تعتبر المدرسة من أهم الؤسسات التي يمكن أن تسهم في حركة التنمية في المجتمع وتساهم مع الوالدين على تنشئة الأبناء وتحقيق بداية سليمة لحياة المواطن عن طريق إعداده ومن خلال التعليم الأساسي بامداده بالمهارات الذهنية، وتحقيق الرعاية الصحية والتدريب العملي واكتساب القدرات التي تقود الطفل وتساعده على رفع مستوى فعالياتهم ، وعن طريق البرامج التي تنفذها الخدمة الإجتماعية في المدرسة تحول دون تبديد الطاقات البشرية وتحد من المشاكل السلوكية والانفعالية ، فهي بمثابة مدخلاً مهنياً متكاملاً لتحقيق المساعدة من خلال برامج العمل في المدرسة مع الطلاب الذين يعانون من الصعوبات المختلفة ، أن الهدف الذي تسعى إليه برامج الخدمة الاجتماعية هو مساعدة الطلاب الذين يعانون من مشكلات خاصة والحد من حدوث المشكلات لغيرهم من الطلاب .
إن التربية تتضمن النمو الاجتماعي والنفسي للطفل إضافة لعملية التعليم لذلك لابد لها من الاستعانة بطرق الخدمة الاجتماعية والاستفادة من البرامج الخاصة لخدمة الفرد والجماعة والمجتمع حيث تعتبر الخدمة الاجتماعية في المدرسة مكملة لوظيفة المعلم فيهتم الاخصائي الاجتماعي في المدرسة بمساعدة التلاميذ والآباء والمعلمين فيما يتعلق بالمشكلات التي تقع في نطاق الخبرة المدرسية ومعالجة مشكلات سوء التكيف إلى جانب الجهود البنائية والوقائية والأنشطة المختلفة
ويقوم الاخصائي الاجتماعي بتوظيف مهاراته ومعلوماته المتخصصة لخدمة الطلاب ومساعدة الآباء للاستفادة من كافة الخدمات التعليمية التي تقوم المدرسة على توفيرها .
ويقيم الاخصائي الاجتماعي علاقات وثيقة مع المدرسين والعاملين بالمدرسة القائمة على التفاهم والتعاون لما فيه مصلحة الطالب ، حيث يساعد المعلمين على تفهم ما وراء سلوك بعض الطلاب وكيف لهم أن يقابلوا السلوك بالتعديل ، كما يهتم الأخصائي الاجتماعي بالمناهج الدراسية والعلاقات بين أعضاء هيئة التدريس وموارد المجتمع واحتياجاته وعلاقة المدرسة بالمجتمع الأكبر ، كما على الأخصائي الاهتمام بزيادة علاقته بالمؤسسات الأخرى المحيطة بالمدرسة والموجودة بالمجتمع والتي يمكن أن يمثل موارد جديدة يستفيد منها مقابلة مشكلات الطلاب أو أشباع حاجاتهم .
ويعاني الطلبة من مشكلات عديدة تؤدي تحويلهم إلى الاخصائي الاجتماعي ومن هذه المشكلات :
• مشكلات التخلف الدراسي:
عجز الطفل عن السير في دراسته بطريقة طبيعية مما يؤدي إلى الفشل المتكرر في المدرسة حيث التخلف ناتجا عن ضعف عقلي أو نقص عقلي أو أمراض أو عوامل انفعالية .....إلخ
وهنا على الاخصائي الاجتماعي بذل كل جهد للوقوف على ما يدفع الطفل إلى اتخاذ موقف سلبي نحو دراسته .
• مشكلات الهروب :
ومنها مشكلات الغياب المتكرر دون عذر مشروع سواء من مادة دراسية أو المدرسة ككل ويشمل العلاج استعراض حاجات الطفل وتعديل برامج الدراسة واستغلال موارد المجتمع ومقابلة الطفل ووالديه، ويقوم الاخصائي الاجتماعي بمحاولة معرفة الاسباب الكامنة لهذه المشكلة ووضع الحلول المناسبة حسب الأسباب ، مثل تقديم الخدمات الصحية والمادية لأسر الأطفال المحتاجين ، ويقترح الاخصائي الاجتماعي تنظيم الخطط الدراسية التي تجنب الأطفال وخاصة بطيئ التعلم و النمو مواقف الفشل والأحباط.
• المشكلات الأقتصادية :
قد تعوق المشكلات الاقتصادية التلميذ من الأنتفاع بالإمكانيات والخدمات التربوية التي توفرها المدرسة ، وكثير من التلاميذ وبسبب العجز الأقتصادي تنقطع بهم سبل الدراسة حيث يؤدي الحرمان إلى القسوة والسلوك العدواني والتهور وإلى الانسحاب والانطواء والحرمان من الاستراك أوجه النشاط المختلفة ، لذلك لا بد من اشباع الاحتياجات الأساسية وقيام المدرسة باشباع هذه الحاجات مما يؤدي إلى شعور الطفل بالأنتماء إلى المجتمع الذي يعيش به .
• مشكلات سوء التكيف الاجتماعي :
يؤدي اضطراب البيئة الخارجية للطفل إلى سوء تكيفه وتشككل البيئة الخارجية كل من الأسرة و المدرسة والمجتمع بوجه عام ، ومن أسباب سوء التكيف الاجتماعي أساليب التنشئة الخاطئة للأسرة وعدم الاستقرار النفسي وعدم قضاء وقت كاف مع الأبناء لمناقشتهم ورعايتهم من قبل الوالدين والتذبذب في معاملة الأبناء والقسوة وتدخل الآباء في مصير الأبناء ووفاة أحد الوالدين .....إلخ
• المشكلات الإنفعالية :
لا يتحقق التكيف الا إذا سار النمو الانفعالي للطفل سيراً سوياً وهي عملية تبدأ منذ الطفولة المبكرة ومن مظاهر المشكلات الانفعالية الكذب والتمرد والكسل والميل إلى التهور والسرقة وحالات الاحباط والصراع وعملية الكبت في اللاشعور وعدم اشباع الحاجات والدوافع .... إلخ.
( مدخل إلى الخدمة الإجتماعية ،د. خليل المعايطه وآخرون ، ص 90 -92)