دور الاخصائى الاجتماعى فى المدرسة
دور الأخصائي الاجتماعي يختلف عن دور المعلم ، فدوره لا بداية له ولا نهاية ، لا يتقيد بجدول المدرسة الرسمي ، إنما عمله في معالجة القضايا والمشكلات الاجتماعية والنفسية وغيرها للتلاميذ ، داخل المدرسة وخارجها ومتابعتها باستمرار طول مدة العام الدراسي ، والعام الذي يليه وهكذا ، ومفهوم الخدمة الاجتماعية هو تقديم خدمات معينة لمساعدة الأفراد والتلاميذ أما بمفردهم أو داخل جماعات ليتكيفوا على المشاكل والصعوبات الاجتماعية والنفسية الخاصة والتي تقف أمامهم وتؤثر في قيامهم بالمساهمة بمجهود فعال في الحياة وفي المجتمع ، وهي كذلك تساعدهم على إشباع حاجاتهم الضرورية وإحداث تغييرات مرغوب فيها في سلوك التلاميذ وتساعدهم على تحقيق أفضل تكيف يمكن للإنسان مع نفسه ومع بيئته الاجتماعية التي يترتب عليها رفع مستوى معيشته من النواحي الاجتماعية والسياسية .
ومن خلال الممارسة الفنية والواقع العملي وتطور الواجبات والمستجدات على اختصاصات الأخصائي الاجتماعي في المدارس نجدها محددة فيما يأتي :
1ً : مجال العمل مع الحالات الفردية :
ويتضمن تناول حالات الطلاب السلوكية والاجتماعية والمدرسية والصحيةوالاقتصادية .. بهدف تهيئة ظروف ملائمة تساعدهم على
التوافق الاجتماعي وتقبلهم للخبرة التعليمية ومواجهة كل ما يعترض تحقيق هذا الهدف من خلال برامج وقائيةوتنموية وعلاجية .
2 : مجال العمل مع الجماعـات :
ويتضمن تكوين الجماعات المدرسية المنوعة وإتاحة الفرص لإشراك أكبر عدد منالطلاب فيها والإشراف على الجماعات ذات الطابع الاجتماعي ، والعمل على إيجاد نوع من التفاعل البناء بين أفراد الوسط المدرسي من خلال هذه الجماعات بما يكفل تنمية شخصيةالطـالب وتعديل سلوكه من ناحية ، وبما يساعد على ربط المدرسة بالبيئة المحيطة بهامن ناحية أخرى
3ً : مجال العمل مع المجتمع:
ويتناول العمل مع التنظيمات المدرسية لمساعدتها على تحقيق أهدافها المرجوةبما يساعد على ربط الطلاب بالمدرسة والمجتمع المحلي ، وإيجاد صلات قوية بين الطلاب وبيئتهم ، وإتاحة الفرص لهم لمواجهة المواقف الحقيقية في الحياة العامة التي تصقل شخصياتهم وتساهم في تنشئتهم وإعدادهم بما يعود على المجتمع بالرفاهية المرجوة .
وينبغي مراعاة أن العمل الاجتماعي بالمدرسة في المجالات الثلاث السابقة يتطلـب القيام ببعض الدراسات والبحوث للتعرف على الواقع والاحتياجات الفعلية ، كما يتطلب التخطيط الاستراتيجي والمتابعة وعمليات تنظيمية وإدارية .
وهنا نسأل كيف يكون الأخصائي الاجتماعي متميزاً رغم هذا الكم من العمل ! ؟
الأخصائي الاجتماعي المتميز من خلال هذه المعايير باختصار شديد تدور حول أربعة محاور رئيسة هي :
1 - الالتزام السلوكي .
2 - المعرفة التخصصية .
3- المساهمات الإيجابية .
4 - نتائج الأداء المتميز.
والأهم في عمل الأخصائي الاجتماعي هو التخطيط الجيد للعمل وفق ما يراه من أهداف يتطلب المجتمع المدرسي تحقيقها ، وربط تخطيطه بدراسته المتأنية لهذا المجتمع بكل متغيراته وإعطاء مساحة من المرونة في التنفيذ وإشراك كل عناصر المجتمع المدرسي في وضع خطوط عريضة لخطته في العمل حتى تتناسب مع متطلبات المجتمع المدرسي
كذلك إيمانه بأهمية العمل الجماعي التعاوني المشترك سواء للطلاب أو الهيئة الإدارية والتدريسية أو المجالس والجماعات المدرسية وتوثيق كل أعماله بالكلمة والصورة الفوتوغرافية والمسجلة سواء بالصوت أو الصورة لتكون دليلاً ثبوتياً لأعماله ومرجعاً للتقييم المستمر لتحسين الأداء مستقبلاً .
هذا كله لا يحقق النجاح في العمل دون تنمية مهنية مستمرة سواء أكانت ذاتية أم عن طريق دورات تدريبية للإطلاع على كل ما هو جديد في ميدان العمل الاجتماعي من إصدارات وتجارب رائدة .
أما عن المعايير الأربعة التي يتم تقييم الأخصائي الاجتماعي المتميز بها فسنعطي نبذة مختصرة عن متطلبات كل معيار وفق تصورنـا :
أولاً : الالتزام السلوكي :
أن يمثل قدوة حسنة من حيث الالتزام السلوكي للطلاب والزملاء ويقدر أهمية الوقت في عمله ويداوم قبل موعد الدوام الرسمي ويتعامل مع الجميع باحترام متبادل ، وأن يكون مخلصاُ في أدائه لعمله وله دور إيجابي وفعال في المجتمع المدرسي ، ويتمتع بعلاقته الطيبة مع أطراف المجتمع المدرسي وأولياء الأمور ويوظف هذه العلاقات لصالح عمله مع الطلاب سلوكياً وتربوياً .
ثانياً : المعرفة التخصصية :
أن يتمتع الأخصائي الاجتماعي بقدرات معرفية عالية في مجال تخصصه ويحافظ على تطوره المهني ويواظب على حضور كل ما يؤهله مهنياً من لقاءات وندوات تنظمها الوزارة أو الدوائر المحلية ، ويبتكر في عمله من خلال تطوير شكل النشاط المدرسي ، ويساعد الطلاب والمعلمين في كل ما يخص مجال العمل ، ويبادر بإشراكهم في العمل التطوعي وخدمة البيئة المدرسية والمجتمع لبث العديد من القيم والسلوكيات الحميدة في نفوس الطلاب .
ثالثاً : المساهمات الإيجابية :
أن يكون للأخصائي الاجتماعي دورٌ بارزٌ في تنمية العلاقات الإنسانية والتواصل بين الزملاء في المجتمع المدرسي ، ولديه قدرة على تحديد المشكلات المدرسية والاجتماعية والتعريف بها والتعامل معها بمسؤولية ، ووضع المقترحات التي تساهم في علاجها ، وله آراء تربوية قيمة يعرضها في شكل نشرات أو رسائل تفيد المجتمع التربوي وتساهم في الارتقاء بالأداء في مجال العمل الاجتماعي .
رابعاً : نتائــج الأداء المتميز :
أن يقوم الأخصائي الاجتماعي بالإعداد والتنظيم للأنشطة المدرسية وينظم الاشتراك في المسابقات العامة للنشاط المدرسي وينسق جهود المعلمين والطلاب لتحقيق أفضل النتائج لمدرسته ، وعليه أن يطبق أساليب العمل المهنية في متابعة الطلاب وتحسين مستواهم الدراسي ، ويطبق خطة متطورة للتوجيه الجمعي من بداية العام الدراسي تساهم في زرع عدد من القيم التربوية في نفوس الطلاب
وفيما يلى نتناول بالتفصيل د ورالاخصائى الاجتماعى فى الخدمات الفردية:-
أ- دراسة الحالة
هي كل المعلومات التي تجمع عن الحالة . والحالة قد تكون فردا أو أسرة أو جماعة.
وتهدف دراسة الحالة إلى الوصول إلى فهم أفضل للعميل ، وتحديد وتشخيص مشكلاته وطبيعتها وأسبابها ، واتخاذ التوصيات الإرشادية والتخطيط للخدمات الإرشادية اللازمة.
عوامل نجاح دراسة الحالة
لكي تنجح الحالة ، ولكي تكون ذات قيمة علمية ، يجب أن تراعي الشروط الآتية :
ا-التنظيم : والتسلسل والوضوح، وذلك لكثرة المعلومات التي تشملها دراسة الحالة .
2- الدقة : وتلزم في تحري المعلومات وخاصة أنها تجمع عن طريق وسائل متعددة ، ومراعاة تكامل المعلومات بالنسبة للحالة ككل وبالنسبة للمشكلة .
3- الاعتدال : ويقصد الاعتدال بين التفصيل الممل، وبين الاختصار المخل ويتحدد طول دراسة الحالة حسب العميل وحسب هدف الدراسة . وهنا يجب الاهتمام بالمعلومات الضرورة، وعدم تجاهل بعضها ، وفي الوقت نفسه عدم التركيز على المعلومات الفرعية.
4- الاهتمام بالتسجيل: وهذا مهم وخاصة مع كثرة المعلومات ، مع تجنب المصطلحات الفنية المعقدة.
عناصر دراسة الحالة
1- المعلومات والبيانات العامة : عن العميل ووالديه وإخوته
2- الشخصية : بناؤها وسماتها وأبعادها واضطراباتها
3- الحالة الجسمية والصحية : طبيا وعصبيا ، ومعلومات عن الطول والوزن والمظهر الجسمي والعاهات والأمراض
4- الحالة العقلية المعرفية : وتشمل الذكاء والقدرات والاستعدادات والتحصيل والتقدم الدراسي
5- النواحي الاجتماعية : وتتضمن المعلومات المتعلقة بالمجال الاجتماعي وعملية التنشئة الاجتماعية والخلفية الأسرية وخاصة تركيب الأسرة والعلاقات والاتجاهات ، والبيئة المنزلية
6- النواحي الانفعالية: وتشمل الحالة الانفعالية ومستوي النضج الانفعالي والثقة في النفس والاتجاه نحو الذات ، والصراعات والصدمات الانفعالية واللازمات ...إلخ
7- النواحي الاجتماعية : وتتضمن المعلومات المتعلقة بالمجال الاجتماعي وعملية التنشئة الاجتماعية والخلفية الأسرية وخاصة تركيب الأسرة والعلاقات والاتجاهات ، والبيئة المنزلية
8- النواحي الانفعالية: وتشمل الحالة الانفعالية ومستوي النضج الانفعالي والثقة في النفس والاتجاه نحو الذات ، والصراعات والصدمات الانفعالية واللازمات ...إلخ
9- الملخص العام : ويشمل خلاصة المعلومات المهمة المرتبطة بالمشكلة .
10- التفسير : ويجب أن يكون دقيقا وعلميا ومعتدلا غير درامي أو كاريكاتيري ، مع تجنب التعميمات غير المدعومة . ويستلزم ذلك دراسة البيئة المادية والاجتماعية والثقافية التي يعيش فيها العميل
11- التشخيص : ويحدد فرض التشخيص ، أي افتراض لتشخيص قابل للتأكيد أو الرفض .
12- التوصيات : وتشمل الاقتراحات الخاصة بطريقة العلاج العاجل والآجل . وقد تشمل الحاجة
13- المتابعة :وهذه ضرورة لتقدير مدي الإفادة من معلومات دراسة الحالة .
ملحوظة هامة
الاخصائى الاجتماعى يكتشف الحالة من خلال :-
الملاحظة او عن طريق الطالب نفسة او من خلال التحويل من ادارة المدرسة او اخبر عنها من مدرس زميل او اى مصدرخارجى من خلال اتصالات الاخصائى الاجتماعى المختلفة خلال تعاملاتة مع المجتمع المحلى الذى يعيش فية والطابور المدرسى ايضا عنصر هام لتواجد الطلاب فية وفى اثناء المرور بالمدرسة فى وقت الفسحة المدرسية ......الخ