البداية :
من المهم بداية أن نقف عند مفهوم الهروب من المدرسة ليقترب المفهوم بصورة أوضح والمغزى من ذلك ليدركه أولياء الأمور على الأقل – فالهروب من المدرسة كما أراه هو : خروج الطالب من المدرسة دون أذن مسبق وبطريقة غير تربوية كإقتحام السور مثلا أو التعذر بأعذار واهية للخروج من المدرسة همه فقط الفكاك من قيود اليوم الدراسي – كما يراها – وقد يعود الطالب لإستكمال يومه الدراسي متبعا نفس الأسلوب – الغير تربوي – وقد لايعود أصلا .
لماذا يهرب الطالب من المدرسة ( الأسباب ) ؟
المشكلة :
أما عن أسباب هروب الطالب من المدرسة فأرى أن المدرسة تتحمل جزء والجزء الأخر على عاتق الأسرة يقع تتحمله ولاأبعد المجتمع عن المسؤولية .
أولا : المدرسة
المدرسة تتحمل المسؤولية من عدة جوانب منها :
1. المبنى المدرسي : قد يكون المبنى المدرسي نفسه سبب في هروب الطالب وذلك بأن يكون غير مناسب من حيث :
البنيان العام حيث الأسوار غير المرتفعة مما يسهل على ضعاف النفوس من الطلبة تسلقها , والصفوف مكتظة بعدد الطلاب وغيرمهيئة بشكل جيد ,والمرافق الضرورية بالمدرسة ( دورات مياه مثلا ) غير مكتملة أو غير صالحة , والشكل الخارجي غير مريح للنفس لإنعدام الصيانة الدورية إضافة إلى عدم وجود أمكن للترويح عن النفس ( حديقة – صالة ألعاب – صالة أنشطة عامة ....الخ ) .
2. المعلم : يتحمل المعلم مسؤولية هروب طالبه من صفه وبالتالي من المدرسة وذلك من خلال :
أ- إتباع المعلم لأساليب غير تربوية ( كالضرب والشتم ) في تعامله مع طلابه .
ب- عدم مقدرة المعلم على ضبط الصف وإدارته بالشكل السليم وبالتالي يرى الطالب أن وجوده في الصف مضيعة للوقت .
ت- عدم مقدرة المعلم على تجديد معلوماته وخبراته من الناحية التربوية والتنويع في طرق تدريسه بما يتلائم مع كل صف .
ث- ضعف المعلم في مادته العلمية وبالتالي تهتز ثقة طلابه فيه فينصرفون عنه .
ج- أحيانا يحمل المعلم طلابه فوق طاقتهم من التكاليف الصفية واللاصفية فلا يستطيعون الصبر معه .
ح- قد يتوفر بالمعلم كل الإيجابيات إلا أنه يفتقد للإخلاص فلا يواصلون طلابه معه .
3. المنهج : قد يكون ما بالمنهج من صعوبة وعدم توافق مع ميول وإتجاهات الطالب وتحقيق رغباته وإستفزاز لقدراته وكثرة الحشو الغير مفيد سببا لنفوره من المادة وبالتالي هروبه من المدرسة .
4. الإدارة : تتحمل الإدارة مسؤولية أكبر من غيرها في مسألة هروب الطالب من المدرسة ومظاهر هذه المسؤولية تكمن في :
أ- قد يكون مدير المدرسة من النوع التسلطي فلا يجيد التعامل التربوي مع مؤسسته التربوية ( معلمين – طلاب ) إلا بالسوط والجلاد –كما يقولون – ولذا سوف ترى أن الجميع يهرب منه , وقد يكون من النوع صاحب الإدارة الفوضوية فيجعل الحبل على الغارب ولايسأل عن من هرب أو من لم يهرب .
ب- عدم الأهتمام بالغياب وإهمال تطبيق اللوائح والقوانين الخاصة بذلك .
ت- غياب المدير القدوة ، فللأسف يأتي المدير للمدرسة آخر القادمين ويغادر أول المغادرين .
ثانيا : الأسرة
نعم تقتسم الأسرة المسؤولية في هروب الطالب من المدرسة مع المدرسة ، وصور هذه المسؤولية تكمن في :
1. إنعدام التوجيه والإرشاد بخطورة هذه الظاهرة على المستقبل الدراسي للأبناء .
2. إنعدام الرقابة والمتابعة في المنزل أو في المدرسة .
3. أنخفاض مستوى الطموح لدى الوالدين أو أحدهما مما ينعكس سلبا على مستوى الطموح لدى الأبناء وبالتالي اللامبالاة بالدراسة .
4. غياب القدوة والمثل الأعلى .
5. تدني المستوى الأقتصادي والثقافي للأسرة ( ليس في كل الأحوال ) .
ثالثا : أمور أخرى
1. رفقاء السوء ومالهم من دور خطير في التأثير على الشخص ليماريهم ، فيد تبني ومعاول تهدم .
2. الإعلام ودوره المتواضع في تسليط الضوء على خطورة مثل هذه الظاهرة .
3. الإدارة التعليمية ( المتمثلة بوزارة التربية والتعليم ) وذلك من خلال :
أ- عدم تبني هذه القضية كظاهرة إلى الآن .
ب- تنوع وتعدد الأنظمة والقوانين الخاصة سواء بالتقويم أو بنظم التحصيل عامة والتي قد لاتتماشى مع ظروف الطالب في هذا العصر وفي هذا المجتمع .
ت- عدم وضع حد وعلاج لظاهرة الدروس الخصوصية ومالها من دور كبير في التأثير على شعور الطالب باللامبالاة باليوم الدراسي .
ث- أرتفاع نسب القبول في مؤسسات التعليم العالي لمخرجات الصف الثاني عشر .
إذن على عاتق المجتمع تقع كذلك المسؤولية , فلا بد من تعاون الجميع في محاربة هذه الظاهرة وعلى المجتمع ان يكون يدا بيد مع المدرسة والأسرة .
كيف نعالج المشكلة ( الحلول ) ؟
بداية ما سأطرحه من حلول وعلاج إبنى على خبرتي الميدانية المتواضعة , ولذا قد تكون هناك حلول أنجع ، وعليه انصح من وقع في المشكلة أو من يهمه أمره سؤال المختصين وسرعة إيجاد الحلول وانهاه عن التسويف كي لاتتفاقم المشكلة .
بداية مع المدرسة :
• الإهتمام بالمبنى المدرسي بصورته المتكاملة ومراعاة النواحي النفسية والفسيولوجية للطالب بما يتماشى ومراحل نموه وعدم إغفال الجوانب الترويحية في المبنى المدرسي .
• على المعلم تجنب ما ذكرنا من سلبيات وأن يتبع المعلم الأساليب التربوية وأن يطور نفسه أكاديميا وتربويا ( في مادته العلمية- طرق تدريسها ) وأن لايثقل كاهل الطالب بالواجبات المنزلية وأن لاينسى الإخلاص والعمل لوجه الله .
• على مدير المدرسة أن يكون ديموقراطيا في تعامله مع المعلمين والطلاب وأن يطبق اللوائح والقوانين التربوية بما يتناسب والمصلحة العامة وأن يكون القدوة التي يحتذى بها .
• أن يراعي واضعوا المناهج الدراسية الأساليب التربوية الحديثة في إعداد المناهج الدراسية من حيث تماشيها مع متطلبات العصر ومراعاة النواحي النفسية والعقلية لطالب القرن الحادي والعشرين وأن يقللوا من الحشو الغير مفيد .
ثانيا مع الأسرة :
• على الأسرة الأنتباه لضرورة التوجيه والإرشاد الدائم بخطورة مثل هذه الظاهره غير التربوية ومردودها السلبي على الطالب .
• على الأسرة التعزيز المستمر وتوضيح أهمية التعليم ومردوده الإيجابي على الطالب مستقبلا .
• على الأسرة متابعة الطالب سواء داخل المنزل أو خارجه .
• على الأسرة أن تخلي جوها الأسري من المشاكل أو على الأقل أن تبعدها عن الطالب .
• على كل فرد في الأسرة – بداية من الأب ونهاية بالأخ – أن يكون قدوة حسنة ومثال خيَر يحتذي به الطالب دائما .
ثالث مع المجتمع :
• يقع على عاتق الأسرة نصح الطالب عن رفقاء السوء وعلى كل فرد في المجتمع القيام بذات الدور ومحاربة وصد – الشلل الفاسدة – أن صح التعبير .
• على الإعلام دور التوعية المستمرة بخطورة أي ظاهرة غير تربوية دخيلة على مجتمعنا قبل أن تتفشى .
• يجب على وزارة التربية والتعليم التفكير في إعداد خطط وإستراتيجيات مدروسة للقضاء على أي ظاهرة غير تربوية ( الهروب من المدرسة – الدروس للخصوصية – الغش في الإمتحانات ......) كذلك العمل وبجدية بالتنسيق مع مؤسسات التعليم العالي بخصوص نسب قبول طلبة الصف الثاني عشر في مؤسسات التعليم العالي بعد التخرج كذلك إعطاء فرصة عند تطبيق نظام معين ليتقبل المجتمع والأسرة والطالب خصوصا هذا النظام التعليمي ويستطيع التماشي معه ولو لفتره من الزمن .
وعلى كل حال مع كل ماذكر في ظاهرة الهروب من المدرسة فإن هذا لايعني ان نجد العذر لك أيها الطالب لتهرب من المدرسة لما في ذلك من مخاطر لامانع من أن نذكر بعض منها :
مخاطر الهروب من المدرسة :
• قد يفوتك الكثير من الفهم والإستيعاب لمضمون الحصص التي تتعمد الهروب المستمر منها وبالتالي ستجد صعوبة المواصلة مثل أقرانك مع المعلم في تحصيل المادة .
• قد يؤول حالك إلى الفصل من الدراسة وبالتالي ضياع مستقبلك ما إذا أستمر هروبك وتسجيل غيابك .
• مخاطر الشارع وفيها حدَث ولاحرج ( السيارات – الشلل الفاسدة - ..... الخ ).