الخدمة الاجتماعية في المجال التعليمي :
يعتبر المجال التعليمي من أهم المجالات التي تمارس الخدمة الاجتماعية فيها وأقدمها في هذه الممارسة . وتكتسي ممارسة الخدمة الاجتماعية في المجال الحيوي أهمية خاصة ، لأنه يتعامل مع فئات عمرية مختلفة من الطفولة وحتى الشباب ، وفي مستويات اجتماعية واقتصادية متباينه ،كما أنها تتعرض لاحتياجات ومشكلات شريحة كبيرةة من شرائح المجتمع تنعكس فيها مختلف الاهتمامات والرغبات والمنبعثة من مختلف فئات المجتمع وبيئاته سواء داخل الأسرة أو خارجها .
وقد دخلت الخدمة الاجتماعية المجال التعليمي من مدارس ومعاهد وكليات في إطار التحديث التربوي والتعليمي في مختلف المجتمعات ، والتي تركز على تنشئة الجيل الجديد ، وإعداده من أجل الحياة المتجددة لأهدافها ووسائلها والكثيرة بتحدياتها وصعوباتها ومعاناتها ,
وتسعى الخدمة الاجتماعية في المجال التعليمي الى تنمية قدرات الطلاب الذاتية لمقابلة احتاجاتهم ومواجهة مشكلاتهم وإلى الاسهام في عمليات التنشئة الاجتماعية لمساعدة الطلبة على التحصيل الدراسي بما يرجع الى أسباب اجتماعية نفسية .
ولذلك فإن الخدمة الاجتماعية في المجال التعليمي تعمل على تسيير الخدمات التعليمية والاجتماعية للطلبة بشكل عام ، وتقدم خدمات خاصة لمن يعانون مشكلات خاصة عن طريق الاستفادة من الخدمات التعليمية التبوية ، وهي لذلك تحول المدرسة الى بوتقة منظمة للتفاعلات الاجتماعية ، ترتقي بمستوى التفاعل وتوظفه لتطوير شخصية الطفل أو الشاب ، ولتزيد من خبراته في التعامل مع الاخرين بصورة إيجابية تنعكس عليه وعلى اخرين بالخير .
وفي سبيل ذلك تعمل الخدمة الاجتماعية في المجال التعليمي على دعم العلاقة الاسرية - المدرسية من أجل خدمة العملية التربوية للأبناء ، وبشكل ذلك جزءا مهما من بث روح المواطنة الملخصة في أبناء الجيل ، وذلك بتوفير فرص الاعتماد على الذات وتحمل المسؤولية والاحساس بالمسؤولية الاجتماعية والشعور بالانتماء وتوازن الضبط الاجتماعي داخل المدرسة وداخل البيت في المجتمع ، وتكوين القيم الأخلاقية الضابطة ، وتساعد الخمة الاجتماعية التعليمية على تحقيق التكيف مع الأجواء التعليمية وضبط العلاقة بين الطالب والمدرس
غرابيه , فيصل محمود , الخدمة الاجتماعية في المجتمع المعاصر , ص 142-143