استشرت في الفترة الأخيرة بين فئة غالية علينا وهي فئة الشباب ظاهرة التفحيط بشكل كبير مخلفةً الكثير من المآسي وهنا سأتحدث في عجالة عن هذه الظاهرة الخطيرة محاولةً أن أتلمس أسبابها وآثارها وكيف نواجهها ونعالجها.
تعريف التفحيط: نوع من مخالفات السير المرورية تتمثل في قيام المخالف بالانطلاق بسرعة كبيرة وبشكل مفاجئ أو غير منتظم بحيث تحدث إطارات السيارة أثناء و بعد الانطلاق و أثناء و عند التوقف صوتاً عالياً مزعجاً ينتج من الاحتكاك الشديد بين الكفرات والإسفلت مما يترك آثاراً سوداء ضارة بالطريق وينتج دخاناً كثيفاً ذو رائحة خانقة كما يطلق التفحيط على أي من أنواع سياقه السيارة بشكل متهور أو خطر ولأجل اللعب أو الاستعراض.
أسباب ودوافع مهمة لانتشار هذه الظاهرة ، من أهمها حب الظهور والشهرة, الفراغ, تقليد ومحاكاة رفقة السوء , التنافس واستعراض امكانات السيارة ،ضعف رقابة الأسرة وغفلة كثير من الآباء عن أبنائهم , بعض ما يعرض في وسائل الإعلام والاتصال والألعاب الإلكترونية , الغنى والترف ,العلاقات الشاذة ومحاولة بعض الشباب لفتَ الانتباه.
اثار التفحيط على الفرد و المجتمع:
1ـ قد يتسبب في قتل النفس ,وكفى به من ضرر .
فالمفحط وهو يقوم بهذه اللعبة يغامر بروحِه التي يحيا بها وحواسِّه التي يشعر بها وأطرافِه التي يتحرك بها .إنها مسرحية الانتحار.
2ـ التعدي على الآخرين بإتلاف أرواحهم وتحطيم أبدانهم وترويعهم في طرقاتهم كم من رجال ونساء وأطفال أبرياء تحولوا إلى أشلاء بسبب تهور المفحطين .
3ـ الخسائر المادية في الممتلكات العامة والخاصة بسبب الحوادث الناتجة عن التفحيط .
4ـ كما أن التفحيط مفتاح لجرائم متعددة من سرقات وأخلاقيات ومسكرات ومخدرات .فما إن يدخل الشاب عالم التفحيط إلا ويتعرف على مجموعة من المنحرفين الذين يفتـحون له أبـواب الشرور .
5ـ معاناة أسرة المفحط :
فقد تسبب كثير من المفحطين في معاناة آبائهم وأمهاتهم وأفراد أسرتهم إما بسبب كونه مطلوباً للجهات الأمنية أو بسبب الحوادث المترتبة على قيامه بالتفحيط أو بسبب السمعة السيئة التي تلحق الأسرة بفعله.
6 ـ تعطيل الحركة المرورية ووجود الازدحام واختناق السير في شوارعنا .
7 ـ ما يسببه التفحيط من تجمعات الشباب التي تكون سبباً في الفوضى ، والتعدي على الناس والممتلكات ، وانتهاك الأنظمة .
ما هي أهم الحلول للتصدي لهذه الظاهرة ؟
قضية " التفحيط " ليست فقط قضية مرورية وليست فقط قضية أمنية بل هي أيضاً قضية وطنية اجتماعية وأسرية وإعلامية تشترك في علاجها وفي القضاء عليها كل جهات المجتمع والدولة، ومن أهم طرق العلاج:
- رفع الوعي بين الشباب والتذكير بأضرار هذه الظاهرة .
- مراقبة دائمة من أولياء الأمور للشباب والتأكد من سلامة تصرفاتهم.
- عدم تسليم الشاب سيارة إلا عند الحاجة مع مراقبته المستمرة لاستعمالها.
- التشديد من رجال الأمن على المفحطين والتضييق عليهم مع المراقبة والمرور على الأماكن التي قد تكون ميدانا للتفحيط.
- تغليظ العقوبة القانونية على جريمة التفحيط.
- سحب ترخيص مع تشديد إجراءات التجديد للسيارة المستخدمة في التفحيط
ولكن لن يتم القضاء على هذه الظاهرة إلا بإدراك حقيقي لخطرها من واقع ميداني وأسري واجتماعي ووطني.