أنواع العنف
إنّ العنف ظاهرة متفرعة الأسباب متنوعة المظاهر ومن أبرز أشكاله:
-العنف مع الذات بالميل لصروف الانحراف (التدخين والمخدرات..).
-العنف تجاه الآخر (تلميذ، مدرس..).
-العنف تجاه المحيط و التجهيزات ( كتابة على الجدران و الطاولات، تكسير الطاولات و الكراسي و السبورات و دورات المياه..).
العنف اللفظي:
وهو في مجمله عنف لغوي، فيه خروج عن النواميس ولغة الاستعمال العادية، وينقسم إلى صنف فيه سباب بإيحاءات جنسية و صنف فيه سباب ديني. وهذه ظواهر فسرها علم الاجتماع بفقدان الوازع الاجتماعي وضعف الدور التربوي في ظل تغير صورة القدوة، و فسرها علم النفس بالكبت.
العنف غير اللفظي:
وذلك بتحقير الآخرين و الاستهزاء بهم والسخرية منهم و الإهمال والتفرقة والتمييز…
-ومنه أيضا العنف الحركي من خلال القيام بحركات غير لائقة.
-التخويف والميل للمجموعات العنيفة.
-أحيانا يكون العنف من بعض أفراد الأسرة التربوية.(الاستهزاء بضعف التلميذ ..اعتماد مقارنة السخرية ..التهديد بالرسوب…إشعار الطالب بالفشل الدائم..).
-الإهانة، الإذلال، السخرية من التلميذ أمام الرفاق، نعته بصفات مؤذية.
-تشتت الانتباه و الحقد على المدرسة والمدرس.
– بروز شكل خطير من العنف الذي يمارس داخل الوسط المدرسي، ألا وهو العنف السياسي والعقائدي والايديولوجي الذي بدأ يتفاقم في الآونة الاخيرة.
العنف المجسد:
يعتبر العنف المجسد كل كتابة أو رسم يتضمن إيحاءات جنسية أو عنصرية، يقترفه التلاميذ على جدران المدرسة أو داخل المراحيض أو على أغلفة كتبهم وكراريسهم. وهي وسائل موجهة إما لزملائهم ممن يعتبرون «أعداء» لهم أو لأساتذتهم ومعلميهم، وعادة ما تتضمن هذه الكتابات والرسوم تهديدات تصل إلى «الانتقام» وتشويه السمعة والتحريض ضد التلاميذ والأساتذة، ومع انتشار أنواع قوارير الطلاء المعدة للكتابة والرسم على الجدران، تفتقت قريحة التلاميذ لتحويل جدران المدارس إلى ساحة مواجهات فيما بينهم.
العنف المنظّم
هو نوع جديد من العنف أبطاله مجموعات من التلاميذ منظمون في شكل عصابات عادة ما يتزعمها تلميذ يتميز بنزعة عدوانية، وتقوم هذه العصابات بترويع بقية التلاميذ وابتزازهم وإجبارهم على دفع بعض الأموال والتنازل عن ملابسهم الباهضة الثمن، و الاستيلاء على هواتفهم الجوالة، وسلبهم الأشياء الثمينة كالساعات وأجهزة الحاسوب. وعادة ما تتعامل هذه العصابات المنظمة مع أشخاص من خارج المحيط المدرسي ممن عرفوا بسوابقهم العدلية لزيادة الضغط على زملائهم من بقية التلاميذ للإذعان إلى طلباتهم.
العنف الجنسي:
لقد تداخلت العلاقات بين التلاميذ داخل الفضاء المدرسي إلى درجة مواصلة التعايش فيما بينهم خارج الإطار المدرسي كارتياد قاعات السينما وقاعات الألعاب والمقاهي والفضاءات العامة والملاعب. و نظرا لطبيعة المرحلة العمرية، ولَّد هذا التعايش سلوكات جديدة أدت في الكثير من الأحيان إلى مآسي اجتماعية كالاغتصاب والحمل وهو ما يعتبره علماء النفس والاجتماع نوعا جديدا من العنف المدرسي صنفوه بالعنف الجنسي. و قد أخد هذا النوع من العنف أشكالا متعددة كالتلفظ البذيء والملامسة و الاعتداء على أماكن حساسة في الجسد وحتى التقبيل بالإكراه ( التحرش الجنسي)، وبإمكان هذا النوع أن يتطور إلى الاغتصاب في بعض الحالات.
العنف الاتصالي:
إن انتشار وسائل الاتصال بين التلاميذ من هواتف جوالة وحواسيب محمولة، و انخراط الآلاف منهم في فضاءات التواصل الاجتماعي، ساهم في ظهور نوع جديد من العنف أصبح متداولا بكثرة فيما بينهم، كتوجيه رسائل التهديد عبر الهواتف الجوالة أو إنشاء صفحات على شبكات «الفايس بوك» للتحريض على زميل لهم وتشويه سمعة أحد المدرسين وحتى نشر الصور الفاضحة والتهديد وبث الرعب.
العنف الرياضي:
لقد ساهم التعصب الرياضي الذي نشهده منذ سنوات، وظاهرة العنف في الملاعب الرياضية في انتشار نوع جديد من العنف مصدره مجموعات من التلاميذ من مشجعي الفرق الرياضية، و الذين حوَّلوا الفضاء المدرسي إلى ساحات لتبادل العنف اللفظي والجسدي دفاعا عن فرقهم الرياضية، مما أدى في العديد من الأحيان إلى حالة من الفوضى جعلت أعوان الأمن يتدخلون لتفريق المتسببين في تلك الأحداث، ونتذكر ماحدث أمام المعهد الفني في تونس العاصمة عشية مباراة جمعت فريقي العاصمة في موسم2010. ( نشر في جريدة الشروق الحبيب الميساوي 13-02-2012).
العنف تجاه الذات:
ويظهر في الميل إلى العزلة و الاكتئاب المفرط و إحساس صاحبه بأنه منبوذ، و أحيانا يبلغ التطرف مع الذات إلى حد الانتحار حين يحس المرء بأن حياته دون جدوى. وهذا بسبب ضعف التأطير و غياب ثقافة الحوار واعتبار النجاح في الحياة أهم من النجاح في الدراسة.
وهو اليوم من أخطر أنواع العنف أمام تزايد ظاهرة الانتحار في الوسط المدرسي.
المرجع:
-اتفاقيات وتوصيات اليونسكو في ميدان التعليم.