"التلفزيون,,,صندوق سحري صغير جذاب ,له تأثيره على الكبير و الصغير,لديه القدرة على تحويل الخيال إلى حقيقة مرئية. ينقل لنا العالم كله عندما نضغط على أحد أزراره فتتحرك الصورة على الشاشة في لمح البصر,ناقلا الأخبار و الأحداث و أحوال الدنيا , و التلفزيون من أهم و أخطر وسائل الإعلام ,باستخدامه للصورة الحية المباشرة للصورة المباشرة و الغير مباشرة , و المقترنة بالصوت و الواقعية...و الأطفال من أهم جماهير هذا الجهاز الخطير,يقضون وقتا طويلا قبل التحاقهم بالمدرسة و بعدها...و يمكن أن نوجز تأثيره على أبنائنا في بعض النقاط التالية: - خطورة الإعلانات المقدمة من خلاله بشكل استفزازي عن بعض السلع أو الألعاب مما يخلق نوعا من الصراع بين الآباء و الأبناء. - إنه جاهز للبث فقط دون تلقي أراء الآخرين أو مناقشتهم. - يقدم الأغاني الهابطة , و يعرضها بشكل مثير و رخيص عن طريق الفيديو كليب. - ضياع القدوة في سلوكيات المعلنين عن السلع أو الأغاني. - افتقاد اللغة بين أهلها , و ضياع مقومات جمالها عند النطق بها... - مسلسلات العنف المستوردة , و التي تُعرض كما هي ,كفيلة بتبديد ثروة أطفالنا الصحية و الذهنية و الإبداعية , و يكفي للتدليل على ذلك (أن طفلا ألقى بنفسه من الأدوار العليا ليقلد(فرافيرو العجيب)إنها مشاكل كثيرة يعاني الطفل منها مما يقدم له على الشاشة الصغيرة"(الهابط,(2005),ص85-86). - و قد يكون للتلفيزيون تأثير سلبي على إقبال الطفل على الثقافة و من الأمثلة التي تدلل ذلك ما ذكره لنا (الجويني,ص26) في كتابة حول أدب الأطفال فقد حيث جاء فيه,,, "أقيم معرض لكتاب الطفل في يونيو 1983بإيطاليا , و اشتركت فيه عديد من دول العالم , و قد فجر هذا المعرض الدولي للكتاب قضية(ثقافة الطفل)بعد أن لوحظ ضعف إقبال الأطفال على هذا المعرض ضعفا واضحا,و خلص الباحثون في تحليل الأسباب أن التلفيزيون كأداة جذب ثقافية جعلت الطفل ينصرف عن قراءة الكتب,و منها أن بعض كتب الأطفال قد حُولت إلى برامج تليفزيونية تشد اهتمام الطفل الوجدانية و الثقافية أكثر من الكتاب, و منها أن كتب الأطفال لا تحاول ابتكار وسائل جديدة تحبب الطفل إلى الكتاب و القراءة بالرغم من منافسة التلفزيون الخطيرة". " التلفيزيون جهاز قادر على الترفيه و التثقيف في وقت واحد, و لذا يكون تأثيره في وجدان الطفل مباشرا , و يمكن تلخيص دوره الحقيقي إذا علمنا أنه: *يجذب انتباه الأطفال , و يجعلهم يقضون أمامه أوقات طويلة , كما أنه يخاطب حاستين السمع و البصر. *يجمع بين الصوت و الصورة قال عزوجل(إن السمع و البصر و الفوائد كل أولىك كان عنه مسئولا). و يقول الشاعر: يا ابن الكرام ألا تدنوا فتبصر ما حدثوك فما راء كمن سمعا ...إن الدور الذي يساهم به التلفيزيون بصفة عامة في تنمية معلومات الطفل و خبراته الحياتية:- - تزويد الطفل بالخبرات و المهارات اللازمة لحياته العلمية. – تقديم النماذج اللغوية السليمة التي توفر لديه فرصة الاستمتاع باللغة...الخ"(الهابط,ص86-87,مرجع سابق). لمعرفة المزيد عن هذا الموضوع ,الرجوع إلى كتاب نمو الطفل و تطبيقاته التربوية(عبدالله,مرجع سابق,ص541-542). أحببت أن أضيف إلى هذا الموضوع مقال شيق قراءته في إحدى المجلات,المقال يحمل عنوان"سمسم يفتح بوابة اللغة لأطفالنا"و سوف أذكر بإيجاز أهم ما جاء فيه نقاط مرتبطة بموضوع التلفزيون و طفل ما قبل المدرسة"أن مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لمجلس التعاون لدول الخليج العربية تهدف من خلال ما تقدمه من برامج إذاعية و تلفزيونية ...إلى إحياء التراث العربي و الإسلامي, و إبراز المثل العليا لتعاليم الدين الحنيف,...و البحث دوما عن كشف مواهب البراعم الناشئة في مختلف مجالات الفنون و الآداب و العلوم. و من أبرز ما قدمته المؤسسة للأطفال: *افتح يا وطني أبوابك... *أبناء الغد:الذي جمع بين الإرث الثقافي و الواقع المعيشي للطفل العربي. *الفلم الكرتوني(ابن الغابة)مقتبس من التراث الأدبي العربي. *مدينة المعلومات... *افتح يا سمسم...موجه إلى فئة ما قبل المدرسة لإثارة فضولهم بحقول المعرفة...و على اعتبار أن المتلقي لم يدخل المدرسة(3-6)سنوات , و بالتالي تكون اللهجة المحلية البسيطة هي الأقرب إلى مسامعه , إلا أن هناك توجها آخر يدعم فكرة تقديم العمل باللغة العربية...(بإيجاز)و لمعرفة المزيد الرجاء,ارجع إلى(الحوقل,(2009),ص88-97).