(تعديل السلوك في التدريس)
إن التدريس ضمن استراتيجيات تعديل السلوك المتعلمين او تنمية او تشكيلة او صقله يجعل من المعلم متخصصا مهنيآ وفنيآ بالمعنى العلمي الصحيح إلى جانب ذلك فأن تقويم نتائج التدريس عبر بناء الجوانب المختلفه من شخصية المتعلم مطلب كل مربي في تقويم مخرجات التدريس وفي تقويم الجهود المبذوله في العملية التربوية والتعليمية وينبغي في هذا الصدد الاشارة الى ان مختلف المعالجات الواردة في هذا ذات طبيعة تربوية وسيكولوجيه يستطيع كل معلم ان يطبقها في اي مجال من مجالات المواد الدراسية وعلى مختلف المراحل المدرسية وذلك لان الاهداف والمبادئ العامه واحدة وما ينطبق في مجال ينطبق على غيره من المجلات الدراسية الاخرى.
تعديل السلوك هو شكل من أشكال العلاج يهدف إلي تحقيق تغيرات في سلوك الفرد تجعل حياة المحيطين به أكثر ايجابية وفاعلية ، وهناك أنواع عدة من طرق التعديل يستخدم المعلم أو الأب أو الأم أو من يتولى الطفل الأسلوب الأفضل في تعديل السلوك . كالتعزيز الإيجابي أو التعزيز السلبي أو غيرها ويعتمد ذلك على الطفل و عمره و نوع السلوك المستهدف .
تعديل السلوك له إجراءات عدة
أولا عليك تحديد ما هو السلوك المطلوب تعديله ، وما الظروف الذي يحدث فيها السلوك
ثم عليك تقديم تعزيز لإظهار السلوك المطلوب أو إخفاء السلوك المطلوب إخفائه ، ويجب أن يكون التعزيز ذا قيمة ؛ هل التعزيز مادي أو معنوي أو غذائي و ذلك يعتمد على الطفل ، وعلى المعدل للسلوك ويجب أيضا أن لا يحدث الإشباع للتعزيز فتختفي قيمته ، ويكون التعزيز في البداية فوري أي فور حدوث التغيير من قبل الطفل ثم يبدأ في التدرج بالتقطيع و هذا أمر ضروري ، وهناك العديد من أساليب تعديل السلوك و أيضا أجرأت التعديل وكلها مهمة .
طــرق تعــديل الســلوك لدى الأطفال
تتعدد طرق تعديل السلوك لدى الأطفال وتتنوع وسنتطرق هنا للأساليب والطرق الجوهرية لتعديل السلوكيات لدى الأطفال .
التعزيز:
وهو إجراء يعمل على تقوية السلوك المرغوب فيه وزيادة حدوثه مستقبلا وله عدة أنواع سنتطرق إلى أهمها وهي :
· المعزز السلبي : وذلك بإزالة مثير مؤلم يكرهه الطفل بعد حدوث السلوك المرغوب مباشرة
· المعزز الايجابي : ظهور مثير معين بعد السلوك مباشرة ليزيد من احتمال حدوث ذلك السلوك مستقبلا في مواقف مماثلة.
· المعزز الاجتماعي: مثيرات طبيعية تقدم بعد حدوث السلوك مباشرة كالابتسامة والثناء والانتباه والتقبيل وغيره .
النمذجة:
ملاحظة الطفل لسلوك الآخرين الايجابي وتقليده من خلال عرض نماذج مختلفة ايجابية تعلم الطفل السلوك الصحيح فالطفل الذي يعاني من الخوف من القطط يعرض أمامه فيلم لطفل لا يخاف من القطط فيقلده.
الإطفاء:
ويعني أن نتجاهل السلوك غير المرغوب فيه من الطفل حتى يضعف ويتوقف نهائيا فبعض الأطفال يعمل على لفت انتباه والدته بالبكاء مثلا الذي ليس له سبب ولكن رغبة من الطفل في حمله مثلا وعندما تتجاهل هذا السلوك من الطفل فإنه ينطفئ تدريجيا.
الإقصاء:
ويعني تقليل أو إيقاف السلوك غير المرغوب بإزالة المعززات الايجابية مدة زمنية محددة مباشرة بعد حدوث ذلك السلوك وله عدة أنواع منها العزل ويعني عزل الطفل في غرفة خاصة لا يتوفر فيها التعزيز بهدف كف الطفل عن السلوك غير المرغوب أو إبعاده عن الآخرين والتفاعل معهم ونجعله ينظر إليهم ويراقبهم وهم يفعلون ما يرغبه من أمور وتجاهل ما يصدر عنه من سلوكيات في أثناء ذلك والتركيز على الآخرين أو منع الطفل من الاستمرار في تأدية نشاط معين عندما يقوم بسلوك غير مرغوب كتوقيفه أو رفع يده وغيرها تصحيح الأخطاء عندما يقوم الطفل بعمل سلوك غير مقبول نوجهه لتصحيح خطئه بنفسه مثلا عندما يسكب الماء لابد أن ينظف المكان وهكذا .
الكف المتبادل :
نعني به كف نمطين سلوكيين مترابطين بسبب تداخلهما وإحلال استجابة متوافقة محل الاستجابة غير المتوافقة وهو يفيد في حالات التبول اللاإرادي بكف النوم حتى يحدث الاستيقاظ والتبول وكف البول باكتساب عادة الاستيقاظ أي أن كف النوم يكف البول وكف البول يكف النوم بالتبادل.
الإشباع:
إعطاء الطفل كمية كبيرة من المعزز نفسه فترة زمنية قصيرة حتى يفقد قيمة المعزز وأهمية فمثلا الطفل الذي يتعلل بوجود مرض كي لا يذهب للمدرسة لحضور الامتحان يطلب من أهله إدخاله المستشفى ثلاثة أو أربعة أيام فعندما ازدادت عدد الأيام بمعنى أن الأهل قاموا بإدخال الطفل للمستشفى اكبر مدة من التي طلب وجد أن الطفل تغير سلوكه وكف عن ذلك .
الممارسة السلبية :
يعني أن يطلب من الطفل عند تأديته للسلوك غير المرغوب الذي نريد تقليله أن يقوم بتأدية السلوك نفسه بشكل متواصل فترة زمنية محددة إلى أن يصبح ذلك السلوك مكروها ومزعجا للطفل .
تغيير المثير :
بعض السلوكيات السلبية تحدث بظروف بيئية معينة لذا نلجأ لتغيير وتعديل الظروف البيئية التي تحدث فيها ، مثل الطفلان اللذان يتشاجران بجانب بعضهما البعض يفصل بينهما بطفل آخر .
الحرمان :
حرمان الطفل من الحصول على شيء يريده عند قيامه بسلوك غير مرغوب مثل الطفل الذي يريد أن يخرج وهو لم يكمل واجباته أو مذاكرته فيحرم من الخروج للعب .
العقاب :
وهو إجراء يعمل على أضعاف وإيقاف السلوك غير المرغوب ويجب أن نعرف متى وكيف ومع من نستخدم العقاب فأحمد مثلا يكف عن العقاب بعكس محمد الذي يؤدي به العقاب إلى زيادة السلوك غير المرغوب ، وقد يكون العقاب نفسي كالتأنيب كقول اسكت خطأ كلا أو يكون بالحركات وتعبيرات الوجه والإيماءات وغيرها ، وقد يكون عقاب جسدي كالضرب والقرص وغيرها ولا يجب استخدامها بكثرة إلا عندما تفشل جميع الطرق السابقة وأيضا يجب أن لا يؤذي الطفل أو يعكس بآثاره سلبا على سلوكه فيؤدي لعناده واستمراره على السلوك وهنا يكون تعزيزا لا عقابا .
والخلاصة : إن تعديل السلوك هو تعلم محدد البنيان يتعلم فيه الفرد مهارات جديدة وسلوكا جديدا , ويقلل من الاستجابات والعادات غير المرغوبة, وتزداد فيه دافعية الطالب للتغيير المرغوب .
(تعديل السلوك في التدريس/د:سهيله محسن