يعرف "طه عبد العظيم حسين"
الضغط المدرسي بكونه حالة من عدم التوازن تنشأ لدى التلميذ عندما يقارن بين
المواقف البيئية اّلتي يتعرض لهاوبين ما يملك من إمكانات ومصادر شخصية
واجتماعيةويصاحب تلك الحالة أعراض فسيولوجية، نفسية وسلوكية سلبية
أسباب الضغط النفسي:
حاول العديد من الباحثين الذين اهتموا بأسباب الضغط والعوامل المؤدية لحدوثه
فوجدوا أن أسبابه عديدة منها البيئية، الطبيعية، النفسية، الاجتماعية، الأكاديمية.
1-الأسباب البيئية:
يمكن أن تكون سببًا من أسباب حدوث الضغط مثل: الغلاف الجوي، درجة الحرارة
والبرودة، الضجيج والأضواء، كما يمكن أن تكون الأماكن الضيقة عامل من عوامل
حدوث الضغط الّنفسي
2- الأسباب النفسية:
و تتمثل في الاحباطات والصراعات اللاشعورية داخل شخصية الفرد، ونقص
تقدير الذات، كما أن القلق والاكتئاب يعتبر من مصادر الضغط
3-الأسباب الاجتماعية:
وهي الخلافات الأسرية، كالطلاق أو فقدان أحد أفراد العائلة، أو الصراعات الاجتماعية
بين الأفراد
4- الأسباب الثقافية:
وهي الانفتاح على الثقافات الهدامة دون مراعاة الأطر الثقافية والاجتماعية القائمة في
المجتمع، كما يمكن أن يكون سوء التكيف مع السياق الثقافي الجديد، مصدرًا لحدوث
الضغط، كصعوبة التأقلم مع اللغة، العادات والتقاليد.
5- الأسباب الأكاديمية:
وتتمثل في صعوبة المناهج وعدم مراعاتها لمبدأ الفردية بين التلاميذ إلى جانب طرائق
التدريس التقليدية وكذا نظم الامتحانات والتقويم.
أنواع الضغط النفسي:
يحدث الضغط الّنفسي نتيجة تعرض الفرد لمواقف حادة، منها ما يعبر عن حالة
التكيف ومقاومة الجسم له، ومنها ما يعبر عن حالة التعب والإنهاك، ما يجعلنا نميز بين
نوعين من الضغط الّنفسي وهما:
1 الضغط الإيجابي (التكيفي):
يشير إلى أن الضغط الإيجابي يجعل الجسم في استعداد للفعل، هذا إضافة
إلى قدراته العقلية التي يتم توجيهها نحو تقييم الخطر وتقويمه وكذا تسخير الإمكانات
لمواجهتها.إن الضغوطات البسيطة تساعد الفرد على الأداء والإنجاز،
وزيادة الكفاءة؛ لأّنها بمثابة حافز للنشاط، فللضغط دورٌ فعالٌ في جعل الإنسان يبدع
ويخترع مع القيام بأعمال مفيدة
إذًا الضغط الّنفسي الإيجابي يمثل قدرة الفرد في التحكم في مصادر الضغط فبوجود
درجة من الضغط والتوّتر، يعمل الفرد بشكل منتج، ويساعده هذا على حلّ المشكلات.
2-الضغط السلبي:
هو الضغط الذي يسبب للفرد ألمًا وحزنًا، وهو سبب في ظهور اضطراب في الاتزان
الّنفسي كما أنه عامل من عوامل ظهور اضطرابات أخرى، كالاضطرابات الهضمية،
أو الجلدية
فالضغوط مهما كانت مصادرها، فهي تهدد صحة الفرد، و تخلق له اختلال على جميع
المستويات.
أثار الضغط المدرسي:
تسبب شدة الضغوط الدراسية الّتي يتعرض إليها التلميذ عدة تأثيرات سلبية عليه فلا
شك أن التلميذ الذي يعيش ضغوطات متكررة، تجعله يختلف عن الآخرين من نواحي
شتى: الفيزيولوجية، المعرفية، الانفعالية والسلوكية، وفيما يلي توضيح لذلك .
1-الآثار الفيزيولوجية :
تؤثر الضغوط سلبًا على النواحي الفيزيولوجية للفرد، فالأحداث والظروف الضاغطة
التي يتعرض لها الفرد تحدث تغيرات في وظائف الأعضاء وخلل في إفراز الغدد
والجهاز العصبي، كارتفاع نسبة الكولسترول في الدم، وإفراز كمية الأدرينالين
واضطرابات في الهضم
2-الآثار النفسية :
تكاد تجمع نتائج الدراسات النفسية على أن للضغوط المدرسية آثارًا سلبية على
التلميذ وتظهر هذه الآثار في اختلال الآليات الدفاعية وانهيارهاإذ يتميز الفرد تحت
الضغط بسرعة الانفعال، الشعور بالقلق وعدم الراحة، يصاحبه الخوف الشديد وفقدان
الثقة في الّنفس والآخرين
3-الآثار الاجتماعية:
وتشمل إنهاء العلاقات والعزلة والانسحاب مع انعدام القدرة على تحمل المسؤولية
والفشل في أداء الواجبات
4- الآثار المعرفية:
تؤثر الضغوط على البناء المعرفي للفرد، ومن ثم فإن العديد من الوظائف العقلية
تصبح غير عالية وتظهر هذه الآثار في :
* نقص الانتباه وصعوبة التركيز
* تدهور الذاكرة بحيث تقلّ قدرة الفرد على الاسترجاع.
* فقدان القدرة على التقييم المعرفي.
* اضطراب التفكير حيث يكون التفكير جامدًا.
5- الأثار السلوكية: و تظهر فيما يلي:
*انخفاض الأداء والقيام باستجابات سلوكية غير مرغوب فيها.
*انخفاض إنتاجية الفرد.
*اضطرابات النوم وإهمال المظهر والصحة.
*اضطرابات لغوية مثل التأتأة والتلعثم
6-الآثار المدرسية:
يترك الضغط المدرسي آثارًا عديدة على مستوى الأداء المدرسي نذكرمنها:
*التسرب المدرسي.
*سوء التكيف المدرسي.
*التأخر الدراسي: وقد عرفه زهران بأّنه "حالة تخلف أو تأخر أو نقص في التحصيل لأسباب عقلية أو
اجتماعية أو انفعالية، بحيث تنخفض نسبة الّتحصيل دون المستوى العادي المتوسط
بأكثر من إنحرافين معياريين سالبين، يعود لأسباب اجتماعية أو نفسية واقتصادية أو
ثقافية.
المرجع: الضغط المدرسي وعلاقته بسلوكات العنف والتحصيل الدراسي لدى المراهق المتمدرس
http://www.ummto.dz/IMG/pdf/MEMOIRE1-2.pdf