بسم الله الرحمن الرحيم
أحببت أن أشارككم معلومة قرأتها في أحد الكتب تتحدث عن أثر كلا من الثواب والعقاب إذا زادا عن الحد المطلوب...
إليكم المادة...
أثر الثواب:
أ
كدت تجارب كثيرة فعالية الثواب في التربية إلا أننا نشير إلى تحفظين هامين على المبالغة في استخدام الثواب بأسلوب تربوي ثابت وخاصة حين يكون الثواب على هيئة مكافأة خارجية مادية تاريخية.
1) الثواب الذي يتخذ صورة مكافأة يحددها الراشدون والمعلمون والآباء ترتبط صناعيا بالنشاط ولذلك قد تعد إذا بولغ فيها نوعا من الرشوة وقد تقود إلى الانقياد والرضوخ للسلطة لا إلى الابتكار أو النشاط الذاتي وقد تكون لدى الطفل اتجاها نفسيا من نوع ماذا سيعود علي من هذا العمل؟ أي أن النشاط تصبح له قيمته فقط بما يتلوه من مكافأة وتظهر مشكلات الغش في الامتحانات عندما تتغلب المكافأة الخارجية على عمليات الحصول عليها وتحيد القاعدة في السلوك هي الغاية تبرر الوسيلة بحيث يسعى المتعلم للحصول على المكافأة بأيسر السبل وهكذا يصبح جيل المتعلمين جيلا مريضا بعلل أخلاقية وبيلة.
2) الثواب حين يتخذ صورة مكافأة...يكون تنافسيا في طابعه بمعنى أنه في الوقت الذي نجد فيه شخصا أو عدة أشخاص تشبعهم المكافأة التي يحصلون عليها فإن كثيرين قد يتعرضون للإحباط وإذا كانت لدينا جائزة واحدة وعدد كبير من المتسابقين فلا بد لنا من مواجهة مشكلات الزمن ينحسرون ويصبح السؤال هو: هل فوز الفائز يستحق ما يدفع فيه من ثمن على حساب يشعر به الخاسرون من إحساس بالفشل وخيبة الأمل.
أثر العقاب:
1- يؤدي العقاب إلى كبت السلوك المعاقب أو وقعه انفعاليا وليس إلى محوه أو إطفائه.
2- نتائج العقاب تستعصي على التنبؤ، فإذا كان الثواب يقول للطفل "كرر ما فعلت" فإن العقاب يقول له: توقف عما تفعل، ويفشل في أن يحدد للطفل ما يفعله.
3- بانتهاء الحالة الانفعالية المرتبطة بالعقاب قد لا تظهر الاستجابات التي عوقبت من قبل بنفس قوتها السابقة ما لم تحل معها استجابات جديدة تتم إثباتها.
4- قد يؤدي العقاب في بعض الأحوال التي تثبت السلوك إلى حذفه كما هو الحال في بعض صور السلوك العصبي.
5- قد تكون النتائج الجانبية للعقاب سيئة للغاية ضمن المعتاد أن يؤدي العقاب إلى كراهية مصدر العقاب وكراهية العمل الذي يؤدي إلى العقاب.
6- قد يترتب على الاستخدام المستمر للعقاب عدد من الأخطاء، فالمعلم أو الوالد الذي يعتمد على العقاب قد يكون مضطرا انفعاليا، وقد يعبر عن عدد مكبوت لديه بعقاب طفل أو شخص لا حيلة له، وبالطبع قد يصدر عن الطفل سلوك بسبب غضب الكبار ولكن خطر وجود الظلم الناجم عن العقاب قائم والأطفال لديهم حساسية شديدة ضد الظلم.
المرجع: د.عبداللطيف بن حسين فرج، تعليم الأطفال والصفوف الأولية، ط1، عمان، الأردن، دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، 1426هـ، 2005م.ص30-ص31