مفهوم دور المعلم من المفاهيم الاجتماعية:يعتبر مفهوم الدور من المفاهيم الاجتماعية الهامة حيث يساعدنا على التنبؤ بسلوك الآخرين ومعرفة توقعات الآخرين لسلوكنا، وقد حدد ( مصطفى عبد القادر عبد الله وآخرون، 1985) مفهوم الدور على أنه " مجموعة من الأنشطة السلوكية التي يتوقع أن يقوم بها الفرد الذي يشغل مكانة اجتماعية معينة في المجتمع". ويرى بيدل (1797) أن هناك ثلاثة مفاهيم مرتبطة بالدور تعد الأكثر استخداما له وهي:1- الدور كسلوك: ويعنى بذلك الربط بين أدوار المعلم والسلوكيات التي تميزها كصاحب عمل والتي تبدو في سياق هذا العمل.2- الدور كشخصية: ويركز هذا المفهوم على الصفات الاستاتيكية للمعلم مثل طبيعة مجتمع المعلمين، وكيفية الانتماء إليه، أو الانفصال عنه.3- الدور كتوقع: ويرتبط هذا المفهوم بالتوقع سواء من قبل المعلمين أنفسهم أو من قبل الآخرين.( صلاح الخراشي وآخرون، 1998) والمعلم بحكم موقعه في المدرسة يشغل مكانة اجتماعية معينة ويطلب منه القيام بمجموعة من الأنماط السلوكية حتى يحقق شغله لهذه المكانة وهذه الأنماط السلوكية تمثل الدور المطلوب من المعلم، وبناء على ذلك يمكن تحديد دور المعلم في مدرسة المستقبل على أنه الأنماط السلوكية المتجددة التي يقوم بها المعلم من أجل تمكين الطلبة من النمو الشامل والمتكامل لشتى جوانب الشخصية في ضوء المتغيرات المتعددة التي تؤثر في أداء كل من المعلم والطالب في مدرسة المستقبل.
دور المعلم في رفع المستوى التحصيلي لدى الطلبةفي النقطة السابقة وقفنا حول صفات المعلم الناجح لتبقى هذه الصفات للمعلم الذي يطمح للمثالية ، وفيما يلي سنقف على دور المعلم في رفع المستوى التحصيلي وهذا حسب الأسباب التي ذكرناها والتي لها أثر في خفض المستوى التحصيلي لدى الطلاب لأننا بلا شك بعد تحديد المشكلة وأبعادها سنقوم بعرض الحلول المقترحة من أجل حل هذه المشكلة . الحلول المقترحة من أجل التغلب على الحالة النفسية لدى الطلاب من خلال الأخصائي الاجتماعي : |
نجد أن كثير من الطلبة لا يقبلون على العلم من دافع الرغبة بل أنهم يحجمون عن التعليم عن دافع نفسي قد يكون سببه المعلم أو يكون سببه المجتمع والأسرة أو قد يكون عدم وجود دافع نفسي لدى الطالب نحو العلم. لذلك لابد على المعلم أن يقف على سبب إحجام الطالب عن الدراسة ويحاول بعد ذلك حل المشكلة بنفسه أو أن يستعين بأحد الأبوين أو كلاهما أو بأخصائي نفسي. وهناك طرق عده في علاج إحجام الطالب عن العلم من بينها : 1 ـ القدوة الحسنه : ويعدها أصحاب التربية الإسلامية بأنها أهم أساليب التربية وأعمقها أثرا وهي أساسا للتعليم ونموه ومن هنا كانت عاملا كبيرا في صلاح الفرد أو فساده . قال تعالى " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الأخر وذكر الله كثيرا " سورة الأحزاب الآية 21. والأسوة الحسنه تؤثر في جميع جوانب الشخصية ( العقيدة ، الخلقية ، الاجتماعية ، الوجدانية ... الخ )( جبار ، ص76، 1998م بتصرف ) وينظر التلمذ الى معلمه على انه نموذج يقتدى به ويحتذيه في خلقة وعلمه نبله وفي جميع حركاته وسكناته ومن ثم وجب على المعلمين ان يكونوا قدوة صالحة ونماذج رفيعة وان يكونوا صورا حية تعكس السلوك الذي ينادون به حتى لا يقع التلاميذ في تناقضات خطيره وتلتبس لديهم الحقائق وتضطرب لديهم المعايير فلا يميزون الصحيح من الزائف
ان المعلم الذى يدعو الى الصدق وهو يكذب ويمجد الامانة ولا يؤديها لا ينتظر منه ان يؤثر في تلاميذه بسلوكه اكثر من تاثيره بارشاداتة وتوجيهاته ويفيد بقوة شخصيته وسماحة خلقه واشراقة وجهه اكثر مما يفيد بوضوح اسلوبه وغزارة معرفته وقال بعض السلف الصالح عن احد الصالحين:" كنا ننظر الى وجه محمد بن واسع فنظل نعمل بها شهرا".
ولاهمية القدوة في التربيةفقد اشاراليها القران الكريم ودعا المسلمين التاسي برسول الله صلى الله عليه وسلم قال سبحانه:"لقد كان لكم في رسول الله قدوة حسنه لمن يرجوالله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا" 2 ـ خلق الثقة بين الطلاب والمعلم واحترام المعلم لطلابه . فلا يكذب المعلم الطالب ويعمل أحيانا على إحراجه لأن الطالب سيشعر بالنفور من المعلم . ولا يكون المعلم أيضا متذبذبا في وعوده وتهديداته . وعلى هذا فعلى الأخصائي أن يفهم دوره في مساعدة المعلم على فهم وظيفته الاجتماعية وكيفية التعامل مع الطلاب على أكمل وجه لكي يتجنب لبتقديرلت السيئة وتأثير الطالب في ذلك .3 ـ التوجيه والإرشاد : فللتوجيه أهمية كبيرة تنعكس على الطالب نفسه فهي تثير اهتمامه وتزيد الترابط بين المعلم والمتعلم . وكذلك يستطيع الطالب أن يستخلص أكفأ النتائج التي توصل إليها . ويكون التوجيه حافزا على بذل المزيد من الجهد في أداء ما يطلب منه . ( ضاهر ص55، 2004م) 4 ـ التواصل المستمر مع الآباء وإرشادهم بأهمية الاهتمام بأبنائهم الطلبة
حتى يستطيع المعلم أداء دوره بنجاح في مدرسة المستقبل لابد على الأخصائي مسلعدته على فهم ما يلي :
1- يستند في عمله وممارساته وسلوكه إلى قاعدة فكرية متينة وعقيدة إيمانية تنبثق عن الإيمان بالله تعالى والفهم الحقيقي للإسلام كنظام فكري سلوكي يحترم الإنسان ويعلي مكانة العقل ويحض على العلم والعمل والخلق القويم ومن الإدراك الحقيقي للإسلام كنظام قيمي متكامل يوفر مجموعة من القيم والمبادئ الصالحة التي تشكل ضمير الفرد والمجتمع. ومن هذا المنطلق ينبغي على معلم المستقبل أن يتعامل مع ذاته وطلبته ومدرسته ومجتمعه.2- أهمية المهنة التي يمارسها وقدسية رسالتها والابتعاد عن النظر لهذه المهنة كمهنة من لا مهنة له.3- أهمية موقعه ودوره في عصر العولمة والانفتاح وأن يحقق التوازن بين مقومات الشخصية الوطنية والإسلامية من جهة والانفتاح على الثقافات العالمية من جهة أخرى.4- أن دوره قد تغير فلم يعد قاصرا على التلقين وقياس مدى التخزين لهذه المعلومات في أذهان طلبته بل أصبح الميسر لعملية التعلم الذاتي للوصول إلى المعلومة وتدريب الطلبة على البحث عن المعلومة بأسهل الطرق وأسرعها.5- أن يعي أهمية الفئة التي يتعامل معها وأنها الفئة التي ستصبح نواة التغيير في المستقبل، فعليه أن يستوعب خصائصها وتلمس احتياجاتها ويراعي الفروق الفردية بينها كي يلبي احتياجاتها وقدراتها.6- أن يدرك أن مهنة التدريس تتطلب امتلاك كفايات مهنية لممارستها، وهذه الكفايات يمكن اكتسابها وتنميتها فلابد من تطويرها ومواكبة مستحدثاتها، وأن الخبرات التربوية لابد من تحديثها من خلال برامج التدريب وبخاصة التدريب الذاتي المستمر.7- لم يعد المعلم في عصر المعلومات وتقنيات الاتصال المتطورة المصدر الوحيد الذي يتلقى منه المتعلم المعارف والخبرات، لذا فلابد للمعلم أن تتوافر لديه القدرة الفائقة في التعامل مع المعلومات ومتطلباتها مما يساعد في تنمية القدرة لدى المتعلمين على الاستغلال الأمثل لهذه المعلومات.8- إن دور المعلم يجب أن يركز على إتاحة الفرص للطالب للمشاركة في العملية التعليمية والاعتماد على الذات في التعلم والتركيز على إكساب الطالب مهارات البحث الذاتي والتواصل والاتصال واتخاذ القرارات المتعلقة بتعلمه.9- لقد أصبح دور المعلم يركز على دمج الطالب بنشاطات تربوية منهجية ولا منهجية متنوعة تؤدي إلى بلورة مواهبه وتفجر طاقاته وتنمي قدراته وتعمل على تكامل شخصيته ككل، دور يتيح للطالب فرصة التعرف على الوسائل التقنية والاتصالات وكيفية استخدامها في التعليم والتعلم.10- أصبح دور المعلم يؤكد على الرجوع إلى مصادر المعرفة المختلفة من مكتبات ومراكز تعليمية ووسائل إعلام واستخراج المعلومة بأقل جهد ووقت وتكلفة.11- أصبح دور المعلم يركز على إدماج الطالب في العملية التعليمية وليس فقط على تلقين المعلومات، وهذا الدور يجعل من الطالب مبتكرا خلاقا قادرا على الإنتاج والإبداع ومؤهلا ومدربا ومزودا بمهارات البحث الذاتي، قادرا على استخدام الحاسوب وشبكة الانترنت العالمية ذا شخصية قوية وقادرا على مواجهة التحديات بكل ثقة.يمكن تصنيف دور المعلم في إدارة الفصل حسب ما ذكر كلثبون ( 1989م ص ص 119 – 122 ) على النحو التالي : 1. التفوق الجسماني : يعتبر شيئاً أسـاسيّاً أو مهمّاً ، وتاريخ التدريس يدل على تدخل التفوق الجسماني الذي كان باستمرار أسلوباً أساسيّاً في الضبط ، وفي بداية القرن التاسع عشر الميلادي كانت المدارس عراكاً بين المديرين والطلاب ، من أجل إظهار من ستكون له السلطة ، وقلت أهمية هذا الأسلوب في المدارس الحديثة ، وإن كانت الأساس في الضبط لدى بعض المعلمين والطلبة . 2. السلطة الرسمية: نظام التعليم تقيده القوانين والعادات والتنظيمات الحكومية، وهذا التقييد أكسب المدرس ما يسمى بالسلطة الرسمية، والتي تستخدم بصورة واسعة وأساس في الضبط والإرشاد في وضع حد للطالب والمعلم من خلال فرض عقوبات رسمية عند مجاوزتهما الحدود، وتمثل الواجبات الرسمية وتنظيم الفصل الدراسي والجداول المدرسية واختيار الكتب وعمليات التدريس جزءاً من سلطة المعلم. 3. السلطة العاطفية: تشير إلى العلاقـة الشخصية بين المعلم وطلابه، والتي تتسم بالإيجابية وتدفـق العاطفـة، وتشجع على التعرف على الحالة النفسية لـه فيقبل الطالب على تقليد المعلم وإتباع إرشاداته، ويصبح المعلم مثالاً أبويّاً محبوباً، ومثل هذا النوع من السلطة قوي جدّاً في الصف الأول وتقل درجته مع ازدياد نضوج الطفل. 4. الحالة النفسية: أرقى من العلاقة العاطفية وإن كانت تقترب منها، فالمعلم المتعمق في فهم الطلاب ودوافعهم ومشاكلهم لديه سلطة تجريبية عظيمة، ومثل هذه الحكمة تستخدم لمساعدة الأطفال على النمو بأحسن ما لديهم من قدرات. 5. تفوق المعرفة: عندما يكون المعلم قويّاً بمعلوماته فإنه يمنح نفسه سلطة عظيمة، فيصبح كالخبير في مجال عمله الذي يبحث عنه للحصول على إجابات دقيقة، فيصبح محترماً بينهم ويملك السيطرة عليهم، والمعلم الذي لا يعلم ويخطئ في تقديم المعلومات يفقد الاحترام ويواجه مشاكل، ولهذا لا ينبغي أن يعرف كل شيء بل أن تكون من أبرز صفاته الجهد والرضا بالبحث عن الجواب الصحيح. 6. التفوق في العمليات الفكرية: الرغبة في البحث عن الإجابة يؤدي إلى النوع السادس من السلطة، وهو التفوق في العمليات الفكرية الذي يتميز بما فيه من قدرة على التحليل والتركيب، وإدراك العلاقات، وتنظيم تسلسل الأفكار، والقدرة على مواجهة المشكلات يوفر له نوعين من السلطة الإضافية في تفاعله مع الطلاب. 7. المهارة في العملية التربوية: الخبرة في طرق التدريس من أهم السلطات البارزة التي يمتلكها المعلم في التعبير عن قدرته المعرفية، والمعلم الذي يسيطر على مهارات التدريس بدرجة عالية له كل السلطة داخل الفصل، آخذين بعين الاعتبار مدى التباين بين المدرس الذي لا يشكو أبداً من النظام، والمدرس الذي يفقد التحكم دائماً ولا يقوى على إدارة فصله، والسلطة تفاعل بين المعلم والطلاب، وهو تفاعل يستدعي أنماطاً متعددة من السلطة في آن واحد، وبنسب مختلفة تعتمد في مجموعها على المدرس والطالب والموقف, من هذا المنطلق فإن التطبيق يعتمد على مدى كفاءة أنواع خاصة من السلطة في مواقف محددة. http//:www. Uqu.edu.sa/majalat/humanities/vol13/a01.htm