الدور المهني للأخصائي الاجتماعي في المدرسة
تتبنى معاهد وكليات الخدمة الاجتماعية إعداد الأخصائيين الاجتماعيين نظريا وميدانيا بالأسلوب الذي يؤهلهم لاكتساب الخبرة والمعرفة والمهارة لكي يستطيعوا ممارسة أدوارهم المهنية في مجالات الخدمة الاجتماعية ومن ضمنها المجال المدرسي .ولكن نجاح الأخصائي الاجتماعي في أداء دوره المهني المتمثل في مساعدة التلاميذ للاستفادة بالعملية التعليمية ومساعدة المدرسة على تحقيق وظيفتها يعتمد على ثلاثة مراحل رئيسية تتمثل في:
أولا:وضع خطة العمل.
ثانيا:تنفيذ البرنامج .
ثالثا:تقويم الأنشطة.
وتعتبر هذه الأعمال بمثابة الأركان الأساسية التي يقوم عليها دور الأخصائي الاجتماعي في المدرسة.
أولا:وضع خطة العمل:
يجب على الأخصائي الاجتماعي أن يتجنب الارتجالية في عمله حتى لا تكون نتيجة جهده هي ضياع الوقت والجهد والمال دونما فائدة تعود على الطلاب أو المدرسة فكما كان التخطيط ضروريا في جميع عمليات الحياة فكذلك الحال بالنسبة لبرامج الخدمات المدرسية التي توجه لمساعدة الطلاب والمدرسة في العملية التعليمية ويتطلب هذا النشاط من الأخصائي الاجتماعي بعض الالتزامات الضرورية :
1. الاستفادة من الأساليب العلمية والنظريات المنطقية والابتعاد عن الارتجال أو المغامرات.
2. الحرص على دقة التنفيذ وتجنب الإسراف وضياع الوقت هدرا.
3. استخدام الموارد والإمكانيات لتحقيق الاحتياجات حسب أهميتها.
4. الاستفادة من جهود المدرسة والتلاميذ والأسرة والمجتمع والبيئة المحيطة في شكل ليس في تعرض أو ازدواجية.
5. العمل على تحقيق الهداف التي خطط لها وعدم الاستسلام لمظاهر الضعف أو اليأس.
ولكي يقوم الأخصائي الاجتماعي بوضع خطة لعمله المهني عليه أن يتبع الخطوات التالية:
1. تحديد الهدف من الجهد الذي سيقوم به وأخذ الحيطة من إن يؤدي غلى نتائج سلبية لا تحمد عقباها.
2. القيام بحصر الموارد والإمكانيات سواء كانت متاحة أو كامنة يمكن استثارتها لتحقيق الهدف.
3. حصر الاحتياجات ووضعها في أولويات سواء كانت للتلاميذ أو للمدرسة.
4. وضع التوقعات التي قد تنتج في حالة عدم تحقيق بعض الاحتياجات.
5. التنسيق بين الموارد والإمكانيات المتاحة لإشباع الاحتياجات دون تكرار للخدمات.
6. وضع أولويات للمشكلات في عملية العلاج ووضع برنامج زمني لاستثمار الموارد والإمكانيات.
ثانيا:تنفيذ البرامج:
يعني تنفيذ البرنامج ترجمته إلى واقع محسوس على ضوء الخطة السابقة.والأخصائي الاجتماعي مسئول عن هذه المرحلة مسئولية مباشرة.لكن ذلك لا يعني أن يتولى جميع عمليات التنفيذ حيث يستطيع ان يستعين بجهود بعض الآباء وبعض الطلاب بالمدرسة ولكن بشرط أن تكون هذه المشاركة مبنية على رغبة المشاركة والوضوح فيما هو مطلوب منهم وإشراف الأخصائي الاجتماعي على ممارساتهم وتوجيههم بما يفيد ويحقق نجاح البرنامج وتتطلب مرحلة التنفيذ توفير خدمات متعددة في النواحي التالية:
1-الناحية الوقائية:
وتعني وقاية التلاميذ من الانحرافات والصعوبات التي تعوقهم من أداء واجباتهم التعليمية وال تتيح لهم الاستفادة من الإمكانيات المتاحة وذلك بالتعاون المستمر بين البيت والمدرسة والمجتمع لتوجيه التلاميذ للاستفادة من معطيات البيئة والحرص على عمليات التوجيه السليمة دينيا وأخلاقيا ونفسيا وصحيا واقتصاديا.
2-الناحية الإنشائية :.
وتتضمن التنشئة الاجتماعية السليمة في ضوء سياسة ومعتقدات المجتمع والالتزام بعاداته وتقاليده المقبولة اجتماعيا من خلال الأنشطة اللاصفية بالمدرسة.
3-الناحية العلاجية:
وتتضمن تتبع حالات التلاميذ الذين تعرضوا لمشاكل اجتماعية لمعرفة الأسباب وراء حدوثها ثم الاستفادة من إمكانيات المدرسة والأسرة والمجتمع في علاجها.
وفي تنفيذ البرنامج يقوم الأخصائي بتطبيق الطرق المهنية للخدمة الاجتماعية في ممارسة دوره في المدرسة في عمليات وقاية التلاميذ وتنشئتهم وتخليصهم من مشاكلهم الراهنة.
هذا ويعتبر تنفيذ برنامج عمل الأخصائي الاجتماعي هو الحل العلمي الذي يظهر كفاءته من حيث مستوى إعداده المهني وقدراته ومهاراته واستعداداته إذ أنه يقوم بتطبيق الطرق المهنية للخدمة الاجتماعية في ممارسة دوره في المدرسة لتحقيق الأهداف الوقائية والعلاجية وتتعدد أدوار الأخصائي الاجتماعي في ممارسة العمل في المجال المدرسي.
المرجع :وزارة المعارف في خمس سنوات,1372-1376هـ,وزارة المعارف,الرياض,المملكة العربية السعودية,(د.ت)ص:27