كيف اتخلص من إدمان وسائل التواصل الاجتماعي؟" من أكثر الأسئلة التي تُطرح عليّ، من قبل الطلبة الجامعيين وطلبة المدارس نظراً لما تسببه لهم من هدر في الوقت الذي من المفترض أن يستغلوه في القيام بمهامهم الدراسية، وأرى أن هناك العديد من الناس يسيئون استخدام مصطلح إدمان في مثل هذه الحالات، فنعم هناك إدمان لوسائل التواصل الاجتماعي ولكن لا يصل إليه الكل معاً، فهناك من يسيء استخدام وسائل التواصل ولم يصل بعد إلى مرحلة الإدمان، وأرى أن أول خطوة للتخلص من هذا النوع من الإدمان هي في أن نعي المشكلة، وأن نستشعر آثارها السلبية في حياتنا لتتكون بداخلنا الإرادة للتخلص منها، وبعد ذلك ببساطة "توقف عن متابعة السفهاء!" فقط! هذا كل ما يحتاجه الأمر، وصدقني أنك ستتخلص من إدمان وسائل التواصل الاجتماعي تدريجياً، وسائل التواصل الاجتماعي سلاح ذو حديين كما يكرر دائماً على مسامعنا وهي كذلك بالفعل فمتابعتك للسفهاء والتافهين تجرك إلى طرق غريبة وتافهه مثلهم قد لا تخرج منها إن لم تستيقظ من سُباتك، ستجد نفسك بعد خمس أو عشر سنوات في نفس المكان ولم يتغير فيك شيء سوى وجود العديد من التجاعيد على وجهك ويديك، وهالات سوداء داكنة تحيط بعينيك الضيقتين وكأنك دب باندا، وخصل شعر أبيض تملئ شعرك، ومرهم لعلاج ألم المفاصل في يدك، وبجانبك عكازة لتساعدك في المشي! كان بالإمكان أن يكون حالك أفضل من ذلك، ولكن استمرارك في الركض خلف حماقات وسائل التواصل الاجتماعي صنعت منك تلك الجثة الهامدة على الكرسي، ففي الوقت الذي كان الجميع فيه يبني لمستقبله كنت منشغلاً في تتبع أخبار أحد الفنانين، ومراقبة سقوط إحداهن، والدخول في نقاش مع أحد الحمقى حول مدى صحة ما قالته إحدى الممثلات التي لا تعنون لها أي شيء سوى أنكم رقم في قائمة متابعينها, هم يعملون لأجل أنفسهم باستغلالكم وهدر اوقاتكم في متابعتكم لهم، لذلك فلتفيقوا من هذا السبات وتختاروا بعناية الأشخاص الذين ستتابعونهم على مواقع التواصل الاجتماعي لأنهم حتماً سيأثرون عليكم بطريقة أو بأخرى من دون أن تشعروا، وقبل استخدامكم لوسائل التواصل الاجتماعي تذكروا دائماً أن كل دقيقة تمر لن تعود أبداً أبداً أبداً. في لنهاية فكر جيداً بما كتبته مُسبقاً ثم قرر واتخذ القرار الصحيح، القرار الذي سيحدد الشخص الذي ستكون عليه بعد 10 أو 20 سنة قادمة.