يحول الاطفال الى الاخصائي الاجتماعي لأسباب متعددة وقد تكون المشكلة التي يتقدم بها الطفل لا تمثل مشكلته الحقيقية وإنما مجرد قناع لها. ويمكن تقسيم المشكلات حسب المظهر السائد إلى ما يلي:
1. مشكلات التخلف الدراسي:
من أهم المشكلات الدراسية شيوعا ولعلها أهم ما يشغل التلاميذ والآباء والمعلمون هي مشكلة عجز الطفل عن السير في دراسته بطريقة طبيعية, وينشأ ذلك عادة نتيجة مطالبة الطفل بالعمل في مستوى يفوق قدرته وطاقته.
وقد يكون التخلف الدراسي نتيجة الضعف العقلي ومع ذلك فقد يؤدي الفشل المتكرر في الدراسة الى شعور الطفل بالنقص العقلي فيعمل في مستوى أقل من قدراته بكثير لوقوعه في صراعات داخلية تبدد طاقته وتعوقه عن تنظيم عقله. وهناك أساس جسمي للتخلف الدراسي, فالمرض وضعف الجسم يؤدي إلى الخمول وبطء الحركة.
2. مشكلات الهروب:
كما تحول مشكلات الغياب المتكرر دون عذر مشروع إلى الأخصائي الاجتماعي, والهروب وعدم المواظبة كغيره من أنواع السلوك المنحرف يعتبر عرضا لحاجة الطفل إلى الدراسة وتقديم المساعدة. ويشمل العلاج استعراض حاجات الطفل وتعديل برنامج الدراسة, واستغلال موارد المجتمع, والمقابلة مع الطفل وأبويه. ويقوم الاخصائي الاجتماعي بدور هام في مساعدة الأطفال على الحضور إلى المدرسة فهو يقوم بمراجعة قوائم الغياب ومنها يكتشف الغائبين لأسباب مشروعة كالمرض مثلا والذين استسلموا للنزهة على ساحل البحر أو في الحدائق العامة أو من أغراهم فيلم سينمائي مثير أثناء اليوم الدراسي. ويقدم الأخصائي الاجتماعي المساعدة للمرضى من الاطفال وكذلك يحول بعض الحالات إلى المؤسسات الاجتماعية المناسبة التي تساعد الاسر المحتاجة الى المعونة المادية أو العينية كالوجبات الغذائية أو الملابس.
3. المشكلات الاقتصادية:
على الرغم من أن المدرسة ليست مؤسسة مختصة بتقديم المساعدات الاقتصادية للأسرة إلا أن العجز الاقتصادي يعوق التلميذ عن الانتفاع بالإمكانيات والخدمات التربوية التي توفرها المدرسة, ويؤدي العوز إلى سوء التغذية وبالتالي ظهور بعض أمراض الضعف الجسماني, وإلى الشعور بالنقص نتيجة الاختلاط بمستويات مختلفة من التلاميذ, ويغلب أن يشتد هذا الشعور في فترة المراهقة وتزداد الحساسية حتى تحتل المشكلات المالية والاجتماعية بؤرة اهتمام الطفل.
4. مشكلات سوء التكيف الاجتماعي:
يؤدي اضطراب البيئة الخارجية للطفل إلى سوء تكيفه, وتشمل البيئة الخارجية كل من الاسرة والمدرسة والمجتمع بوجه عام. والاسرة تزود الفرد عادة بالاستقرار النفسي وتهيؤه لحياته الدراسية, والعوامل المنزلية الهدامة وإنما يجرها المجتمع الخارجي فهو الذي يزود المنزل بإمكانيات التربية السوية.
5. المشكلات الانفعالية:
أغلب شكاوي الآباء والمعلمين من التلاميذ تنصب على الكذب أو التمرد والكسل والبذائة في السلوك أو الميل إلى التهور أو السرقة , وكل هذه الصفات أمثلة ونماذج للسلوك الشاذ الغير الاجتماعي, وهي كلها أعراض تتصل اتصالا وثيقا ببعض الامراض النفسية وتعتبر وسائل مختلفة للتخلص من صراعه النفسي بين الرغبات الغريزية الصادرة عن اللاشعور والدوافع الخلقية التي يمليها "الأنا الأعلى" على الذات والاعراض في الامراض العصابية كالشلل الهستيري والاغراق في أحلام اليقظة من هذا القبيل, وبينت الملاحظات الدقيقة أن تلك الاعراض الشاذة الموجهة ضد المجتمع ترتبط ببعض الاضطرابات النفسية.
المرجع:
كتاب مقدمة الخدمة الاجتماعية
للدكتور محمود حسن