موضوع العنف الأسري موضوع رائع حقيقة أشكرك جدا على طرحه هو من أهم المشكلات التي تعاني منها الأسر
وأضيف على ذلك أن أستاذ علم النفس التربوي في الجامعة الإسلامية بغزة، د. جميل الطهراوي، يؤكد أن إثارة المشاكل الزوجية وما يصاحبها من سيناريوهات، أمام الأطفال، يحمل تأثيرات سلبية على حياتهم ومستقبلهم وعلاقاتهم الاجتماعية.
وقال الطهرواي لـ"الاستقلال": الطفل مخلوق حساس في الأعوام الأولى من حياته، وتنشط لديه وظيفة تخزين البيانات والمعلومات التي يتلقاها من الوسط المحيط، ويكتسب الكلمات والأفعال الأولية التي تساهم في تشكيل شخصيته".
وأوضح أن تعرض الطفل للغضب وإثارة الانفعالات ورؤية المشاكل الزوجية التي أحيانا تصل إلى حد الضرب والطرد والتكسير، يؤثر على مستقبلهم وحياتهم القادمة, الأمر الذي يجبر الزوجين على التعامل بسلاسة ويسر أمام الأطفال لا التعارك بينهما وأمامهم.
وحول الآثار الناتجة عن الخلافات بين الزوجين أمام الأطفال، بيّن أنهم يصابون بالتناقض الوجداني ومن الممكن أن يسود الكره بينهم أو لأحد الوالدين، وعلى الأغلب تكون الأم مميزة لدى أبناءها, ما يعني أن نسبة كره الأب ستكون أكبر، كما أنها ستنعكس على صحة الطفل ومستواه الدراسي, وسيصبح لديه ارتباك عام في حياته.
حيث عندما يتعرض الطفل للخلافات والمشاحنات الزوجية، تخزن لديه طاقة غضب وسيصبح عنيفاً شرساً وسيضرب أصدقاءه، وهو ما يسمى في علم النفس "التاريخ التطوري"، مشيراً إلى أن الطفل الذي يرى أمه تضرب أمام ناظريه "سيصبح عميلاً أو سفاحاً أو فاشلاً بحياته، لأن الخلافات تفعل الكثير وتخلق إنساناً آخر وبصفات جديدة".
لذلك ننصح الوالدين أن تكون خلافاتهم مغلقة لا يسمعها الأطفال، ويجب أن تحل بعيدا عن أعينهم، حتى لا تسبب لهم الإرباك والإصابة بالخوف، كما يتوجب على الأب أن يحافظ على أعصابه ويتحكم بها بعيداً عن أطفاله وألا يتصف بالغضب لأن طفله سيقلد والديه مستقبلا ويصبح عنده عدائية للآخرين وسيصاب بحالة نفسية سيئة تلازمه في حياته".