أهلا بكم أعزائي...ها أنا أعود إليكم من جديد بعد موضوعي السابق وقد أسعدتني ردودكم كثيرا،فشكرا أقولها من القلب. وكوننا لن نخرج من موضوع العمل الاجتماعي المدرسي فقد أتيتكم بموضوع فلسفة هذا العمل وأتمنى من المولى السداد.
نعلم جميعا أن كل مهنة من المهن تقوم على فلسفة معينه تحدد سير عملها.
وكلمة الفلسفة تعني البحث عن الحقيقة عن طريق التفكير المنطقي، وهي كذلك مجموعة المبادئ والقواعد التي يقوم عليها فرع من فروع المعرفة أو حقل من حقول النشاط البشري.
وهي في العلوم الاجتماعية تشير إلى دراسة المبادئ الأولى للوجود والفكر دراسة موضوعية تنشر الحق وتهتدي بمنطق العقل.
يقصد بفلسفة الخدمة الاجتماعية في المجال المدرسي مجموعة الحقائق والأسباب التي وجدت من أجلها الخدمة الاجتماعية في المجال المدرسي، وللخدمة الاجتماعية المدرسية فلسفة واضحة المعالم وهذه الفلسفة مستمده من فلسفة الخدمة الأم ، وهي فلسفة تواكب طبيعة المجتمع المعاصر بما يحقق الأهداف التي رسمها وحددها ذلك المجتمع.
وقد كانت هناك الكثير من المحاولات لتحديد فلسفة الخدمة الاجتماعية المدرسية، ومنها:
محاولة (ماهر أبو المعاطى) الذي حدد فلسفة الخدمة الاجتماعية المدرسية في مجموعة الحقائق التالية:
- الحقيقة الأولى: الطالب وحدة بيولوجية اجتماعية لديه القدرة على التغيير وقادر على مساعدة نفسه ذاتيا فيجب مساعدته لاكتشاف الطالب لقدراته والمساعدة في تنميتها لتحقيق اكبر قدر من الاعتماد على النفس.
- الحقيقة الثانية:للطالب القدرة والقابلية على التغيير والتعديل السلوكي مهما كانت الظروف التي يعيشها ومهما كانت قدراته الحالية.
- الحقيقة الثالثة: الفروق الفردية بين الطلاب أمر حتمي ولابد من احترامها.
- الحقيقة الرابعة: المجتمع لا يفرق في توفير التعليم لأعضائه بين فئة اجتماعية وأخرى أو يميز بين جماعة وأخرى لأي سبب فهناك تكافؤ الفرص لجميع أفراد المجتمع.
- الحقيقة الخامسة: الاعتراف بحق الفرد في تقرير مصيره واختيار نوعية التعليم الذي يتماشى مع قدراته والنشاط الذي يمارسه في إطار المؤسسة التعليمية كما يجب إرشاد وتوجيه الطلاب أثناء العمل معهم.
- الحقيقة السادسة: الاعتراف بأن شخصية الطالب تحكمها معطيات الوراثة في تفاعلها مع ظروف البيئة لهذا يجب مراعاة استخدام المنهج العلمي في إحداث التغيير وتنمية شخصية الشاعر.
- الحقيقة السابعة: البيئة هي محور التنشئة، بمعنى أننا نؤكد على أهمية الظروف البيئية في تنشئة الطالب ، فالأسرة والمدرسة والأصدقاء والجيرة تمثل بيئة الطالب التي يكتسب منها قيم الحياة وسلوكياته،لهذا يجب على المدرسة تنظيم نفسها في إطار اجتماعي يجعلها دائما مجالا صالحا لتنشئة الطلاب تنشئة اجتماعية صالحة.
ومما سبق نستطيع القول بأن الخدمة الاجتماعية المدرسية تقوم على الحقائق الآتية:
- أن الطالب كانسان قابل للتعديل والتغيير والتشكيل ويمكن أن تساهم الأنشطة الاجتماعية بالمدرسة في تعديل وتغيير سلوك الطلاب ، وتساهم في التنشئة الاجتماعية السليمة لهم.
- الطالب لديه القدرة والإمكانات الخالصة التي أن يستفاد منها إذا أحسن التوجيه.
- البيئة هي محور التنشئة ، ومن أهمية بمكان تنظيمها وضبطها لتصبح مجالا صالحا للتنشئة الاجتماعية السليمة للطلاب.
- لكل مجتمع اتجاهات تأخذ شكل فلسفات وأيديولوجيات اقتصادية واجتماعية وسياسية يعيش فيها الإنسان ، ويؤثر فيها ويتأثر بها، والخدمة الاجتماعية تؤمن بذلك حيث تعتمد في ممارستها على فلسفة المجتمع الذي تمارس فيه وأيدلوجيته،بهدف النهوض بالطلاب في إطار مفاهيمه واتجاهاته.
إذن فان فلسفة الخدمة الاجتماعية المدرسية تقوم على تعديل سلوك الطلاب، وتنشئتهم تنشئة اجتماعية سليمة،وذلك بالاستفادة من إمكانات وموارد البيئة ، ووفقا لفلسفة وأيدلوجية المجتمع الذي نشأت فيه.
فما رأيكم في هذه الحقائق؟؟ وهل ترون أنها مطبقه فعلا في مدارسنا أن أنها مجرد ما يجب أن يكون؟؟
ولــكــم جــــــــــــــــزيل الشـــكــر......
،،،،موفقيـــــــــــــــــــــــــــــــــــن،،،،
المراجع:
- عبد الخالق محمد عفيفي، الخدمة الاجتماعية في المجال المدرسي،ط1،المنصورة، الكتبة العصرية،2007م،ص ص(34-36).
- سحر فتحي مبروك ، الخدمة الاجتماعية في المجال المدرسي ، الخدمة الاجتماعية في المجال المدرسي ، الاسكندريه ، المكتبة الجامعية ، 2000م ،ص ص(31-32).