سأطرح اليوم موضوع بعنوان " التسرب المدرسي" وسوف أتحدث فيه عن أسباب التسرب هذه الظاهره والاثار المترتبة عليها وبعض الاقتراحات للحد منها.
أن التسرب المدرسي هو الانقطاع الكلي عن الدراسة قبل تمام مرحلة معينة أو هو التخلي عن الدراسة في مرحلة ما من مراحل التعليم فالتلميد يتسرب خلسة في مرحلة من المراحل نتيجة أسباب خفية أوظاهرة ارادية كانت او لا ارادية ليجد التلميد نفسه تائها هائما لا هدف له ولا غاية .
أسباب التسرب المدرسي:
هناك عوامل كثيرة تسبب في انقطاع الطالب عن المدرسة وبعض هذه الأسباب متداخلة إذ أنه لا يمكن أن نجزم بأن هذا الطالب ترك المدرسة لسبب بعينه دون الأسباب أو المؤثرات الأخرى التي ساهمت في انقطاعه عن المدرسة.
ومن هذه الأسباب نصنفها كالتالي:
أولا: المنهج الدراسي:
1. طول المنهج
2. كثرة المواد المقرره وصعوبتها.
3.عدم ارتباط المناهج ببيئة الطالب.
4. عدم تلبية المنهاج لاحتياجات الطلاب ومراعاة ميولهم الشخصية.
ثانيا: طرق التدريس
1. اعتماد بعض المعلمين على طرق مملة لا تجذب الطلاب وعدم التنويع في الطرق لجذب انتباه الطالب.
2. عدم التزام بعض المعلمين بالخطة الدراسية.
ثالثا: المعلم
1. قلة خبرة بعض المعلمين.
2. عدم مراعاة الفروق الفردية للطالب من قبل بعض المعلمين.
3. استعمال الشدة والعنف البدني أو النفسي على الطلاب من قبل المعلمين مما يسبب تنفيرهم من الدراسة.
4. قدم قدرة بعض المعلمين على فهم مشاكل الطلاب التعليمية والتعامل معها بطريقة صحيحة.
رابعا: الطالب
1. بعض الطلاب ليس عندهم الدافعية للتعلم.
2. عدم المبالاة بأعمال المدرسة والانشغال بأعمال أخرى خارج المدرسة.
3. الرسول المتكرر للطالب.
4. القدرات المحدودة لبعض الطلاب.
خامسا: المرشد الطلابي
1. عدم المتابعة الدقيقة من المرشد الطلابي.
2. ضعف التنسيق بين المرشد الطلابي وإدارة الندرسة والمنزل.
3. ضعف إعداد و تأهيل بعض المرشدين الطلابيين.
3. القصور في العمل الارشادي والتوجيه.
سادسا: المدرسة
إن المدرسة تسعى إلى تكوين وتنمية شخصية المتعلم فكريا ووجدانيا وجسديا عن طريق ما يتلقاه من علوم ومعارف ومهارات.
والمدرسة لا تنجح في آداء وظائفها إلا إذا جمعت بين عمليتي التربية والتعليم، إذ أن دمج المراهق في الوسط المدرسي الجديد الذي ينخرط فيه يستدعي منها ابتكار أساليب جديدة من التكيف تختلف عن الأساليب التب كانت تواجه بها مختلف مواقف المؤسسات التي كان ينتمي إليها.
الآثار المترتبة على التسرب المدرسي:
هناك العديد من الاثار المترتبة على التسرب المدرسي، سواء بالنسبة للطالب المتسرب نفسه، أم بالنسبة إلى المجتمع ككل، ومنها:
1. الطالب المتسرب أصبح ظاهرة بحكم الملاحظة في المرحلة المتوسطة أول وأصبح يشكل فاقدا للجهد والمال.
2. الطالب المتسرب في هذه المرحلة هو شبه أمي وغالبا يكون نجاحه في الدور الثاني أو متكرر الرسوب، إذ أنه ينصب تفكيره على العمل، وبالذات العمل العسكري مثل الشرطة والجيش اللذين سرعان ما يهرب منهما.
3. أغلبية الطلبة المتسربين يبقون بلا عمل فترة طويلة، فيصبحوا عبئا كبيرا على أسرهم وأقربائهم وأصدقائهم والمجتمع.
4. يتكون لدى الطالب المتسرب شعور عدم الانتماء وخاصة لوطنه، نتيجة لفشله المتكرر.
5. يظل الطالب المتسرب على بعد من القيم الاجتماعية والاخلاقية والدينية والتي تلعب المدرسة دورا هاما في تكريسها.
6. شعور الطالب المتسرب دائما بالقلق والانطواء والنقص والعجز والعزلة نتيجة الحرمان من أمور كثيرة.
اقتراحات للحد من ظاهرة التسرب:
1. تشكيل مجالس من أعيان القرية لمتابعة الطلاب المتأخرين دراسيا والمتهورين، وربط هذه المجالس مع المنطقة التعليمية والمدرسة حتى تكون هناك صلة بين الجميع للحد من مشكلة التسرب.
2. بث برامج توعية للشباب تنمي لديهم الاتجاهات الاسلامية والحفاظ على قيمها، حتى تكون بمثابة درع واقية من التيارات الثقافية الوافدة والعادات والسلوكيات غير المرغوب فيها.
3. العمل على توعية الآباء في كيفية معاملة الأبناء من خلال وسائل الاعلام المختلفة، وخاصة البرامج التلفزيونية واطلاعهم على التقنيات الجديده الخاصة بعملية التربية والتعليم حتى يتسنى لهم هضم كل جديد حولهم، خصوصا الذين يسكنون الأماكن الريفية.
4. وضع خطة من الاداره المدرسية في كل مدرسة، لحصر عدد الطلبة الذين يحتاجون للمهارات الاضافية ووضع دروس تقوية لهم ليس على مستوى المادة الدراسية فقط، بل على مستوى التثقيف الاجتماعي.
5. وضع لجنة من الاهالي والمعلمين مختصة في دراسة مشكلات ومتطلبات المراهقين وأثرها على جوانب الحياة كافة، ووضع الحلول المناسبة لها مرتبطة مع الأسرة والمدرسة.
6. وضع دراسات وحلول وضوابط حول أثر القنوات الفضائية والانترنت ووسائل التكنلوجيا الأخرى.
هذه بعض المقترحات للحد من ظاهرة التسرب، وأتمنى أن تفيدونا بمقترحات أكثر للتقليل منها، خاصة أن مدارسنا تعاني منها بشكل كبير.
المصدر: فرحان حسين بربخ، المدرسة والمجتمع، الأردن- عمان، دار أسامة للنشر والتوزيع، 2011، ص96-99/ ص105-107.