السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.....
يعتبر الغضب
والثورة
والاشتراك في المشاجرة
من الأمور الطبيعية التي تصدر عن الأطفال الأصحاء. بل نشك في صحة الطفل إذا لم يغضب أبداً ولم يتشاجر مع زملائه على الإطلاق، إلا أن قيام الطفل بالغضب والثورة والاعتداء على زملائه بدون مبرر سواءً في البيت أو المدرسة أو الشارع، وبصورة مستمرة فإن هذا السلوك يدل على اضطراب الطفل.
ويعرف [العدواني] (العدوان) بأنه "الاستجابة التي تكمن وراء الرغبة في إلحاق الأذى والضرر بالغير، أو نوع من السلوك الاجتماعي غير السوي يهدف صاحبه إلى تحقيق السيطرة".
أما [هليجارد] فيعرف العدوان بأنه [نشاط هدَّام يقوم به الفرد بقصد إلحاق الأذى بالآخرين]. فيما يرى :أدلر" بأن السلوك العدواني هو [التعبير عن إرادة القوة].
وتوصلت دراسة[ بير، و بير] (Perry & Perry ، 1974) إلى أن ا
ستجابة الألم التي تبديها الضحية تؤدي إلى تدعيم السلوك العدواني عن العدوانيين..
ولقد كان شائعاً في السابق أن الإحباط يقف وراء أشكال العدوانية إلا أنَّ الدراسات الحديثة في مجال التحليل النفسي أظهرت أن
العدوانية ناتجة عن دوافع داخلية لا شعورية، كما أظهرت دراسات (باندورا Bandura 1973؛ باترسون Patterson، 1975) أن
العدوانية هي سلوك متعلم.
ويأخذ العدوان عدة أشكال تتمثل في العدوان اللفظي كالسباب والشتم والتهديد، والعدوان الذي يظهر على هيئة إشارات ويتمثل في حركات اليد وخراج اللسان، والعدوان عن طريق الجسد كاستخدام اليد أو الرجل أو الأظافر أو الأسنان، وهناك العدوان نحو الذات، ويتمثل في ضرب الرأس في الحائط وشد الشعر أو حرق أجزاء من الجسم أو تمزيق أدواته المدرسية.
وكشفت دراسة البيلاوي (1990) أن انتشار السلوك العدواني بين
الذكور أكثر من الإناث.
أسباب السلوك العدواني لدى الطفل :
• النمو الجسمي والنشاط الزائد واضطرابات الغدد الدرقية.
• شعور الطفل بالفشل والإحباط المستمر.
• شعور الطفل بالكبت في حياته المنزلية.
• الشعور بالنقص أو الفشل في التحصيل الدراسي أو وجود نقص جسمي بسبب عاهة أو عيوب في النطق، فيجد الطفل في العدوان تعويضاً له.
• شعور الطفل بالحرمان العاطفي.
• القسوة من قبل الوالدين أو أحدهما.
• إحساس الطفل بكراهية الوالدين له، أو المعلمين.
• تقليد السلوك العدواني لدى الآخرين خاصة الوالدين.
• تشجيع الوالدين مما يؤدي إلى تدعيم إيجابي لهذا السلوك.
بتصرف من بحث للدكتورة/ بلقيس إسماعيل بعنوان( بعض الظواهر السلبية والانحراف السلوكي بين أطفال ما قبل المدرسة) "أسباب وطرق علاجه".