السلام عليكم ورحمة الله وبركاته/
طبعا البعض يتساءل ليش أنا طرحت موضوع التغذية عند طلابنا في المدارس مع إنها ما مهمة أو ليست لها تلك الأهمية مقارنة مع المشاكل الأخرى طبعا أنا ما اقلل من أثر تلك المشاكل ومدى انتشارها لكن انطلق من الحكمة التي تقول العقل السليم في الجسم السليم وهذا أمر بديهي إذا عرفنا انه الطلاب يقضوا معظم وقتهم في المدارس في أيام الدراسة ومن ثم فأي نظام غذائي يتبعه الطلاب ينعكس أكيد على مستواهم التحصيلي والجسمي وعلى مستويات أخرى وهنا يأتي دورنا كأخصايون اجتماعيون لأنه وظيفتنا غير مقتصرة على مجال واحد كالعلاج مثلا وإنما على مجالات الوقاية والتثقيف وغيرها الكثير والنتيجة أكيد راح تنعكس ليس فقط على الطلاب وإنما على أسر الطلاب وعلى المجتمع بشكل عام وأكيد معظمنا شاهد تجربة اليابان في المدارس وكيف يهتموا بالجانب الصحي كأحد الأسس الهامة في العملية التعليمية التربوية وهذا إن شاء الله ما سنراه قريبا في مدارسنا العمانية والعربية بتكاتفنا جميعا.
هناك بعض المشكلات التي تتعلق بالسلوك والنمط الغذائي غير السوي للطلبة في سن المدرسة، وهي:
* عدم تناول وجبة الإفطار: تعتبر وجبة الإفطار من أهم الوجبات اليومية حيث تساعد على الاستيعاب والفهم والتحصيل الدراسي، وقد لا يستطيع الطلبة تناول وجبة الإفطار لاستيقاظهم متأخرين عن موعد المدرسة أو لأن كلا الأبوين أو أحدهما يعمل.
(أكدت الأبحاث والدراسات أن الأولاد الذين يتناولون وجبة الإفطار قد يتمتعون بمستويات انتباه أعلي، وذاكرة أقوي، وحضور مدرسي أفضل.
وأشارت سارة ريتشاردز أخصائية التغذية إلى أن تناول وجبة الإفطار الغنية بالنشويات المركبة قد يساعد علي تحسين الأداء الذهني خلال فترة الصباح، وتعتبر وجبة الإفطار أساسية وحيوية باعتبارها الوجبة الأولي في اليوم، حيث تساعد علي دعم وظائف الجسم والدماغ من خلال توفير الطاقة والعناصر الغذائية اللازمة ليوم مليء بالنشاط.)
* الإصابة بالسمنة: تظهر السمنة عند طلبة المرحلة المتوسطة والثانوية أكثر من المرحلة الابتدائية. وقد يرجع السبب إلى أن الطلبة في هذه المرحلة أقل استهلاكا للطاقة، وليس زيادة في تناول السعرات الحرارية. وغالبا ما تؤدي السمنة في هذه الفترة إلى عدد من المشكلات النفسية والاجتماعية، فقد تؤدي إلى الإحساس بالإحباط وعدم الثقة في النفس، وعدم الاقتناع بالمظهر الشخصي، وهناك اعتقاد بأن البدّن يشعرون بأن مظهرهم البدين له تأثير على الطريقة التي يعاملهم بها الناس.
* نقص الحديد والنحافة:
* فقر الدم الناجم عن عوز الحديد: هو من أكثر الأمراض انتشارا في المنطقة العربية وبخاصة عند الطلبة، ويؤدي عوز الحديد إلى حدوث بطء في النمو العقلي والذهني، وسرعة التعب والخمول وتأخر الاستيعاب، مع زيادة احتمال التعرض للعدوى والوفاة خلال الطفولة. وترجع الحالة إلى قلة تناول الأغذية الغنية بعنصر الحديد والبروتين الذي يساعد على نقل الحديد داخل الجسم، وكذلك قلة تناول المواد التي تزيد من امتصاص الحديد في الأمعاء مثل فيتامين «سي»، إضافة إلى فقدان الدم المتكرر بسبب الأمراض الطفيلية للجهاز الهضمي، وأيضا لفقدان الدم أثناء الدورة الشهرية بالنسبة للبنات.
* النحافة أو فقدان الوزن: تعتبر من الأمراض التي تصيب الطلبة نتيجة الأمراض المزمنة أو الحادة أو فقدان الشهية، أو وجود مشكلات في عملية الهضم، أو تناول بعض العقاقير أو الأدوية، أو نتيجة الإصابة بالأمراض الطفيلية، أو الإصابة ببعض الأمراض الوراثية أو النفسية أو العصبية.
* تسوس الأسنان: يحدث تسوس الأسنان نتيجة أربعة عوامل أساسية هي: استعداد أو قابلية الأسنان للتسوس (غالبا ما تكون وراثية)، وجود كربوهيدرات قابلة للتخمر في الفم، أو وجود الميكروبات التي تخمر الكربوهيدرات، أو نقص في تركيز الفلور في مياه الشرب.
* مشكلات غذائية عصبية:
* فقدان الشهية العصبي (القهم العصابي): تحدث هذا الحالة المرضية غالبا لدى الفتيات في سن المراهقة، حين تفكر الفتاة في أن وزنها يزيد على الوزن السوي، فتحاول ممارسة نوع من التحكم في كمية الغذاء الذي تتناوله، ويستمر هذا الحال إلى أن تصل الفتاة إلى الدرجة التي تكره فيها الأكل تماما، وينقص وزنها تدريجيا إلى الحد الذي يهدد حياتها في بعض الأحيان.
* النهام العصبي: تحدث هذه الحالة في سن المراهقة المتأخرة بشكل اضطراب متناوب بين إقبال شديد على الطعام، ثم الشعور بالخوف من السمنة، يتلوه فقدان للشهية ومحاولة إنقاص الوزن بالتخلص من الأطعمة المتناولة، ثم بزوال الخوف والشعور بالذنب تعود مرة أخرى إلى التناول الشره للطعام.
* عادات سيئة:
* عدم انتظام تناول الأطعمة: تتحول العادات والسلوك الغذائي خلال مرحلة المراهقة إلى الأسوأ حيث تستبعد بعض المغذيات الأساسية نتيجة الإقلال من تناول الحليب، والفاكهة، والعصائر، والخضراوات وزيادة تناول المشروبات الغازية يوميا. وكثيرا ما يكون نمط تناول الأطعمة غير منتظم خلال مرحلة المراهقة، إذ يزيد مع زيادة العمر معدل تناول الأطعمة خارج المنزل. وكثيرا لا يتم تناول وجبة الإفطار أو وجبة الغذاء في هذه المرحلة، حيث إن كثيرا من المراهقين يأكلون بسرعة وينصرفون عن تناول الوجبات الرئيسية واختيار الأكلات السريعة والسهلة التحضير لإعطاء الفرصة للخروج للمشاركة والاجتماع مع الأصدقاء أو اللعب أو مشاهدة التلفاز.
* التدخين والكحول والمخدرات: هي من أسوء السلوكيات المرضية التي غالبا ما تبدأ بمرحلة المراهقة. ويعد التدخين (السجائر والشيشة) من المخاطر الرئيسية على صحة الفرد. أما بالنسبة لتعاطي المشروبات الكحولية فإن له مضار كثيرة وقد تتساوى هذه المضار مع ما يتناوله، الآن، الشباب في مرحلة المراهقة وهي مشروبات الطاقة وخاصة إذا تناولها مع أقراص البندول كما هو منتشر بين بعض الطلبة. ويعتبر تعاطي المخدرات آفة من الآفات، بسبب ما تحدثه من آثار سيئة على الصحة عامة وعلى تدهور الحالة الغذائية للفرد خاصة.
للمزيد عن أضرار التدخين على طلابنا في المدارس:
www.omania2.net/avb/showthread.php?t=438321
www.almdares.net/modules.php?name=News...
* العوامل التي تؤثر على تناول الأطعمة:
ـ وسائل الإعلام: يعتبر التلفاز والمجلات من أهم وسائل الإعلام التي تؤثر على العادات والسلوكيات على الطلبة، حيث تتسم الإعلانات بعوامل الجذب والانتباه.
ـ تأثير الأصدقاء: يتأثر الطلبة تأثيرا كبيرا بمن في سنهم من الأقران، فكثيرا ما يؤثر الأقران على ميول اختيار الأطعمة.
ـ الحالة الصحية: عادة يفقد الطالب شهيته أثناء المرض، كما تزداد الحاجة إلى الأغذية في حالة العدوى والمرض، مع زيادة صرف الطاقة في حالة ارتفاع درجة حرارة الجسم، كما يؤدي الإسهال والتقيؤ إلى فقدان السوائل والعناصر الغذائية من الجسم. وقد تحتاج بعض الحالات المرضية كأمراض الكلى أو الحساسية الغذائية، أو في حالة عدم توفر أحد الهرمونات، مثل عدم توفر هرمون الأنسولين كما في داء السكري، أو في حالة عدم توفر أحد الأنزيمات التي تعمل على تكسير وحدات البروتينات أو الكربوهيدرات أو الدهون إلى الوحدات الأساسية، مثل مرض الفينول كيتون يوريا أو مرض عدم تحمل سكر الحليب.
* نصائح وإرشادات.. لتحسين التغذية لطلبة المدارس:
قد يأخذ الأخصائي الاجتماعي يده بأيدي المعلمين والإدارة في تطبيق ما يلي:
* تعليم الطلبة في المدرسة القواعد الأساسية للتغذية السليمة، بطريقة بسيطة ومسلية، ومع المواد العلمية الأخرى، وذلك بطريقة مباشرة أو تطبيقية.
* تصميم لوحات إرشادية في المدارس وداخل الفصول وفي الفناء توضح أهمية وضرورة تناول الإفطار في المنزل، وذلك لإمداد الجسم باحتياجاته أثناء اليوم المدرسي، وفي المساعدة على رفع مقدرة الطالب على الاستيعاب والفهم والتحصيل الدراسي.
* التشجيع على إحضار وجبة إفطار من المنزل، بدلا من شرائها من مقصف المدرسة، لضمان النظافة الصحية، وذلك بهدف تنفيذ الأسرة للبرنامج الغذائي اليومي للأطفال.
* تنويع الأطعمة المقدمة في المدارس حتى لا يشعر الطلبة بالملل من تكرار طعام واحد، مع مراعاة الظروف المناخية، فالأطعمة الباردة تكون مفضلة في فترة الصيف، بعكس الساخنة التي تكون مفضلة في الشتاء.
* مراعاة الشروط الصحية للمطاعم في المدارس، حيث إن المقصف المدرسي جزء من النشاط التعليمي للطلبة، وإن وجود مقاصف ذات مستوى صحي سيئ قد تعطي انطباعا سيئا للطلبة.
* تصحيح بعض العادات الغذائية الخاطئة، مثل عدم تناول الخضراوات أو تناول كميات كبيرة من الحلويات والدهون، لتجنب الزيادة في الوزن التي ظهرت كمشكلة بين الطلبة.
* إدخال التثقيف الغذائي والصحي في المناهج الدراسية كموضوع مستقل بذاته، مع التركيز على الارتقاء بالعادات الصحية المرتبطة بالأغذية والصحة الشخصية، وعلى أهمية غسل اليدين قبل الأكل وبعده، وبعد الخروج من دورات المياه، وعلى عدم شراء الأطعمة من الباعة المتجولين.
كما ويركز الأخصائي الاجتماعي عند دراسته الحالات إمكانية إصابتها بأمراض أو مشاكل صحية غذائية قد تكون تسببت في حدوث مشكلات لها ويتعاون مع المعلمين والإدارة والآباء والأمهات في تطبيق كل ما يمكن أن يفيد الطلاب ويحقق لهم مستوى أفضل من الحياة السليمة والأخذ بيدهم نحو مستقبل أفضل.
ملاحــــــــظة:
استعنت في كتابته بمقال من مجلة الاوسط وموقعها www.aawsat.com
كما وأدرجت بعض الروابط للاستفادة فأرجو ان تكون ألممتم بالموضوع واستفدتم منه.
ودمتم أخصائيو التغيير في السلطنة والعالم العربي.
التوقيع :
إن أصحاب الأثر الذي يمتد إلي عشرات السنين لا بد أن يتقنوا مهارة الطموح ، الصعود إلى القمة من خلال رؤية مشرقة ،ترنو بإشعاع الأمل ، طموح يقفز به إلى أعالي القمم ، طموح كطموح عمر بن عبد العزيز حيث قال :
" إن لي نفساً تواقة ، تمنت الإمارة فنالتها ، وتمنت الخلافة فنالتها ، وأنا الآن أتوق للجنة وأرجو أن أنالها "