طبيعة التعاون بين الاخصائي الاجتماعي والتخصصات الاخرى في اطار العمل الفريقي بالمجال التعليمي:
لا يعمل الاخصائي الاجتماعي في المجال التعليمي منفردا بل يسعى الى المساهمة في تحقيق اهداف النسق التعليمي من خلال التعاون مع التخصصات الاخرى العاملة بالمؤسسة التعليمية باعتباره عضو من اعضاء في هذا المجال.
ويتمثل التعاون في اطار العمل الفريقي فيما يقدم من جهود تعاونية بين الاخصائي الاجتماعي وكل من مدير المدرسة, والمدرسين, التخصصات الاخرى داخل المدرسة.
1- العمل مع المدرسين:
يعتبر التعاون الوثيق والعلاقة القوية بين كل من الاخصائي الاجتماعي والمدرسين بمثابة جواز المرور لنجاح عمل كل منهما كما ان المسؤولية المباشرة في اعداد الطالب كمواطن صالح تقع ضمن مسؤولياتهما كما ان تعاونهما مطلب جوهري لعلاج المشكلات والصعوبات الفردية التي تواجه الطلاب حيث ان الاخصائي الاجتماعي يجب ان يستعين بمشورة المدرسين حول اساليب توفير مناخ يتاح فيه الحرية للطلاب ويكون حافزا لهم للتعليم.
ويحتاج الاخصائي الاجتماعي لمعاونة المدرس في معظم خطوات عمله سواء مايتعلق منها بالدراسة او العلاج فقد يلاحظ المدرس سلوك الطالب في الفصل الدراسي ويشتركا معا في خطة العلاج التي قد تتضمن استثارة قدرات الطالب ليصبح اكثر استقلالا او ان يتفق على معاملة خاصة في الفصل الدراسي او تكليفه ببعض الاعمال المدرسية والاشراف عليه او توضيح احتياجات الطالب من رعاية خاصة او حنان او شعوره بالامن ليكون تعامل المدرس معه مشبعا لهذه الاحتياجات.
وقد تتضمن مساعدة الاخصائي الاجتماعي للمدرس معاونته على تفهم جانب اخر من شخصية الطالب او تقبله بحالته الراهنة وتفهم دوافع سلوكه وهنا يصبح المعلم اكثر تحملا لبعض انواع السلوك التي كانت تبدو له امرا لا يمكن احتماله.
2- العمل مع مدير المدرسة:
يجب ان يستعين الاخصائي الاجتماعي بمشورة مدير المدرسة في عمل مشترك لبناء خطة الخدمات الاجتماعية داخل المؤسسة التعليمية وطلب مساعدته في تنمية علاقة عمل تعاونية مع المؤسسات المجتمعية وللمساعدة في عمل اطار سياسة مدرسية لها تأثيرها المباشر في رعاية الطلاب.
كما ان اشتراك المدير في دراسة مشكلات الطلاب يجعله اكثر حساسية لهذه المشكلات ويدفعه الى تأييد الاخصائي الاجتماعي في عمله كما ان مساهمته في تنظيم الخدمة الاجتماعية يجعله يشعر ان مدرسته تقوم بنصيبها في تأدية المسئولية الملقاة على عاتقها في تنمية شخصية الطالب مما يدفعه اكثر للتعاون مع الاخصائي الاجتماعي لتحقيق مزيد من اهداف الخدمة الاجتماعية من تحقيق اهدافها في اطار المجال التعليمي.
3-العمل مع بقية التخصصات بالمؤسسة التعليمية:
قد يستدعي علاج بعض الحالات الفردية استثمار امكانيات المؤسسة التعليمية مثل الحاق الطالب بالجماعات المدرسية( جماعات علمية- هوايات- نادي مدرسي.. الخ), للاستفادة من اوجه نشاطها المتاحة داخل المؤسسة التعليمية, وهذا يتطلب تعاونا تاما مع القائمين على امر هذه الانشطة.
ويزود الاخصائي الاجتماعي موظفي الخدمات الاخرى بالمهارات في عمليات الانضباط الخاصة بالطلاب داخل المدرسة مثال ذلك المسئول حن حصر الغياب والمسئول عن الرعاية الصحية...الخ.
وقد يستدعي الامر قيام الاخصائي الاجتماعي بتحويل حالات الطلاب للأخصائي النفسي او للطبي لحاجة الطلاب لخدمة مثل تلك التخصصات.
كما يمكن للأخصائي الاجتماعي الاستعانة بكل التخصصات الموجودة بالمؤسسة التعليمية للتعرف على مدى التقدم الذي يحرزه الطلاب خاصة المشكلين منهم نتيجة ما يبذل معهم من جهود علاجية في سبيل مساعدتهم على مواجهة مشكلاتهم.
المرجع: علي, ماهر ابو المعاطي, الخدمة الاجتماعية في المجال المدرسي, القاهرة, 2003,ط2,ص(248-251)