفال في الطفولة  التأخرة فيكسرون مايقع في أيديهم نتيجة رعونة
وزيادة في إفرازت الغدد .
6- قد يكون التخريب للإضطراب النفسي أو المرضي أوالشعور بالنقص فيلجآ الطفل إلى الانتقام أوكسر مايقع تحت يديه وذلك بأسلوب لا شعوري فيشعر باللذة
أوالنشوة لانتقامه ممن حوله.
7.قد يلجأ الطفل إلى تخريب ممتلكاته  كتمزيق الكتب  أو إتلاف ملابسه التي يذهب به إلى المدرسة لشعوره بالذنب أولرغبته في الانتقام من والديه لكراهيته للسلطة
المفروضة منهم عليه،وكثيرا مانجد هذه الحالات في الأسر التي بها طلاقا أوالزواج الأب من غير الأم ،والمعيشة مع الأب أخر.
8- قد يلجأ الطفل إلى إثبات وجوده والسيطرة على البيئة بالتخريب كنتيجة للشعور بالنقص أو نتيجة للتدليل.

كيف نعالج التخريب عند الأطفال؟

1- إشباع الحاجات النفسية عند الأطفال : فحرمان الطفل من الحب والأمن يجعله يشعر بالغضب ويميل إلى العدوان ، ولا ينبغي التدخل في أعمال الأطفال والحد من حركتهم وإرغامهم على الطاعة لمجرد الطاعة.
2- توفير حرية الأطفال: لابد من التقليل من القيود التي تفرض على الطفل في المنزل ، وعدم المبالغة في كثرة الأوامر والنواهي التي تجعل الأطفال يشعرون بالضيق والملل.
3- علاج اضطراب السلوك: مثل بعض المهدئات العصبية والأدوية المضادة للعدوانية ولكن يفضل استخدام العلاج النفسي فله دور مهم.
4- اللعب كوسيلة لعلاج التخريب لدى الأطفال: يعتبر اللعب أحسن وسيلة تساعد الأطفاللى حب الاستطلاع والمعرفة.
5- تنمية الهوايات والأنشطة الترويحية : حيث تعتبر هذه الأنشطة خير استثمار لوقت الفراغ لدى الطفل وهي تؤدي لنمو وتطوير الشخصية.

بتصرف

المرجع :
كتاب: أطفالنا هل نفهمهم" المشكلات السلوكية والنفسية للأطفال وكيفية علاجها" ، أشرف سعد نخلة، مركز الاسكندرية للكتاب،2009م.

أشكرك على الطرح الجميل .. وأو أن أضيف فيما يخص هذا الموضوع ما يلي :
انتبه علماء النفس والتربية إلى ظاهرة نفسية سلوكية لدى الأطفال منذ أمد طويل، أطلقوا عليها ظاهرة «السلوك التخريبي». وما يلفت الانتباه هو الازدياد الواضح في ميول الأطفال في المنزل والمدرسة والأماكن العامة لممارسة ما يزعج آباءهم والمحيطين بهم. فلماذا يلجأ الطفل للسلوك التخريبي ؟

لذا يعد سلوك العبث في ممتلكات الآخرين _ومنها المدرسية_ وتخريبها من قبل بعض الطلاب ظاهرة منتشرة، ولم يُتوصل إلى جميع أسبابها بعد، ولم يُتمكن من معالجتها والسيطرة عليها، على الرغم من فرض أقسى العقوبات على مرتكبيها، لكن من الواضح أن مسؤولية الحدّ منها تقع على البيت، وبالتحديد الأم المربية والمدرسة في آن واحد.



فيعمد بعض الأبناء وطلاب المدارس إلى العبث بممتلكات الآخرين في الزيارات الاجتماعية، أو ممتلكات المدرسة خلال الدوام المدرسي، وتختلف مظاهر هذا العبث بين الشدة والضعف، ففي أبسط الحالات تتمثل بالكتابة والرسوم على الطاولات والجدران، لتصل إلى أوجها بتكسير الأثاث والأدوات الكهربائية ودورات المياه ولوحات الإعلانات، وتخريب سيارات المعلمين وحافلات نقل الطلبة والطالبات وغيرها من الممتلكات،
هذا ويعتبر سلوك العبث في الممتلكات المدرسية وتخريبها من قبل بعض الطلاب ظاهرة عالمية، لم يتم التوصل إلى جميع أسبابها بعد، كما لم يتم التمكن من معالجتها والسيطرة عليها، برغم فرض أقسى العقوبات على مرتكبيها، لكن من الواضح أن مسؤولية الحدّ منها تقع على البيت والمدرسة في آن معاً.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موضوع جميل

حبيت أقدم حلول إضافية لعلاج هذه المشكلة وهي كالآتي:

هناك العديد من الوسائل التي من شأنها صرف أنظار الأطفال عن التخريب من أبرزها:

ـ استغلال الطاقة المتولدة لدى الطفل بالقراءة والألعاب المفيدة، أو عن طريق إشراكه في اللجان والمعسكرات والنوادي وما شابه ذلك وإشغال وقت الطفل بما يعود عليه بالنفع .
ـ توفير البيئة المنزلية الصافية الخالية من الخُصومات والمشاجرات.
ـ ملاحظة الطفل ورعايته، وغض الطرف عنه إذا كان يلعب بأشياء غير ضارة، وتوجيهه بالإقناع إذا لوحظ بأنه قد بدأ يجنح للتخريب.
ـ معاملة الطفل باللين والإقناع، واجتناب التدليل والقسوة في المعاملة.
ـ إشعار الطفل بالحب والحنان، وعدم التمييز بين الأخوة في المعاملة.
ـ تعويد الطفل على تحقيق النجاح من خلال العمل بمنهجية علمية .
ـ القدوة الصالحة من قبل الوالدين والأخوة والرفاق.
ـ تعويد الطفل على الصفح والتسامح، وعدم اللجوء إلى العنف بقصد الثأر أو الانتقام.
ـ إذا ألحق ضرراً بأشياء الجيران دعه يشعر بأنك دفعت قيمة الأشياء التي أتلفها.
ـ توظيف وسائل التعزيز المعنوي لتقوية سلوك الانضباط لدى الطفل .

فإذا استطاع الوالدان والمعلمون الاهتمام بالطفل ورعايته من خلال توظيف هذه الإجراءات الضابطة فإنهم بالتأكيد سيتمكنون من توظيف طاقاته بما يعود عليه بالنفع، ويساعد في بناء شخصيته بناءً قويماً متزناً.


المرجع: النزعة التخريبية عند الأطفال أسبابها وطرق علاجها
مقالة: محمود طافش/ مشرف تربوي

 

طرح موفق للموضوع..وأود أن أطرح بعض الاقتراحات لعلاج هذه المشكلة الشائعة بين أطفالنا لا سيما في المجتمع المدرسي :
1- على المعلم أن يستخدم أسلوب المواجهة لوقف السلوك التخريبي كلما ظهر ، ويتم ذلك من خلال قيامه بالتالي :
• أن يعمل على وقف سلوك الطفل التخريبي
• أن يستخدم المواجهة اللفظية وذلك بأن يصدر للطفل أمرا لفظيا لوقف التخريب .
• أن يقوم بتفسير وتوضيح سبب طلبه من الطفل عدم تخريب ممتلكات الآخرين أو الأثاث المدرسي .
• بما أن الطفل يقوم بالتخريب المتعمد أحيانا ، لأنه يصاب بنوبات غضب شديدة نتيجة احباطات متتالية ، فعلى المعلم أن يعمل على تهدئة الطفل من خلال عزله (ابعاده) عن الآخرين حتى يهدأ .
• أن يعود الطفل التعويض أو إصلاح ما قام بتخريبه .
2- على المعلم أن يحاول معرفة الأسباب التي تدفع الطفل إلى التخريب ، ويمكن أن تكون الأسباب الأساسية للمشكلة نتيجة أحد العوامل التالية :
• الغيرة من أحد أقرانه أو إخوته .
• قد تكون نتيجة صعوبات مدرسية تواجه الطفل .
• قد تكون نتيجة عدم وجود رفاق لعب للطفل .
• قد تكون نتيجة المشاكل الأسرية المتكررة والحادة .

وهنا يجب على المعلم أن يضع في اعتباره أن فهم دوافع الطفل يمكن أن يكون أكثر أهمية من معاقبته على تصرفه .
3- على المعلم أن يقوم بتفريغ انفعالات الطفل بشكل مناسب ، يعبر بعض الأطفال عن غضبهم بشكل تخريبي لأنه لم يسبق لهم تعلم طرق مناسبة لتفريغ انفعالاتهم ويمكن أن يقترح المعلم على الطفل أ، يقوم بلكم وسادة أو لعبة بلاستيكية منفوخة، أو تمزيق صور المجلات ، أو التعبير عن المشاعر من خلال الرسم أو التلوين أو عمل الصلصال.
4- على المعلم أن يملأ وقت الطفل بنشاطات تشغله عن التخريب ، يستطيع المعلم أن يشغل الأطفال الذين يتصفون بسلوكيات عدائية من خلال ما يأتي :
• توجيه الأطفال لتنظيم رحلات جماعية .
• توجيه الأطفال إلى الأندية للاشتراك في الألعاب الرياضية التي تناسبهم .
• توجيه الأطفال إلى إظهار مواهبهم الفنية من خلال الرسومات أو أعمال الصلصال .
5- أن يستخدم المعلم أسلوب المكافأة , على المعلم أن يلاحظ ويسجل عدد المرات التي يقوم فيها الطفل بتخريب أو محاولة تخريب الممتلكات ، وأن يثبت العدد اليومي على جدول بياني ، وعلى المعلم أن يكافئ الطفل بمكافأة مناسبة عندما ينخفض المعدل اليومي لحوادث التخريب انخفاضا ملحوظا .

المصدر : د. عبد العزيز المعايطة وآخرون : مشكلات تربوية معاصرة ، دار الثقافة ،الأردن ،ط1، 2006،ص67-68