الأخصائي الاجتماعي المدرسي , هو ذلك الشخص الفني والمهني الذي يمارس عمله في المجال المدرسي في ضوء مفهوم الخدمة الاجتماعية ، وعلى أساس فلسفتها ملتزماً بمبادئها ومعاييرها الأخلاقية ، هادفاً إلى الإرتقاء بالمستوى التعليمي والتربوي للطالب.
العمل الاجتماعي في المدرسة , يعتبر عملاً في مجال ثانوي , حيث لا تعتبر وظيفة الأخصائي الاجتماعي هي الأساسية ولايعتبر هدف المؤسسة الأساسي تقديم خدمة ومساعدة اجتماعية , انما العمل في المدرسة يعتبر مجالاً ثانوياً للأخصائي لأن الوظيفة الأساسية للمدرسة هي تقديم العلم للطالب , بالتالي وظيفة المعلم هي الأساسية , والأخصائي الاجتماعي يساعد المعلم وإدارة هذه المدرسة لكي تسير العملية التعليمية بالشكل الأمثل وتحقق المدرسة أهدافها بكفاءة .
ويتمثل دور الأخصائي الاجتماعي , بالنسبة لمجاله , في مساعدة الطالب على التغلب على المشكلات التي تعوق أداءه الدراسي , وتحقيق نمو متوازن متكامل سليم لشخصيته , ليس هذا فحسب , فالأخصائي الاجتماعي يهتم كذلك برعاية المتفوقون للإستمرار على نفس المستوى بل و تطويره , وكذلك فهو يرعى الموهوبون ويشحذ روح الحماس والإبداع , إضافة إلى اهتمامه بمجتمع المدرسة ككل والظواهر أو المشكلات التي يلحظ تكونها وتفشيها , والإهتمام بمجال التوعية و الرقي بالمستوى الثقافي للمدرسة .
هذه نبذه عن أعمال الأخصائي الاجتماعي في المدرسة , وكما نلاحظ فإن جميعها تنصب على مصلحة الطالب وبيئته الدراسية , فهل يعني ذلك أن الأخصائي الاجتماعي لا تربطه أي علاقة بالمعلم ؟
حقيقة لكي يقوم الأخصائي الاجتماعي بأدواره بشكل فاعل , لابد أن يتعامل ويتعاون مع المعلم, وذلك لأن المعلم أكثر من يتعامل و يتواصل مع الطلاب , حيث يكاد يوميا يلتقي بهم يعرفهم ويعرفونه , يدرك مستوياتهم التحصيلية , كاشف ملامح شخصياتهم , وقد يعرف بشكل أوبآخر هواياتهم و امكاناتهم في الأنشطة والأعمال المتنوعة .
و الأخصائي قد يستفيد من المعلم في عمله من خلال الآتي :
1. يكتشف الأخصائي الاجتماعي الطلاب المتفوقون والطلاب دون المستوى من خلال المعلم , فالمعلم هو الأدرى بمستوى كل طالب , حيث يرى مدى تفاعله و تركيزه وفهمه للدروس , ويوثق ذلك في كشف الدرجات التي لديه لكل طالب.
2. يكتشف الأخصائي الاجتماعي الموهوبين من خلال المعلم , كما ذكرنا قد يلحظ المعلم تلك المواهب لدى الطلاب أثناء تعامله معهم , فمثلا قد يكتشف معلم اللغة العربية بعض الموهوبين في فن الشعر , الخط , معلم الرياضيات قد يلحظ الطلاب ذو القدرات العددية الرياضية , ومعلمي الأنشطة المواهب في الفنون المختلفة كالرسم و الموسيقى والرياضة الحركية .
3. يكتشف الأخصائي الاجتماعي الطلاب الذين يعانون من مشكلة ما بحاجة إلى تدخل منه لمساعدته على مواجهتها و حلها , من خلال المعلم , حيث يرى المعلم ذلك ويلحظه في الطلاب , فالطفل الذي يعاني من مشكلة تعوقه وتؤثر فيه لا يصعب على الشخص الواعي ملاحظتها وادراكها , فالطالب الفقير يظهر ذلك في هيئته وادواته , الطالب الذي يعاني من مشكلة نفسية قد تظهر ملامح الحزن والكآبه على وجهه, والطالب الذي يعاني من مشكلة أسرية يظهر ذلك في ملامح التوتر والخوف والتصرف العدواني , كذلك بالنسبة للمشكلة الصحية في الأعراض المرضية على الطالب .
4. يساعد المعلم في إبراز وتوضيح دور الأخصائي الاجتماعي للطلاب , وكيف يعمل الأخصائي الاجتماعي لخدمتهم ومساعدتهم , وليس يعمل لإيقاع العقوبات عليهم إن اخطأوا كما هي النظرة المتعارف عليها لدى الطلاب .
5. يساعد المعلم الأخصائي الاجتماعي , بمواجهة بعض المشكلات البسيطة التي تحدث مع الطلاب و بينهم , فليس كل مشكلة تحتاج إلى تحويل لمكتب الأخصائي الاجتماعي , فهناك من المشكلات الصغيرة والعارضه التي يستطيع المعلم حلها وانهاءها بنفسه كمشاجرة بين طالبين, إحداث فوضة في قاعة الصف , أو حضور طالب الحصة متأخرا , نسي الطالب كتابه أو لم يحل الواجب ,حتى أن بعضها لا تعتبر مشكلة انما بعض المعلمين يعقدون الأمور ويحولونها إلى مشكلة من ثم يوجهون الطالب إلى مكتب الأخصائي الاجتماعي .
6. يتعاون المعلم مع الأخصائي الاجتماعي وذلك بإتباع التواصل السليم مع الطلاب أثناء ادءه وظيفته في تدريس الطلاب , الذي يحقق لديهم الإستقرار النفسي الاجتماعي , مما يمكنهم من فهم واستيعاب المادة العلمية المقدمة لهم , فبعض المعلمين يمارس بعض الأساليب الخاطئة والتي تسبب مشاكل للطالب في كره المادة الدراسية بل تمتد لتصل إلى بعض الاضطرابات النفسية كالتوتر والتوجس والخوف من المعلم من ثم كره الحضور للمدرسة , خصوصا الطلاب في المراحل الابتدائية .
7. قد يعمل الأخصائي الاجتماعي مسابقات أو ندوات أو محاضرات أو البحوث والدراسات الاجتماعية , وهو قد يعلن عنها في الطابور او الاعلانات على جدران المدرسة , إلا أن التشجيع على المشاركة والترغيب فيها قد يحدث عن طريق المعلمين في الفصول الدراسية , حيث يحفز المعلم طلابه للمشاركة في هذه الأعمال . وكذلك مساعدته في اثناء بحثه ودراساته حول الظواهر والمشكلات الاجتماعية من خلال المشاركة بالمعلومات أو الاراء أو توزيع الاستبيانات على الطلاب وغيرها من الأعمال.
8. هذا ولا يقف الأخصائي الاجتماعي مع المعلم ضد الطالب عند حدوث مشكلة بينهما , إلا إذا كان المعلم على حق والطالب هو المخطئ , ورغم ذلك فالأخصائي الاجتماعي لا يوجب العقوبة على الطالب , و يقلل من شأنه أمام المعلم , انما يحاول اصلاح الموقف بإيجابية لكلا الطرفين , ومما يخطئ فيه بعض الأخصائيين الاجتماعيين هو أنهم لا يستطيعون مواجهة المعلم بخطئة على الطالب , بدافع الخجل والزمالة أو المجاملة أو الجبن وهذا خاطئ . يجب مواجهة المعلم المخطئ بأخطائه و محاولة حل الخلاف بإحسان .
هذه بعض الأمور التي توضح العلاقة بين الاخصائي الاجتماعي والمعلم , فالعلاقة بينهما موجودة وواضحة وإيجابية حيث يسعى كلا الأثنين إلى تحقيق أهداف المدرسة بكفاءة وفاعلية, من خلال العمل لأجل الطالب والرقي بمستواه التحصيلي والعلمي والأخلاقي , وهذا ويتعين على الأخصائي الاجتماعي توضيح طبيعة هذه العلاقة للمعلمين والأعمال المشتركة بينهم , كما يجب أن يسعى الأخصائي الاجتماعي إلى البحث والتقصي حول الأساليب التعليمية والتربوية الجديدة واخبارها للمعلمين عن طريق المحاضرات , كما يعمل الندوات ويشكل اللجان للمعلمين ومع المعلمين لمناقشة المشكلات و الظواهر وكل ما يخص مصلحة الطالب .
موضوع: العلاقة بين الأخصائي الاجتماعي والمعلم 
الجمعة ديسمبر 02, 2016 2:33 am
