اطفال الأمة هم أمل الغد، وبهم تنهض، وهم أساس استمرارها وعليهم تعلق الآمال، وعلى قدر ما يحصل عليه الأطفال من حقوق هـي لهم مشروعة وواجب على كل أب وأم، بقدر ما يتحقق على أيديهم نجاح مجتمعاتهم ورقيها.
ولكن حين يتعرض الأطفال خلال عملية التنشئة الاجتماعية إلي خبرات سيئة ومواقف مؤلمة فإن ذلك سيجعلهم عرضة للكثير من المشكلات والاضطرابات النفسية، وهذا ما أكد عليه علماء نفس الطفولة وعلماء الطب النفسي وعلماء التربية من أن " طفولة الإنسان تعتبر من أكثر مراحل الحياة أهمية وخطورة وهي تلعب دوراً بارزاً في بناء قدرات الإنسان وتكوين شخصيته، وحتى وأن بعض مشكلات الكبار ترجع في أسبابها إلى مرحلة الطفولة وإلى التجارب القاسية التي تحيط بالإنسان في طفولته.
طفولة الإنسان كما يؤكد علماء النفس هي أهم مرحلة من مراحل حياته لأنها المرحلة التي يتحدد فيها مفهوم هذا الإنسان للحياة ونظرته إليها فإذا تعرض لخبرات مؤلمة أختل نموه النفسي وأصبح مهيأ للانحراف في أي مرحلة من مراحل حياته، هذه الخبرات المؤلمة مصدرها أسرة الطفل لأنها البيئة الوحيدة المحيطة به في هذه المرحلة.
أنواع لإساءة معاملة الطفل :
هناك من تحدث عن ما يعرف بالإساءة البدنية واللفظية وهناك ما يعرف بالإساءة الإشـارية وهي: تلك الحركات التي يصدرها الشخص المسيء بقصد السخرية من الطفل كإخراج اللسـان أو بعض الإيماءات السلبية التي توحي بعدم الرضا والتقليل من قيمة ما يقوم به الطفل من مجهود نحو من يشاركونه المكان. وأخرى تحدثت عن الإساءة الجنسية (جماع الأطفال) والاستغلال الجنسي كإنتاج صور الخلاعة للأطفال وعرضها عبر المواقع الإباحية في (الانترنيت) والتشويه الجنسي للإناث (الختان) والزواج والحمل قبل الوصول لمرحلة النضج البيولوجي والنضج النفسي والاجتماعي، والحرمان والإهمال بأنواعه المختلفة كالإهمال العاطفي والإهمال البدني والإهمال التربوي والإهمال الصحي، ومصادر أخرى ذكرت نوع أخر من أنواع إسـاءة الأطفال وهو استغلالهم في الأعمال الإجرامية كالقتل أو السرقة أو تهريب الممنوعات كالمخدرات وغيرها، معرضين حياتهم للأخطار أو الموت في غالب الأحيان.
ومعظم المصادر الحديثة تناولت أنواع أخرى من الإساءة وهو تشغيل الأطفال قبل سن العمل (عمالة الأطفال) وفي أعمال التسول، وتجنيد الأطفال في بعض المجتمعات التي تجبر أطفالها على حمل السلاح. ورغم هذه التعددية إلا أنه أتضح للباحث أن معظم هذه المصادر تتفق على أن هناك أربعة أنواع أو أنماط رئيسـة من إساءة معاملة الأطفال يعرضها الباحث على النحو التالي:
أ ـ الإســاءة الجسمية:
هي: " إيقاع أثـر مؤلم على الجسد، تحس به الوصلات العصبية عن طريق الشعيرات الدموية المنتشرة في أجزاء الجسم، وتنقله إلى الذهن، ويرتبط به ألم نفسي إلى جانب الألم الحسي المباشر، ولذلك يتضاعف أثره، ويقوى تأثيره \". هي: \" إصابة الطفل إصابة شـديدة غير عرضية ـ متعمدة ـ قد تنتج عن أي اعتداء من أي نوع يتعرض له الطفل مثل الضرب بالسياط وحشو شيء في فمه لخنق صوت الطفل، ولكم وضرب الوجه. كذلك الدفع بعنف والرجرجة الشديدة، والركل بالرجل، والرمي على الأرض. كذلك القرص، والعض، والخنق، وشد الشعر، والحرق بواسطة السجائر، والماء المغلي، أو أشياء أخرى ساخنة \".
وتأخذ الإساءة الجسمية أشكالاً متنوعة، ولكنها دوماً تتشابه في نواتجها هذه الأشكال هـي:
1ـ الآثار الظاهرة على الجلد: وتكون على شكل حروق أو كدمات أو آثار تقييد وتسلخات في أجزاء الجسم المختلفة أبرزها في الوجه آثار اللطمات واللكمات.
2ـ الآثار غير الظاهرة: وأبرزها الكسور, حيث توجد أجزاء غضروفية في عظام الأطفال تسمى بدايات التعظم وهي سهلة الكسر... كما يسهل ملاحظة حالات التمزق، والالتواء، وخلع مفاصل الكتف، والكوع، والرسغ نتيجة تعرض الطفل للجذب بعنف. وهذا النوع من الإساءة عرف قديماً ففي أمريكا مثلاً وجدت حالات مسجلة اتخذت شكل الظاهرة الملفتة للنظر منذ عام 1946م حينما لاحظ أحد أطباء الأشعة الأمريكيين واسمه كافي (Caffey) زيادة أعداد الأطفال الذين يصورهم بالأشعة السينية ويشخصون بأن لديهم كسور متعددة وضربات بالرأس.. وفي عام 1962م أطلق كمب (Kempe) على هذه الحالات أسم (متلازمة الطفل المضروب) \".
ب ـ الإســاءة النفسية (العاطفية):
" هي كل ما يحدث ضرراً على الوظائف السلوكية والوجدانية والذهنية والجسدية للمؤذى مثل: رفض وعدم قبول الفرد، إهـانة، تخويف، تهديد، عـزلة، استغلال، برود عاطفي، صراخ، سلوكيات غير واضحة \". و أشكالها هي على النحو التالي:
ـ رفض الطفل وعدم تقبيله أو احتضانه.
ـ نقص مكافأة الطفل أو حتى التعليقات الإيجابية على ما يصدر منه من سلوك جيد.
ـ تهديد الطفل وإخافته، ومقارنته السالبة مع الآخرين والتقليل من شأنه أمامهم.
ـ شتم الطفل ووصفه بأنه سيئ, ودائماً ما يخطئ، وتسميته ووصفه بأسماء مشينة.
ـ لوم الطفل باستمرار ووضعه ككبش فداء في أي مشكلة قد تحدث.
وهذا النوع من الإساءة دائماً ما يكون مصاحباً لنوع آخر من سوء معاملة الأطفال مثل الإيذاء الجسمي أو الجنسي. والإساءة النفسية لا تقتصر على الازدراء أو الاستهزاء أو السباب فحسب، بل تأخذ أشكالاً أخرى من شأنها قهر الطفل ومهاجمة نموه العاطفي ومن ذلك التفريق في المعاملة بين الطفل وإخوته أو الآخرين ممن يشاركونه المكان وكذلك النبذ واغتصاب حقوقه وحرمانه من الدفاع عن نفسه مما يحفز ظهور روح العداء والانتقام لديه ضد الآخرين.
ج ـ الإســاءة الجنسية :
هي أي عمل جنسي بين إنسان ناضج وطفل، ويتضمن الأشكال التالية:
ـ دعارة الأطفال، ومداعبة ولمس وتقبيل الأعضاء التناسلية للطفل.
ـ إجبار الطفل على مداعبة الأعضاء التناسلية للإنسان الناضج.
ـ تعريض الطفل للممارسات الجنسية بين البالغين.
ـ التلصص على الطفل للتلذذ بمشاهدته وهو عاراً أو إجباره على خلع ملابسه (تعريته).
ـ تشجيع الأطفال على الاشتراك في الأفلام والمجلات والمواقع الإباحية في (الإنترنت).
وتعد الإساءة الجنسية من أخطر أنواع الإساءة التي يتعرض لها الطفـل وتكمن خطورتها في بقاء أثرها حتى بعد البلوغ إذ يظل يذكرها ذلك الطفل المعتدى عليه جنسياً فتسيطر عليه مشاعر الكآبة وينخفض تقديره لذاته وربما أنخرط في بكاء شديد عندما يتحدث عن تلك الخبرة المؤلمة والمحرجة التي تعرض لها في صغره، وحاله أهـون بقليل من لو كان المعتدى عليها جنسياً (طفلة) لأن ذلك سيؤثر مستقبلاً وبدرجة أكبر في اتجاهها نحـو الزواج والحمل وفكرة الارتباط بالرجل وربما أثر ذلك حتى على مدى إقبالها على الحياة.
د ـ إهـمال الطفل:
رغم الصعوبة التي تواجه المهتمين بموضوع الإهمال من باحثين وغيرهم في تعريف الإهمال، إلا أنه في الغالب يقصد به التقصير في القيام بما يجب القيام به من سلوك كاستجابة تلبي احتياجات الطفل الضرورية ومن ذلك إهمال طعامه وشرابه ولباسه والعناية بصحته العامة، كذلك إهمال حاجته للاحتواء العاطفي، ومنح الحب والدفء والتدعيم الإيجابي، وحاجته للتعليم. وتعزى صعوبة تعريف الإهمال إلى \" تداخل السلوكيات التي تعبر عن درجته، مع السلوكيات التي تنتمي تحت أنواع أخرى من الإساءة كالإساءة النفسية والوجدانية \".
وتعريف إهمال الطفل هو أنه: \" هو الفشل في إمداد الطفل باحتياجاته الأساسية الجسمانية أو التعليمية أو العاطفية ومن ذلك عدم الإمداد الكافي بالطعام أو توفير المأوى المناسب أو الملابس الملائمة أو الطرد من المنزل أو رفض تقديم الرعاية الطبية أو تأخيرها أو إهمال تسجيل الطفل في المرحلة الدراسية المناسبة لسن الطفل أو السماح للطفل بالهروب المتكرر من المدرسة أو التشاجر والنزاع بين الكبار في المنزل أمام الطفل \". لهذا فانه لا يمكن للطفل أن ينمو بشكل سليم في كافة مظاهر نموه المختلفة كالنمو الجسمي، والنمو العقلي، والنمو الاجتماعي، والنمو الانفعالي، وغيرها من مظاهر النمو المختلفة دون أن يتوفر له الاحتياجات الأساسية المشبعة لكل مرحلة، والمتمثلة بالمأكل والملبس والرعاية الطبية والحماية من الأخطار، ومنح الفرصة الكافية للتعليم والإمداد بالحب والاحتواء العاطفي، وغيرها من الاحتياجات الضرورية.
ومن خلال التعريفات والتصنيفات السابقة لأشكال أو أنماط الإساءة يتضح أنها متداخلة ومتشابكة والى حدٍ كبير. فحين يتعرض الطـفل للضرب - إساءة جسمية- فإن أثرها ليس جسديا فحسب بل إنها ستترك أثراً نفسياً، قد يكون وقعه أشد من مجرد التألم جسدياً. 3ـ أســــباب إســـاءة معاملة الأطفال: يمكن تفسير أسباب إساءة معاملة الأطفال من خلال أربعة أبعــاد أو مناحي وهي: بعد طبي نفسي وبعد نفسي اجتماعي، وبعد اجتماعي موقفي، وأخيراً بعد بيئي تكاملي. والتي يرى الباحث أنها الأكثر شيوعاً من خلال ما هو متاح من أبعاد ومناحي ووجهات نظر أخرى متعددة، توفرت للباحث خلال بحثه.
أولاً: البعد الطبي النفسي:
يعد هذا البعد أو المنحى التفسيري من أكثر المناحي والإبعاد تفسيراً لإساءة معاملة الطفل، كما يعرف هذا البعد التفسيري بالبعد النفسي المرضي. واشتق هذا البعد من \" تحليل الطب النفسي للوالد المسيء، ويفترض أن الوالد المسيء لديه مجموعة من خصائص الشخصية تميزه عن غيره وأنه غير سوي، ويمكن أن يصنف في إحدى الفئات التشخيصية الطبية النفسية، مثل الفصام، أو ذهان الهوس، والاكتئاب. كما تضمن هذا المنحى الإشارة إلى أهمية تاريخ طفولة الوالد المسيء فهو قد أسيئت معاملته وهو طفل وتعرض لأنماط عقاب بدني \". أما عوامل وكيفية انتقال الإساءة من جيل لأخر فلم يقدم أصحاب هذا البعد ذكر روس وكولمر تفسيرا واضحاً عن كيفية انتقال إساءة معاملة الطفل من ذرية إلى أخرى وربما يقصد هؤلاء أن للابن البالغ الذي أسيئت معاملته وهو طفل كان لديه راشدين مسيئين كنماذج يحاكيها، والأطفال يمتصون معاييرهم ودروسهم التربوية بعمق، وفي سن مبكرة كثير من الأطفال الذين أسيئت معاملتهم يطبقون تلك الدروس على أطفالهم تلقائياً وبنفس الأسلوب عندما يكبرون ويصبحون أباء.
أما الموصفات المميزة والتي تعكـس شخصية الوالدين المسيئة لأطفالهم فأن أن هناك أربع مجموعات للآباء صنفها (Merrill) في مجموعات كالآتي:
1ـ مجمـوعة الآبـاء الذين تمت مواجهتهم وأتضح في شـخصيتهم العـداء عموماً
، وأستنتج ميريل أن هــذا الغضب الناتج من التعارضات والتناقضات في الطفولة ومرحلة النضـج المبكر، امتدت جـذوره وخـبراته إلى مرحـلة الشباب.
2ـ مجموعة تعاني من الصرامة الإجبارية في نقص الدفء ونقص الأسباب المنطقية (البلاهة) ونقص التفكير المنطقي. واعتقاد هؤلاء الآباء أنهم يدافعون عن مبادئهم، وأنهم على صواب في كل ما يفعلونه.
3ـ مجموعة لديها اعتقاد قوي وإحساس بالسلبية والاعتمادية على الآخرين، وظهر عليهم هذا الإحساس الشديد بالاعتماد على الآخرين عند اتخاذ القرارات، وبدا على العديد من هؤلاء عدم النضج.
4ـ مجموعة من الآباء أساءوا معاملة أطفالهم، ويبدو أنهم كانوا صغاراً، أو كان لديهم إعاقة جسدية، جعلتهم غير قادرين على رعاية وتدعيم أسرهم.
وهكذا، يؤكد هذا البعد على أن شخصية كلاً من الأب والأم مرتكبي الإساءة تتميزان عن غيرهما بخصائص تعبر عن عدم السواء (شخصيات مضطربة)، كذلك وجود أعراض ذهانية (شخصيات فصامية), هي جميعها اضطرابات تعد عوامل مسببة ومهيئة بدرجة كبيرة للإقدام على إساءة معاملة الطفل الأمر الذي يتعذر عليهما إدارة شؤون الأسرة ومواجهة مشكلاتها كما ينبغي.
ثانياً: البـعد الاجتماعي:
ويركز هذا البعد على العوامل الاجتماعية البيئية والتي تقف وراء إقدام بعض الآباء أو الأمهات أو المربين على ممارسة الإساءة ضد الأطفال. فالبيئة الاجتماعية بما تحتويه من متغيرات واعتبارات ثقافية سائدة تمارس في حقيقتها ضغوط نفسية تعد سبب من أسباب إساءة معاملة الأطفال التي لا يمكن إغفالها أو التقليل من شأنها كمنحى تفسيري، هذه الضغوط الاجتماعية تزداد حدتها عندما يشعر الوالدان بالعجز عن مسايرة الآخرين اجتماعياً لضعف مستواهم الاقتصادي. و إلى أن \" العوامل الاجتماعية البيئية مثل الوضع الاجتماعي الاقتصادي، والبطالة، والصعوبات المادية، وظروف السكن والمعيشة، وحجم الأسرة، والآباء المراهقين، والعزلة الاجتماعية تعد عوامل مفاجأة للضغط الذي يؤدي إلى سـوء المعاملة \".
وقد قدم هذا البعـد بعض الدراسات التي تؤيد ما ذهب إليه وهو أن مستويات العنف في المجتمع تنعكس على العلاقات الأسرية وعلى طبيعة التفاعل بين أفرادها فهي تستخدم العدوان اللفظي، والبدني، كوسيلة لحل الخلافات والمشكلات الأسرية بما فيها التعامل مع ما يصدر من الأطفال من سلوكيات، وبالتالي فهي تميل إلى استخدام أنماط متشابهة في تربية أطفالها، وأن السـلوك المسيء هو نتاج المشقة والانعصابات والإحباط، وترتبط المشـقة بالوضع الاجتماعي للفرد.
ومن الدراسات التي تؤيد هذا البعد التفسيري دراسة والتي من نتائجها ما يدعم وجهة النظر الاجتماعية التي تفيد بأن طبيعة البيئة الأسرية وظروفها المختلفة والنسق البنائي الأسري قد تكون من المحددات التي لا يمكن تجاهلها أو الاستهانة بأثرها في حدوث سلوك الإساءة.
ثالثاً: البعد الاجتماعي الموقفي :
ما يميز هذا البعد التفسيري عن غيره من الأبعاد والمناحي التفسيرية الأخرى هو تركيزه المباشر على العوامل الاجتماعية الموقفية التي يرى أنها تسهم في حدوث إساءة معاملة الأطفال، ومنها ما يتعلق بطبيعة التفاعل الاجتماعي الذي ينشأ بين الطفل ووالديه أو القائمين على رعايته، أو ذلك التفاعل الذي ينشأ تحديداً بين الوالدين داخل نطاق الأسرة، والتي هي في مجملها متغيرات تسهم في حدوث الإساءة. ويعطى هذا المنحى أهمية لدور الطفل في عملية الإساءة،
ومن هـنا برزت فكرة انتقائية الإساءة Selectivity Abuse التي ترى أن ليس كل الأطفال يساء معاملتهم، ولكن عادة يتم انتقاء طفل معين داخل الأسرة للمعاملة السيئة وذلك بعدة طـرق منها: أن الطفل قـد يكون لديه بعض الخصائص السـلوكية والبدنيـة تجعله أكثر احـتمالاً أن يسـاء معاملته، أيضاً حالة الطفل المزاجـية ومشكلاته الارتقائية أي أن عدم نضج التصرفات السلوكية هي أهم ما يتسم به الأطفال الذين يتعرضون للإساءة.
ومن هذه التصرفات كثرة بكاء الطفل وصراخه المستمر وهناك مجموعة من الدراسات التي تبنت هذا البعد التفسيري والتي تؤكد على أهمية المواقف الاجتماعية المهيئة لحدوث العقاب الجسمي والإساءة للطفل عموماً.
من هذه الدراسات ما أوردها (إسماعيل وتوفيق، 1996م: 7ـ
وهي \" دراسة كادوشين ومارتين Kadushin & Martin ومن أحدى نتائج هذه الدراسة أن سلوك الأطفال والمراهقين يسهم في ترسيب سلوك الإساءة وأحياناً يكون سبباً للإساءة.
وفي سلسلة التفاعلات التي تبلغ ذروتها بإساءة معاملة جسدية للطفل تبدأ ببعض مظاهر سلوكية من الطفل يدركها الوالدين على أنها بغيضة وسيئة، فالإساءة وفقاً لنتيجة هذه الدراسة مرتبطة بسلوكيات الطفل \".
رابعاًً: البعد التكاملي (التفاعلي):
أصحاب هذا البعد التفسيري يفسرون أسباب إساءة معاملة الطفل إلى مجموعة أعوامل متعددة ومتفاعلة، فلا يعتمدون في تفسيرهم لإساءة معاملة الطفل على عامل واحد مهما كانت درجة قوته. فإساءة معاملة الطفل من منطلق هذا البعد ممكن أن تحدث كنتيجة ضغوط أسرية واجتماعية ونتيجة إصابة المسيء باضطراب نفسي أو أن لديه سمات شخصية معينة. ولا تحدث الإساءة بسبب عامل واحد فقط كالعامل الاجتماعي أو الاقتصادي أو المرضي ولكن يمكن أن تحدث بسبب تداخل وتفاعل تلك العوامل مجتمعة وبشكل تبادلي، وذلك في موقف واحد من مواقف التفاعل الذي ينشأ بين الوالدين والطفل أو القائمين على رعايته. فأنه \" عندما يبدأ الوالدان اللذان يمارسان الإساءة، واللذان قد دخلا في تكوين الأسرة، ومرا في حياتهما التطورية بخبرات أليمة في مرحلة التنشئة قد تجعلهما مهيئين لمعاملة الطفل بأسلوب تعسفي أو بشكل مهمل.0بالإضافة إلى عوامل زيادة الضغط سواء الداخلية ضمن نطاق الأسرة أو الخارجية ضمن نطاق المجتمع الكبير قد تزيد من احتمال حدوث الخلاف بين الأبوين والطفل
.
المصدر: منتديات عبده شمر الرسمية - من قسم: علوم الكون