في ضوء مفهوم الخدمة الاجتماعية المدرسية وأهدافها يتبين لنا أن عمل الأخصائي الاجتماعي يتم من خلال جوانب ثلاث رئيسية هي:
1. الجانب الإنشائي والتنموي :
ويتمثل في تنظيم الحياة الاجتماعية للطلاب من خلال جماعات مدرسية وإتاحة الفرص لإشراك أكبر عدد من الطلاب فيها مما يكشف وينمي مواهبهم وميولهم وقدراتهم ، وتنظيم الخدمة الجماعية اللازمة لنمو الطلاب جسمياً ونفسياً وعقلياً واجتماعياً ، وتنمية المواهب والميول والقدرات وتشجيع الطلاب على ممارسة ألوان الهوايات المختلفة داخل المدرسة وخارجها.
2. الجانب الوقائي:
ويتمثل في مجموعة الجهود التي تبذل لدراية ومعالجة الظروف والأوضاع الاجتماعية والانفعالية التي قد تؤثر على الطلاب تأثيراً سلبياً بما يؤدي إلى وقايتهم من أسباب الانحراف ومعاونتهم على تجنب الصعوبات.
3. الجانب العلاجي :
ويتمثل في مجموعة الجهود و الخدمات التي تبذل لمساعدة الطلاب على حل مشكلاتهم المختلفة والتي قد تعوق وهم ولإفادتهم من الحياة المدرسية كاملة ، ويتطلب هذا العمل في إطار الجوانب الثلاث السابقة أن يتعامل الأخصائي الاجتماعي مع الطالب في المجالات التالية:
* أولاً : مجال العمل مع الحالات الفردية :
ويتضمن تناول حالات الطالب السلوكية والاجتماعية والمدرسية والصحية والاقتصادية . بهدف تهيئة ظروف ملائمة تساعدهم على التوافق الاجتماعي وتقبلهم للخبرة التعليمية ومواجهة كل ما يعترض تحقيق هذا الهدف من خلال برامج وقائية وتنموية وعلاجية .
*ثانياُ : مجال العمل مع الجماعات :
ويتضمن تكوين الجماعات المدرسية المنوعة ، و إتاحة الفرص لإشراك أكبر عدد ممن الطلاب فيها والإشراف على الجماعات ذات الطابع الاجتماعي ، والعمل على إيجاد نوع من التفاعل البناء بين أفراد الوسط المدرسي من خلال هذه الجماعات بما يكفل تنمية شخصية الطالب وتعديل سلوكه من ناحية، وبما يساعد على ربط المدرسة بالبيئة المحيطة من ناحية أخرى .
* ثالثاً : مجال العمل مع المجتمع :
ويتناول العمل مع التنظيمات المدرسية لمساعدتها على تحقيق أهدافها المرجوة بما يساعد على ربط الطلاب بالمدرسة والمجتمع المحلي ، وإيجاد صلات قوية بين الطلاب وبيئتهم ، وإتاحة الفرص لهم لمواجهة المواقف الحقيقية في الحياة العامة التي تصقل شخصياتهم وتساهم في تنشئتهم و إعدادهم بما يعود على المجتمع بالرفاهية المرجوة ، وبنبغي مراعاة أن العمل الاجتماعي بالمدرسة في المجالات الثلاث السابقة يتطلب القيام ببعض الدرايات والبحوث للتعرف على الواقع والاحتياجات الفعلية ، كما يتطلب التخطيط الاستراتيجي والمتابعة وعمليات تنظيمية و إدارية .
(المدخل إلى الخدمة الاجتماعية ،أ.د عبدالرحمن صوفي ،أ.د محمود محمود ،ص275_ص276)