السلام عليكم
وجمعة مباركة
يقول جايمس ألين،مؤلف كتاب"مثلما يفكر الانسان":"سيكتشف الإنسان
أنه كلما غير أفكاره
إزاء الأشياء والأشخاص الآخرين،ستتغير الأشياء والأشخاص الآخرون
بدورهم ..دع شخصا ما يغير افكاره،
وسنندش للسرعة التي ستتغير بها ظروف حياته المادية ،فالشيء المقدس
الذي يشكل أهدافنا هو نفسنا
..."
ويقول أيضا:"وكل ما يحققه الإنسان هو نتيجة مباشرة لأفكاره الخاصة
والانسان يستطيع النهوض فقط
والانتصار وتحقيق أهدافه من خلال أفكاره وسيبقى ضعيفا وتعسا إذا ما
رفض ذلك" من كتاب لا تحزن للدكتور عائض القرني
ونستشهد قبل أي قول آخر بقول الحق عز وجل :" إن الله لا يغير ما
بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"
من هنا ندرك أنه ليس باستطاعة الأخصائي الاجتماعي أن يغير أي فكرة
في ذهن العميل إلى إذا اقتنع العميل بعدم جدواها أو بخطأها
وضرورة تعديلها
وهنا على الأخصائي الاجتماعي أن يستدل ويسترشد بما جاء في النموذج
الإدراكي المعرفي من أساليب التدخل المناسبة لذه الفئة من العملاء الذين يحملون
أفكارا واتجاهات سلبي عن بعض الأشخاص أو بعض المواقف والعادات التي درجوا عليها
. في مجتمعهم.
ولهذا النموذج أسلوبين أسلوب إعادة البناء المعرفي وأسلوب الصمود أمام الضغوط
وهنا سأتناول خطوات استخدام الأسلوب الأول وهو أسلوب إعادة البناء المعرفي
خطوات أسلوب إعادة البناء المعرفي:الخطوة الاولى: مساعدة العميل على تقبل فكرة ان عباراته الذاتية وتصوراته واعتقاداته هي التي تحدد بدرجة كبيرة ردود أفعاله الانفعالية (القلق الخوف الغضب التوتر ..... وغيرها) تجاه الاحداث والمواقف التي يمر بها. حيث يعتقد اغلب الناس إن الأحداث أو المواقف التي تواجههم في حياتهم هي التي تحدد مشاعرهم نحوها، ولكن يجب ان يدركوا انهم يستطيعون التحكم او التعديل في اضطراباتهم الانفعالية التي تنبع من عباراتهم الذاتية واعتقاداتهم الخاطئة عن طريق تعديل هذه المعتقدات والأفكار والتصورات بطريقة أكثر واقعية.إن مساعدة العميل على تقبل هذا التوضيح يعتبر أمرا ضرورياً، حيث لن يلتزم بأي أسلوب أو أي وسيلة يشك في جدواها او يرفضها. ولتحقيق ذلك يجب على الأخصائي الاجتماعي ان يقدم للعميل المنطق من استخدام هذا الاسلوب بصورة سهلة واضحة تحقق الاستجابة الايجابية من العميل. وهنا يجب على الاخصائي ان يتعرف على ردود أفعال العميل وشرحه وتفسيره لأسباب استخدامه هذا الأسلوب ومناقشته فيه، فقد يصر الأب على أن المعاملة القاسية للابن تصنع منه رجلاً مسئولاً، لذلك فان تغيير أسلوب تعامله مع الابن واستخدامه لأسلوب التفاهم والمناقشة لن يحدث إلا بعد أن يقتنع العميل بفائدة الأسلوب الجديد ومن ثم يلتزم بتنفيذه.الخطوة الثانية: مساعدة العميل على تحديد معتقداته الخاطئة وانماط سلوكه التي تسبب مشكلاته. فبعد ان يقتنع العميل بان افكاره ومعتقداته هي التي تسبب ردود افعاله الانفعالية فان المهمة الثانية للاخصائي هي مساعدة العميل عى اكتشاف وتحليل هذه الافكار ومناقشة المعتقدات التي تتعلق بها، مثل رفض الابن للتحاور مع الاب والانصياع لاوامره نتيجة قسوة الاب، واصراره على التمسك بهذه القسوة. ان هذه الخطوة تتضمن الاكتشاف المفصل للمعارف التي ترتبط بمشكلات العملاء والتي يتولد عنها انفعالات مؤلمة والهدف من ذلك هو القاء الضوء على المعتقدات والمعارف اللاعقلانية التي تتحكم بدرجة كبيرة في انفعالات وسلوك العملاء. فعلى سبيل المثال قد يرجع بعض العملاء (بطريقة خاطئ) مشكلاتهم الي بعض العوامل مثل القضاء والقدر، والوراثة وغير ذلك من القوى الاخرى التي تتحكم في تفكيرهم، ويسعى الاخصائي من وراء ذلك الي الوصول مع العميل لفهم عام وشامل للمعتقدات والافكار التي تحتاج الي تغيير.ويبدا الاخصائي عملية الاكتشاف هذه من خلال التركيز على:(1) الاحداث والمواقف الاشكالية التي حدثت اثناء الاسبوع السابق أو الاحداث المحيطة بالمشكلة التي يستهدف العميل التخلص منها ومن الضروري هنا ان(2) يركز الاخصائي على سلوك العميل المشكل ومعارفه المرتبطه به (حديثه الي ذاته)(3) وردود افعاله الانفعالية. ويزيد تركيز الاخصائي الاجتماعي على هذه الجوانب الثلاثة من قدرته في مساعد العميل على إدراك العلاقة بين هذه الجوانب الثلاثة خاصة دور المعارف والادراكات في تحديد المشاعر والسلوك. وعندما يتفهم العميل الارتباط والعلاقة بين عباراته الذاتية وسلوكه المشكل فسوف يصبح واعيا ومدركا بان أفكاره ومعتقداته تعتبر مثيرات قوي لسلوكه وهذا ما يزيد من دافعيته للعمل من خلال مهام معينة تساعد على التحرر من هذه الأفكار اللاعقلانية عن طريق تعليمه أنماطا جديدة وفعالة من التفكير.ويركز الأخصائي هنا في مساعدة العميل على إدراك الخسائر والأضرار الناتجة عن عدم التخلي عن هذه الأفكار والمعتقدات وقد وضع والين Walen بعض الأسس العامة التي تتحدى العميل لتقدير معتقداته اللاعقلانية وعباراته الذاتية وهي:1) سؤال العميل عن كيفية وصوله إلى هذه النتائج والأحكام.2) تحدى العميل بأن يقدم دليلاً واحداً على صدق هذه المعتقدات.3) تحدى منطق هذه المعتقدات التي تبالغ في المخاوف الناتجة عن الأفعال التي يقوم بها. الخطوة الثالثة: مساعدة العميل على تحديد المواقف التي تولد المعارف اللاعقلانية عندما يقوم كل من الأخصائي الاجتماعي والعميل بالمراجعة الكاملة للسجلات السابق الإشارة إليها وتحديديهما للمعارف المرتبطة بمواقف العميل ومشاعره الناتجة عنها، فمن الضروري تحديد المواقف المتكررة في تسجيلات العميل لان التحديد الدقيق لاماكن حدوث هذه المواقف والأشخاص المرتبطين بها يساعد كلا من الأخصائي والعميل على وضع مهام واستراتيجيات مناسبة. فالعميل الذي يجد صعوبة في التحكم في غضبه ربما يكتشف ان هناك مواقف خاصة أو بعض الاشخاص تعتبر مثيرا مناسبا لحدوث هذا الغضب، وأيضاً ربما يعاني بعض العملاء من الاكتئاب بعد المناقشة مع زوجاتهم أو اطفالهم، وربما يشعر البعض الآخر بعدم الثقة في انفسهم بعد تفاعلهم مع بعض الناس وتعرضهم لانتقادات حادة. وعموماً فان إدراك العملاء لهذه المواقف غالباً ما يضعف من حساسيتهم لأفكارهم اللاعقلانية ومشاعرهم المضطربة. الخطوة الرابعة: مساعدة العميل على إبدال عباراته الذاتية الهدامة بأخرى بناءة: عندما يقتنع العميل بطبيعة أفكاره اللاعقلانية ودورها في حدوث مشكلاته وانفعالاته السلبية فانه يرحب بأي جهود تعلمه عبارات ذاتية جديدة تتسم بالواقعية والعقلانية ويمكن توظيفها في تخفيف ردود أفعاله الانفعالية وأنماط سلوكه غير السوية. الخطوة الخامسة: مساعدة العميل على مكافأة نفسه على جهوده الناجحة: تعتبر هذه الخطوة هامة جدا للعديد من العملاء وخاصة الذين تعودوا الفشل في تحقيق نتائج مرغوبة.مصدر النموذج www.ksu.com