ظاهرة الإعجاب في المدارس...

ظاهرة الإعجاب في المدارس:
الإعجاب هو تعلق شديد بالمحبوبة وولع بها .. فلا تهنأ إلا معها .. ولا تطمئن إلا بقربها .. ولا تنتشي إلا بالحديث لها .. فتستولي المحبوبة على شغاف قلبها .. وتأخذ بمجامع تفكيرها ولبها .. مع ما يصاحب ذلك - غالبًا - من تصرفات شاذة .. وألفاظٍ شركية .. والعياذ بالله .
وإن كان ذلك - كثيرًا - ما يكون من طرف واحد .. إذ الطرف الآخر - عادةً - مغرور .. أو مشغول .. أو جاهل .. أو مستاء .. وقد يكون مشاركًا ..

الأسباب كثيرة ومتنوعة .. بل انها تختلف من فتاة لأخرى ..لكني سأذكر أهمها و أكثرها انتشارًا ..
1 ) فراغ القلب من محبة الله وذكره واستشعار عظمته .
2 ) عدم احتواء الفتاة بالعطف والحنان من قبل الأهل خاصة الوالدين .. وعدم الاهتمام باشباع عواطفها ورغباتها النفسية .. فتحاول دائمًا أن تكمل هذا النقص عن طريق فتاة أومعلمة تشعر بأنها سيعوض ما افتقدَتْه.
3 ) كثرة أوقات الفراغ لدى الفتاة .. مما يجعلها دائمة التفكير في المحبوبة .. فيزيد تعلقها بها.
4 ) لباقة المحبوبة وحس أخلاقها وجمالها .. بل .. وغناها أحيانًا !
5 ) مشاهدة الأفلام العاطفية وسماع الأغاني الهابطة التي تؤجج المشاعر .. فتكون الفتاة متهيئة لصرفها على أي شخص تتوقع منه القبول والاهتمام .

مظاهر الاعجــــــــــــــــــاب

أولاً .. مظاهر قلبية لا يشعر بها أحد غير المعجبة ..

الأنس بالمحبوبة والرغبة في الجلوس معها لفتراتٍ طويلة .. وعدم القدرة على مقاومة حديثها .. والتلهف إلى لقائها .. والتألم لفراقها .. والتفكير الدائم بها .. والغيرة من جلوسها أو تحدثها لغيرها .. والتفاني في خدمتها وطلب رضاها .
ثانيًا : مظاهر حسية يلحظها أغلب المحيطين بها ..
كثرة الجلوس إليها والتحدث معها .. وإطالة النظر في وجهها .إضافة إلى التحول المفاجيء معها إلى شخصية أخرى يغلب عليها طابع النرجسية.

السن التي يكثر فيها الإعجاب بين الفتيات

نجد أن الإعجاب بين الفتيات يبدأ غالبًا من سن الثالثة عشرة - أي بداية سن المراهقة - .. وحتى العشرين .. وفي حالات قليلة يتجاوز هذا الرقم إلى أكثر منه بسنتين أو ثلاثة ..
وربما كان السبب الأوضح في ذلك هو الفراغ الروحي للفتاة في هذه السن إلا من رحم الله.

علاج ظاهرة الإعجاب في المدارس

لكل مشكلة حل ولكل داء دواء، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما أنزل الله داء إلا أنزل له دواء". ومن أهم الأمراض التي نزل لها الدواء أمراض النفوس والتي من أمثلتها الإعجاب المحرم، لأن القلب إذا تعلق يصعب عليه تغير هذا الاتجاه.
والإعجاب مرض قلبي يجتمع فيه صعوبة الرجوع لمن ضعف أمام دائه وبين سهولة الشفاء منه لمن صفا قلبه لخالقه وشعر بخطورة الداء وأقبل على الله إقبال التائب لربه، وحينئذ يعينه ربه ويسهل له ترك ما تعلق قلبه به.

وإن من أهم الأمور التي يمكن التخلص بها من الإعجاب والتي لابد للأخصائي أن يوضحها للطلاب:
1- المداومة على ذكر الله تعالى:
فيجب على الإخصائي أن يشرح للعميل أنه أن كان سبب الإعجاب دوام ذكر المحبوب والتعلق به، ذلك أن التعلق بالله تعالى ودوام ذكره، يفرغ القلب من التعلق بمن لا يستحق أن يتعلق به إلا هو والقلب لا بد له من تعلق فإن تعلق بالله استغنى به عن غيره.
2- تغيير البيئة المؤثرة:
وفي الغالب أن الصداقة سبب للإعجاب، فإن الصديقة تؤثر على صديقتها ويكون بينهما من الإعجاب الشيء الكثير، بل وقد تكون أحد الصديقتين ممن تعيش حالة شذوذ فتؤثر على الآخرى فهنا يسعى الأخصائي إلى العمل على الابتعاد عن هذه الصديقة من خلال النصح والتبصير والإرشاد وتغيير معارفهم حول الصداقة.
3- مصاحبة الصالحات:
أن يسعى الأخصائي إلى مساعدة العميلة إلى مصاحبة الصالحات ممن يحملن قلوباً إيمانية تكتسب منهن الصفات الحسنة وتستمع منهن الكلمات المضيئة التي تنير دربها وتسلك بها سبيل التقيات.
4- القراءة في سير المؤمنات:  
وهنا على الأخصائي أن يعطي للعميل كتبيات أو أشرطة حول سير المؤمنات وخصوصاً من يمثلن القدوة الحسنة ، ومن يكون الإعجاب بهن أمراً مطلوباً ، سواء في ذلك الصحابيات أو التابعيات أو حتى من المعاصرات من المؤمنات التقيات .
5- القراءة في سير السابقين من أهل الخاتمة السيئة:
وهنا على الأخصائي أن يعطي للعميل كتبيات أو أشرطة حول سير السابقين ومثلهم زوجة أبي لهب وزوجها عندما حاربا دعوة النبي صلى الله عليه وسلم وآذوه فأنزل الله فيهم (سورة المسد )وهذه القصص تنفع المؤمنة في نسف مفهوم الإعجاب بالنفس والغير ، وتجعل الدنيا حقيرة لا تستحق أن يعجب بها فضلاً أن يعجب بشيء من متاعها الزائل .
6- تذكر حال الدنيا :
أن يقدم الأخصائي الإرشاد الديني للعميل حول حال هذه الدنيا وأنها زائلة لا محالة ، وكل ما تراه الفتاة من جمال ومتعة سوف ينتهي ، ولن يبقى إلا العمل الصالح.  وإن متعة الآخرة لا يوازيها متعة، ولو تفكرت الفتاة المعجبة بحال الدنيا ومقارنتها بحال الآخرة لزهدت فيما هي واقعة فيه ولاستحقرت إعجابها، واستبدلته بهمة عالية وعمل دؤوب لتحصيل الآخرة .

تسلمي أختي، الموضوع في غاية الأهمية ولا يقتصر على أن يكون الاعجاب من قبل الطالبة لصديقتها أو معلمتها وإنما يتعدى الأمر إلى إعجاب المعلمة بالطالبة...

من وجهة نظري أن المشكلة تحتاج إلى حلول تتعدى النصح والارشاد لأن الطالبة حينها تكون في مرحلة تعلق شديد بالطرف الآخرى.....
هناك بعض الأسئلة التي أود لو نتناقش فيها:
- ما هي الطرق التي تستخدمها الأخصائية لتتعرف على من يعاني من تلك المشكلة؟
- في حالة تعرفت الاخصائية/الأخصائي على صاحب المشكلة كيف يبدأ؟

أقترح أن يتم تصميم برنامج متكامل لمساعدة الطالب على التخلص من هذه المشكلة مثلا:
*يبدأ بطريقة ذكية في التعرف على من يعاني من المشكلة.
*جلسات متعددة للتعرف على الأسباب...
*تمرينات، أنشطة ... تنتهي في التعرف على سلبيات الطرف الآخر (المحبوب) ...