علاج ضعف دافعيه الطلاب للدراسة يمكن علاج ضعف دافعيه الطلاب للدراسة اهتمام الأسرة بتعلم الأبناء آخذ في التزايد ومع تزايده هذا تتعدد مشكلات التعلم وتغدو هما يلاحق الآباء والأمهات ويثير قلقهم ويؤدي في كثير من الأحيان إلى اضطرابات علاقة الآباء بالأبناء وتصطبغ هذه العلاقة بالتوتر. ومن أبرز المشكلات التعليمية التي تزعج الآباء والأمهات وتثير لديهم القلق حول مستقبل أبنائهم مشكلة ضعف دافعية الأبناء للدراسة:
إن ما يدفع الإنسان إلى مباشرة عمل ما هو حالة داخلية تكون مسئولة عن تحريك السلوك وتوجيهه, وهذه الحالة هي الدافع ولذلك يمكن القول إنه لا وجود لنشاط أو عمل إلا بوجود هذا الدافع, لا يبدأ العمل إلا مع وجوده ولا يستمر دونه. وأن خلق هذا الدافع لدى الطفل مسئولية الأسرة أولاً والمدرس ثانياً والمجتمع بمختلف مؤسساته ثالثاً, فالطفل يكون مدفوعا للبحث عن مكافأة وتجنب العقوبة والحافز هنا يكون عبارة عن مكافأة مادية أو معنوية وهو يعتمد في البداية على الوالدين للحصول على المحبة وغير ذلك من المكافآت, إنه يبحث عن الثناء والاهتمام بما ينجزه من أعمال والأسرة بالتفاتها إلى هذه الأمور تشيع حاجة طفلها إلى الاهتمام والتقدير والثناء وتعمل على تقوية وتدعيم دوافع الطفل ومن ثم تطويرها. مسئولية مشتركة وللمدرسة دور هام في تقوية أو إضعاف دافعية الطفل للدراسة والتعلم, فالمدرسة أحيانا لا تلبي حاجات الاطفال أو ميولهم الخاصة, وقد لا يجدون في المدرسة ما يجذب انتباههم ويشدهم إليها لذلك نراهم لا يظهرون حماسا في المواقف التي تستثير اهتماما لدى زملائهم, وقد لا يجدون معنى شخصيا في المناهج التي يدرسونها, فهذه كلها عوامل من شأنها أن تضعف من دافعيتهم. وتبدو إعراض ضعف الدافعة في عدم بذلهم الجهد الذي يتناسب مع قدراتهم, فيأتي إنجازهم التحصيلي متدنيا وبمستوى اقل بكثير مما تسمح به قدراتهم, واحب أن أشير هنا إلى أن تدني التحصيل في المدرسة يبدأ في وقت مبكر, وغالبا ما تزداد حدته إذا لم تبادر الأسرة والمدرسة إلى معالجته بسرعة وفاعلية وفي الوقت المناسب, و إلا فإن ضعف تحصيلهم هذا سوف يرافقهم إلى المرحلة الثانوية وعندها يصبح كثير من المراهقين ضعيفي التحصيل أفرادا غير مسئولين, ولا يحترمون المواعيد ولا يلتزمون بها ويهربون من المدرسة ويقدمون واجباتهم متأخرين أو لا يقدمونها بالمرة كما إن بعض الآباء والأمهات تكون توقعاتهم من طفلهم عالية جدا وغير متناسبة مع إمكانياته وهنا تتولد عند الطفل حالة تتمثل في خوفه من الفشل فنراه لا يقدم على فعل ما هو مطلوب منه خشية الوقوع في الخطأ وهذا الأمر في اعتقادي يضعف دافعيته إلى التعلم. ومن الأمهات من تعتقد أن الضغط الزائد على الطفل يرفع من مستوى تحصيل الطفل, فتستعمل معه أساليب تتسم بالقوة والعنف والشدة, الأمر الذي يجعل الطفل يميل إلى الانتقام بسبب موقفها غير العادل منه, وبالنتيجة فإن الطفل لا يستطيع وفقا لقدراته أن يحقق طموح الأم أو الاب أو كليهما وهنا لا يجد أمامه إلا الاستسلام للفشل, ما دام غير قادر على أن يكون ممتازا على الدوام, في هذه الحالة أما أن يتوقف عن محاولة التعلم أو أن يكتفي ببذل اقل جهد ممكن من اجل تحقيقه. وفي المقابل هناك نفر من الآباء والأمهات يكون تقديرهم لأطفالهم ضعيفا ومنخفضا وينقلون لهم مستوى طموح متدنيا, وبهذا فإن الواحد منهم ـ الأطفال ـ يشعر انه الأب أو الأم أو كليهما لا يتوقع منه إلا الشيء القليل ولذلك فإنه ـ الطفل ـ لا يحتاج إلا لقدر قليل من الجهد والجد والاجتهاد. الآباء في هذه الحالة لا يقدمون لأطفالهم التشجيع على التحضير وبذل الجهد والأداء الجيد في الامتحانات لأنهم يعتقدون أن أطفالهم غير قادرين على ذلك. ارتفاع تكاليف المعيشة وكثرة متطلباتها قد زادا من الوقت الذي يستغرقه الأب في العمل واديا أيضا إلى خروج الأم إلى ميدان العمل. ويعود كل منهما منهكا متعبا من جهة ومنشغلا بقضايا عمله وبالتالي فإنه لا يبقى أمام كل منهما الوقت للاهتمام بعمل الطفل وأدائه في المدرسة ولا تتوفر لديهما فرص الاتصال اللفظي بالطفل واللعب معه والتحدث إليه, وهذه كلها عوامل تؤدي إلى ضعف دافعية الطفل للتعلم. تعطيل الدافعية وتكرار نقد الطفل ومطالبته بأعمال وواجبات هو بطبيعة الحال غير قادر عليها, ومن اخطر هذه الأساليب خاصة على الفتاة الشك وعدم ثقة الأهل بالابن أو الابنة. وتأتي بعد ذلك المدرسة والتي تتحمل مسئولية زرع ظواهر سلوكية غير سليمة لدى الطالب أو الطالبة, وتتحمل أيضا مسئولية تطوير وتكريس بعض هذه الظواهر, ويلعب الجو التعليمي في نظام المدرسة دورا يمكن أن يؤدي إلى أضعاف أو قتل الدافعية عندهما. ذلك حين يلجأ بعض المعلمين والمعلمات إلى تسفيه رأي الطالب واحتقاره وأحيانا عدم السماح له بإبداء الرأي زد على ذلك أن بعض المعلمين والمعلمات لا يتقبلون الإجابة غير الصحيحة من الطالب أو الطالبة وكأن الواحد منا جاء إلى المدرسة وهو متعلم جاهز. وأحيانا تجد أن عدم عدالة المعلم أو المعلمة في توزيع الأسئلة على الطلاب والطالبات, وفي تقييم أداء المتعلم سببا في عدم مشاركة الواحد منهم في الدرس ويشعر أن الدرس لا يعنيه وعندها ينشغل بأمور أخرى لا علاقة لها بما يجرى داخل الصف وهكذا يقل اهتمامه بالدراسة وتضعف لديه الدافعية إلى التعلم. واخطر ما في الأمر تلك العبارات التي تصدر عن بعض المعلمين والمعلمات بحق الطالب أو الطالبة حين يصفونه بأنه متخلف أو بطيء التعلم أو أي عبارة توحي بعجزه أو تنال من كرامته ومن تقديره لذاته, كل هذه الأمور تقتل الدافعية لدى المتعلم أو تضعفها ولا يتحمل الطالب مسئولية ذلك فالمسئولية كل المسئولية تقع على الأسرة والمدرسة
http://vb.arabsgate.com/showthread.php?t=433498
[b]