السلام عليكم ..
التنمر من المشاكل الشائعة والخطيرة في أيامنا هذه، وهي ظاهرة نعاني منها في بيوتنا ومدارسنا وملاعبنا ومقاهينا وفي كل مكان. وتؤكد الأبحاث مدى الآثار السلبية التي تبقى في ذاكرة الطفل، وتؤثر في صحته النفسية على المدى البعيد نتيجة تعرضه للتنمر، وتشير الأرقام إلى تعرّض نصف الأطفال في مرحلة ما من سنوات عمرهم الدراسية للتنمر، وغالبًا ما يخفي الأطفال عن الأهل والمعلمين معاناتهم بسبب شعورهم بالخجل، لئلا يوصفوا بالضعف.
لذا أحببت أن أطرح بعض المعلومات عن هذه المشكلة ..
ما هو التنمر؟
يعرّف التنمر بأنه تعرّض الطفل بشكل متكرر لمحاولات هجوم كلامية أو جسدية أو تخويفية. ويحدث بين شخص قوي يهاجم شخصًا آخر أضعف منه (سواء من الناحية البدنية أو النفسية أو كليهما). وهو بذلك شكل من أشكال العدوانية يؤدي إلى عواقب نفسية بعيدة المدى لكلا الجانبين: الضحية والمعتدي.
ما هي مظاهر التنمر؟
· الضرب، أو اللكم، أو الركل أو دفع الآخرين في الممرات وعلى الادراج وفي الملاعب.
· تخريب ممتلكات الطفل أو سرقتها مثل سلب مصروفه أو طعامه.
· توجيه التهديدات لشخص ما.
· إطلاق لقب على شخص معين على سبيل السخرية والاستهزاء والإغاظة.
· التعنيف بكل أشكاله وألوانه.
· التمييز العرقي أو الديني أو السياسي.
· نشر الشائعات حول شخص ما.
اسباب هذه الظاهرة ...
خلل في أساليب التنشئة الوالدية المبكرة للأبناء منذ الطفولة، أو ضغط جماعات الأقران أو التأثيرات السلبية لوسائل الإعلام كما أن جزءاً من المسؤولية يعود إلى ضعف دور المؤسسات التعليمية في التربية النفسية للطلاب وتنمية مهارات الكفاءة الاجتماعية والأخلاقية لديهم بشكل يتيح لهم التصرف بشكل فعال وملائم اجتماعياً وكفء ومنضبط من الناحية مبينين أن هذا النمط السلوكي يبدأ بالتشكل في سن الثانية من عمر الطفل، وكلما كبر الطفل أصبح تغيير سلوكه أكثر فإنه يمكن تصنيف الأسباب التي تسهم في اكتساب الاستقواء إلى نوعين من العوامل ( عوامل بيئية، عوامل ذاتية ).
و البيئة المدرسية قد تكون سبباً رئيساً في نشوء أو نمو سلوكيات الاستقواء حيث وجد أن بيئة المدارس الأقل عنفاً هي التي يوجد فيها قوانين واضحة للسلوك ويشترك فيها المعلمون والطلاب مع الإدارة المدرسية في صنع القرارات، كما أن المدارس الكبيرة العدد والفصول المزدحمة تكون مهيأة لأن يكون فيها نسبة أعلى من العنف.
الأسباب الذاتية
الأسباب الذاتية التي تسهم في ظهور التنمر وهي أسباب تتعلق بالطفل كإدراك الطفل بالتعلم التأكيدي أن ممارسة التنمر ترتبط بالحصول على مكسب مثل رفع المعنويات أو الثأر أو إعجاب الآخرين وتعلم الطفل بالملاحظة كيفية القيام بالتنمر من خلال مشاهدة الآخرين كيف يقومون بذلك مع فقدان الخوف من الآثار المترتبة عليه، وكذلك وجود قائد قوي للمجموعة يوجههم لرفض طفل ما، وأحياناً يمنعهم من إقامة علاقة مع طفل، باستخدام أسلوب التهديد.
ما هي نتائج وآثار هذا السلوك على ضحايا التنمر؟
إن من الصعب على ضحايا التنمر إقامة صداقات، وهم يميلون إلى الوحدة والانعزال، ويعانون نفسيًا واجتماعيًا... إذ يقلّ لديهم الإحساس بالسعادة والتقدير الذاتي، ويزداد الشعور بالقلق وعدم الأمان، وبالنتيجة فإنهم قد يتغيبون عن حصص دروسهم، ويزداد تغيبهم عن المدرسة، كما ينخفض أداؤهم الدراسي.
أين يحدث التنمر في المدارس عادة؟
يحدث التنمر في جميع مرافق المدرسة مثل: الصفوف، المكتبة، المختبر، قاعة الرياضة، قاعة الكمبيوتر، الحمامات، الممرات، الكافتيريا، الملاعب، باص المدرسة، أو أثناء المشي من أو إلى المدرسة.
من هم الاطفال الأكثر عرضة للتنمر؟
· الطلاب والأطفال المنعزلون اجتماعيًا.
· أصحاب البنية الجسمية الضعيفة.
· الأطفال الذين يبكون بسهولة ويسهل استفزازهم.
· الأطفال الذين لديهم تقدير متدنٍ للذات.
ومن ناحية أخرى، وفي حالات نادرة يمكن أن يستهدف المتنمرون الأطفال العدوانيين والاستفزازيين، ويمكن أن يشمل:
- الأطفال الذين لديهم مشاكل في التركيز والتحصيل في المدرسة.
- الطلاب سريعي الاستثارة الذين يحاولون الرد على الإهانة.
- الأطفال الذين يعانون من الحركة الزائدة.
- الطلاب غير المحبوبين من رفاقهم.
ومن الحلول التي قد تساعد الطفل في مثل هذه المواقف:
@ عدم استعجال الوالدين بعدم التصديق أن ابنهم متنمر ووجوب الاستماع للمدرسة وأخذ الأمر بجدية والتعاون مع المدرسة بوضع خطة لحل المشكلة والسؤال عن مشاكل الطفل السلوكية الأخرى إن وجدت.
@ مناقشة الطفل بهدوء والطلب منه تفسيراً لاسباب ذلك وتوضيح انه سلوك غير لائق، ومن ثم شرح له مشاعر هذا الطفل ونتائج العمل الذي يقوم به والنتائج لهذا السلوك، وأنه قد يؤثر على الطفل الآخر ويجعله لا يحب المدرسة.
@ تفادي وصف الطفل بالمعتدي والمتنمر أو المشاغب خاصة أمام الآخرين.
@ بحث الاحباطات التي يواجها الطفل في المنزل أو في المدرسة مقارنة بأقرانه، مثل عملية حل الواجبات المنزلية أو التفوق الدراسي أو الحصول على مكافآت وغيرها.
@ عدم اختلاق الأعذار للطفل والتبرير لأفعاله وبخاصة أمام الوالدين كالقول: لقد أضطر إلى فعل ذلك، لم يقصد أن يفعل هذا، ليس محتاجاً حتى يأخذ مصروف زميله.
@ التحكم في مشاهدة الأبناء للبرامج التلفزيونية التي يشاهد فيها الأطفال أشخاصاً يسقطون أو يتعرضون لمواقف مضحكة ثم ضحك الآخرين على هذه المشاهد، وإقناعهم أن هذه الأمور غير مسلية وشرح شعور الآخرين إذا ما كانوا ضحايا لمثل هذه التصرفات.
( دور المدرسة )
@ وضع سياسات للإدارة المدرسية واضحة لإيجاد بيئة تعليمية معززة للسلوك السوي من خلال:
@ القوانين: يجب أن يظهر الآباء وموظفو المدرسة تطبيق القوانين وأنهم لن يتسامحوا مع أي طالب يؤذي طالباً آخر، سواء أكان الإيذاء بدنياً أو نفسياً.
@ الحقوق: لكل طالب الحق في أن لا يتعرض للإيذاء، وفي أن يتعلم في بيئة آمنة.
@ المسؤوليات: يجب أن يتحمل المربون مسؤولية توفير إشراف أفضل ومراقبة أكثر، حيث إن إزالة الخوف من حياة الطلاب يمكن المعلمين أن يؤدوا أعمالهم بفاعلية أكثر، كما يجب أن يتحمل الطلاب المسؤولية أيضاً إزاء احترام حقوق زملائهم وحقوقهم هم.
@ وجود قادة للمدرسة يشجعون الآخرين على الإبلاغ الفوري، من خلال تيسير الوصول إلى الأخصائيين المدربين على تقييم ومعالجة المشكلات السلوكية والأكاديمية، وذلك عن جميع الملاحظات المتعلقة بعلامات الإنذار الدالة على قرب حدوث الخطر.
@ التفرقة بين التعبير الفطري للطالبة أو للطالب حول الأشياء التي يراها من حوله ويتعايش معها والحد الشرعي لذلك التعبير، والتفرقة بين ارتكاب العنف واكتساب المهارات والقدرات اللازمة للدفاع عن النفس.
@ وضوح مسئولة حماية الطلاب لهم، لا يستطيع الطلاب أن يتعلموا بفاعلية إذا كانوا يخشون على سلامتهم.
@ العمل ضمن مجموعات: يمكن أن يقسم المعلم الأطفال إلى مجموعات، ليعملوا معاً، دون أن يترك لهم حرية اختيار الرفاق، على أن يختار طريقة لا تشعرهم بأنه ينوي التفريق بينهم، فيمكن أن يعطي كل طفل رقماً (3.2.1.4) ثم يقول مجموعة (1) معاً ومجموعة (2) معاً.
@ تشجيع الطفل على الحديث والإنصات له سواء كان الضحية أو المعتدى مما يجعل المعلم يتعرف على المشكلة قبل أن تظهر.
@ المعلم أو المربي هو القدوة فعليه أن يعلم أن الكلمات يمكن أن تؤذي، والإيذاء اللفظي قد يكون اشد من الإيذاء الجسدي.
@ أن يكون المعلم ملماً بمهارات حل وإدارة النزاع.
[b]