الدهلزة في الخدمة الإجتماعية في المملكة العربية السعودية ‏

مقال
إعداد: أ.نورة ناصر الأحمد
الدهلزة في الخدمة الإجتماعية في المملكة العربية السعودية
‏Lobbying in Social Work in Saudi Arabia


 
بسم الله الرحمن الرحيم
تعد ممارسة مهنة الخدمة الاجتماعية متقدمة في كثير من بلدان العالم المتطورة إلا أن ممارستها تعتبر حديثة في البلدان العربية بالرغم من بروز أنشطة الإحسان بدافع الدين في المجتمعات العربية منذ القدم. وفي عصرنا الحالي برزت العديد من التحديات التي تواجه المهنة والتي تجبر المختصين فيها بالتقدم والبحث عن التطوير المستمر فيها  لكي لا تندثر المهنة وتتأخر وهذه التغيرات أوجدت ما يسمى بالخدمة الاجتماعية السياسية لتحقيق 
أغراض وأهداف الخدمة على مستوى الوحدات الكبرى  Macro Level وتعرف السياسة الاجتماعية على شكل شقيين الأول السياسة , policy وهي غايات وأهداف 
يتطلب تحقيقها وتعرف الاجتماعية social في هذا السياق بأنها السياسة التي تهتم بالجوانب الاجتماعية والتي ترسم شكل الحياة في المجتمع فمع ظهور الأنظمة والقرارات المتجددة في المملكة العربية السعودية لا بد أن تقوم الخدمة الاجتماعية بصنع مكانة لها في ظل هذه التغيرات لتثبت ذاتها وفعاليتها ولتحقيق الفاعلية والكفاءة في الأداء وجب عليها البحث عن الطرق والسبل التي تساعد في الوصول إلى أفضل القرارات التي تخدم متلقي الخدمات إذ أصبحت الطرق التقليدية في المطالبة بأي قرار أو سياسة توضع طريقة غير مجدية في عصر التغيرات السريعة واتساع المناطق وتفاوت الفئات المتواجدة فيها لذلك بحث المختصيين عن وسائل واستراتيجيات تساهم في تحقيقهم للرعاية الاجتماعية  بشكل يتناسب مع العصر الحالي تكون داعمة للمهارات الأساسية التي يستخدمها الأخصائي ومنها مهارة الاتصال والتفاوض والإقناع وصولاَ إلى ما يسمى  بالدهلزة (اللوبي) و التي تعتبر محاولة مجموعة أو فرد للتأثير في أحد صناع القرارات بما يخدم المصلحة العامة بعيداً عن أضواء مجلس القرارات الرسمية أو جماعة الأفراد المشاركين في صنع القرار" للوصول إلى الأهداف المنشودة والتي يسعى المختص إلى تحقيقها و تسهم ايضاّ في الإرتقاء بالمهنة ومن الممكن تحقيق الدهلزة عن طريق جانبيين الجانب المادي والجانب المعنوي وقد تتمثل في الجانب المادي بالمال الذي يحقق متطلبات العديد من العاملين في المجال السياسي والذي يساهم بشكل كبير في التغيير في السياسيات الموضوعة والتي تكون قابلة للتعديل والتغيير أما بالنسبة للجانب المعنوي قد يتمثل في الجوائز والأمور الغير محسوسة كالمكانة في المجتمع وغيرها ومن الممكن استغلال وسائل التواصل والتي تعتبر أهم الوسائل المؤثرةفي العصر الحالي لما لها من العديد من المميزات التي تساهم في تغيير الرأي العام لكونها متناولة في يد الجميع فمن الممكن من خلالها جذب تأييد الكثير من أفراد المجتمع وأصحاب النفوذ ، ولما يتميز به المجتمع السعودي من إرتفاع القيم الدينية لا بد على القائمين بالدهلزة أن يكون لديهم إلمام تام بكل ما قد يوثر على الجانب الديني أثناء محاولة الدهلزة للتغيير في القرارات بما يحقق أهداف الخدمة وفي ظل الوضع الحالي للمملكة  العربية السعودية لا بد من أستخدام الدهلزة لمحاولة التغيير في السياسات لكي لا يحدث هناك فجوة بين أفراد المجتمع السعودي خصوصاً مع تواجد بعض القرارات القديمة التي تعيق العمل والتطور ومع وجود طاقة شبابية هائلة مندفعة للتغيير في المجتمع السعودي تسعى للتقدم والتطور في جميع جوانب الحياة فلا بد من المختصيين الإحسان في إستغلال تلك الطاقات واستثمار تواجدها والعمل على توجيهها أفضل توجيه لخدمة المجتمع بشكل كامل ولما تحققة الدهلزة من إنتاجية واستثمار للوقت والجهد لا بد أن تركز الجامعات في المملكة العربية السعودية على تخصيص موضوعات أساسية تقوم بتدريسها لطلاب الخدمة الاجتماعية تحتوي على استراتيجيات وطرق تحقق الدهلزة في المجال السياسي بأفضل شكل ممكن وأن تركز أيضاً وبشكل دقيق على دراسة التخطيط السياسي وأهميته  في المجال وأن يكون خريج الخدمة الاجتماعية يتمتع بالعديد من المهارات السياسية المختلفة التي تحقق الدهلزة بأفضل شكل ممكن تساعد خريج الخدمة الاجتماعية على تطبيقها والانتفاع بها .
 
 
 
 
 

 

 
المراجع :
• القبندي،سهام (2013) السياسة الاجتماعية والممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية .مصر ،المكتبة العصرية لنشر والتوزيع .
 
• القعيب، سعد (1422) سياسة الرعاية الاجتماعية والتكنيكات المهنية لتحقيق أهدافها الأطر النظرية وواقع الممارسة .الرياض ،دار الخريجي لنشر والتوزيع .
 
• عاصي،حمدي(2016) الخدمة الاجتماعية وتنمية مهارات الحوار السياسي للشباب الاسكندرية، دار الوفاء لدنيا الطباعة .

•مقالة الدكتور سامي الدامغ