إن المجال المدرسي أول المجالات التي دخلتها مهنة الخدمة الإجتماعية حيث أن طبيعة المشكلات الخاصة بالمجتمع الطلابي داخل المدرسة تتطلب وجود أخصائي إجتماعي كشخص مهني معد لمواجهة تلك المشكلات هذا بالإضافة إلى التعامل مع كافة المشكلات التي تواجه المجتمع المدرسي بشكل علمي سليم .
ولما كانت مهنة الخدمة الإجتماعية تغطي جميع السياق التعليمي بالتدخلات المهنية الواقعية الإنمائية معتمدة على وسائل وبرامج لتفعيل مهنة الخدمة الإجتماعية المدرسية , كما تغطي السياسة التعليمية والتشريعات والأنشطة المجتمعية وبرامج الوقاية من المشكلات المختلفة , فإن الوضع الحالي يستدعي التركيز على إعداد الأخصائي الإجتماعي حتى يتمكن من تقديم الخدمة بكفاءة في كافة المجالات والمستويات.
ولو قمنا في البدء بتعريف الأداء المهني سنجد أن هناك عدة تعاريف لهذا المفهوم من اهمها " مجموعة متجانسة مركبة من المهارات والقيم والمعارف والإتجاهات , التي يجب ان يمتلكها الأخصائي الإجتماعي المدرسي من خلال الإعداد المهني والبرامج التنموية والمتوقع منها انها ضرورية لأداء مهام وواجبات الأخصائي في محيط المجتمع المدرسي ومع كافة أنساقه".
وهناك مجموعة من العوامل التي تؤثر في أداء الإختصاصي الإجتماعي من أهمها :
1- وجود قصور في الإمكانات المتاحة للأخصائيين الإجتماعين في المجال المدرسي .
2-عدم وعي المجتمع بأهمية الخدمة الإجتماعية
3- تركيز الدورات التي تنعقد أثناء عمل الأخصائيين على الجوانب الإدارية
4- ضعف التعاون بين الإختصاصي الإجتماعي وفريق العمل في المدرسة.
5- كثرة عدد العملاء والمشكلات المرتبطة بالطلاب مع قلة الأخصائيين الإجتماعين.
6- معوقات بما يرتبط بالتدريب الميداني للأخصائي الإجتماعي.
وهناك عدة دراسات تناولت هذا الموضوع موضوع متطلبات تطوير أداء المهني للأخصائي الإجتماعي استعرض هنا بعضها:
أكدت بعض الدراسات أن السمات النفسية والحالة الصحية والمتغيرات الديموغرافية والنوعية له تأثير واضح على الأداء المهني.
ودراسة أخرى تقول بأن : وجود علاقة ارتباطية بين السمات الشخصية والمهنية للأخصائيين الإجتماعيين وإدراكهم للإحتياجات اللازمة لتنمية مهارات الأداء المهني وتحقيق أهدافهم بمؤسسات عملهم بشكل جيد وبكفاءة عالية.
ودراسة أخرى تقول أن القدرة على توظيف المعارف النظرية والقدرة على تنظيم الاخصائي للمهام والوظائف والقدرة على استثمار الموارد المتاحة بالمؤسسة تساعد من جودة أداءه المهني.
ومن خلال تحليل الدراسات السابقة وما أسفرت عنها من نتائج يتضح ما يلي :
1- هناك معوقات لازالت تواجه الأخصائي الإجتماعي عموما.
2- أكدت الدراسة على أهمية تفعيل الممارسة المهنية للخدمة الإجتماعية في هذا المجال أولا بأول وحتمية تطوير الممارسة المهنية في المجال المدرسي, ومراجعة مناهج تدريسها ونماذج الممارسة في ضوء التحديات والمتغيرات المعاصرة.
3- هناك مجموعة من العوامل التي يجب مراعاتها عند دراسة البرامج التنموية للأخصائيين الإجتماعيين .
4- ضرورة التخطيط للتدريب والتنمية المهنية المتواصلة للأخصائي الإجتماعي في ضوء متطلبات تطوير التعليم.
ومن هذا نخرج بمجموعة من التوصيات لتطوير الأداء المهني للأخصائي الإجتماعي من أهمها:
1- تحديث عملية إعداد الأخصائي الإجتماعي بما يواكب المتغيرات المعاصرة وذلك من خلال ما يأتي:
- مراجعة مناهج الخدمة الإجتماعية وتشكيل لجان متخصصة لوضعها.
- وضع قوائم كفايات متخصصة في الخدمة الإجتماعية.
2- التخطيط للتنمية في ضوء احتياجات الأختصاصيين الإجتماعيين.
3- استخدام استراتيجيات مستحدثة كالتدريب عن بعد والتدريب الإلكتروني.
4- تحفيز المتدربين نحو البرامج المقدمة.
5- الإستعانة بخبرات الأكاديمين في الخدمة الإجتماعية.
بتصرف:" متطلبات تطوير الأداء المهني للأخصائي الإجتماعي بمؤسسات التعليم الأزهري قبل الجامعي في ضوء المتغيرات المعاصرة"
د/ محمد أبو الحمد سيد أحمد