هذه الظاهرة تعد من الظواهر الخطيرة على الفرد سواء كان طفلا مراهقا او شابا.. وقد تنامت في عصرنا هذا نتيجة الاضطرابات والمشاكل النفسية والاجتماعية..
فالاضطرابات النفسية والمشاكل الاجتماعية قد تؤدي الى نتائج سلبية على الانسان قد تضعف شعور الالنتماء لديه سواء اتجاه اهله او مجتمعة الخارجي من زملاء او اصدقاء او عامة الناس..فالاغتراب ظاهرة تشمل جميع جوانب الحياه سواء الاجتماعية أو الاقتصادية..ومشاكل المجتمع المحيط بالشخص تنعكس عليه سلبا وخاصة فئة الشباب، وتؤدي مشاكل التفكك الأسري إلى إحباط عمليات التواصل والتفاعل بين الأفراد، ناهيك عن ارتفاع معدلات البطالة وانخفاض مستوى الدخل، كل ذلك يجعل منهم أفرادا غير فاعلين في المجتمع قلقين من المستقبل بسبب العوز المادي الذي يعتبر من أهم العوامل في إيجاد مفهوم الاغتراب الاجتماعي لدى الشباب..
فالاغتراب :هروب من الواقع، ومشكلة من أهم مظاهرها رغبة الفرد في الابتعاد والجلوس منعزلاً عن الآخرين، وشعوره بالنقص، وعدم الثقة بالنفس، وعدم قدرته على إقامة علاقات اجتماعية قوية مع الآخرين، فيصبح شخصيةً سلبيةً في المجتمع.
وهناك اسباب عديدة تجعل الشخص مغتربا ومنها: نقص المودة وندرة التعاطف والألفة وضعف أواصر المحبة والروابط الاجتماعية داخل الأسرة ..تعتبر الاسره عاملا وسببا اساسيا لظهور هذه المشكلة عند الابناء.. فالانشغال الاب عن بيته ودوره كأب وانشغاله بعملة و غيلب الام عن المنزل لساعات طويلة وانشغالها بنشاطاتها وزياراتها وصديقاتها وانشغال الابناء كل بحاله كل هذا يعطي الى نقص المودة والترابظ الاسري مما يؤثر سلبا فبشعر الفرد بالعزلة وعدم والقدره على التفاعل مع الاخرين والجلوس منعزلا منفردا..والشعور بالنقص وعدم الثقة..
وفي هذا الإطار توضح الدكتورة سامية الساعاتي أستاذ علم الاجتماع قائلة: “تثير قضية الانتماء لدى الشباب جدلا واسعا بين المفكرين والباحثين، فالأغنيات الوطنية في الخمسينات والستينات من القرن الماضي كانت تلهب حماس الجماهير لاجتماعهم حول قضية واحدة، وفى أعقاب نكسة 1967 كان الشباب والشيوخ والكبار والصغار والنساء والأطفال يجمعهم هدف واحد، وهو ضرورة تخطى الهزيمة وتوحد الجميع لتحقيق هذا الهدف وبالتالي تحقق الانتصار في حرب السادس من أكتوبر 1973.
ومع نهاية القرن العشرين فقد الشباب الانتماء بعد أن ضاعت أحلامهم وتاهت طموحاتهم وتحطمت آمالهم وفقدوا هويتهم. فحالة ضعف الانتماء هي التي قادت الشباب إلى الاغتراب النفسي، الذي يعتبر خاصية وجودية مميزة للإنسان، فهو المخلوق الوحيد الذي ينفصل عن نفسه، وقد ينفصل عن مجتمعه، ويعيش الاغتراب كجزء من حياته ومكون من مكوناته النفسية والاجتماعية، دون أن يعرف أنه مغترب ومنفصل عن ذاته أو مجتمعه أو دينه”.
ومن اسباب ايضا الاغتراب هو التطور التكنولوجي الذي جعل الشباب في عزلة نتيجة استخدامهم الانترنت فلاتوجد لديهم رغبة في التفاعل الاجتماعي مع الاخرين في ارض الواقع فقط اكتفوا بالعلاقات والمحادثات التكنولوجية داخل المواقع او مايسمى بالمجتمع التكنولوجي حيث يؤدي كل هذا الى وجود نوع من الفتور الاجتماعي ومع مرور السنوات يتحول الى ظاهرة اغتراب اجتماعي لدى الشباب
وأوضح الباحث الاجتماعي جمال العزيزي، أن القيم الدينية هي الأساس لحماية الإنسان من الاغتراب، فعندما نرى القدوة، سواء كان الأب أو المعلم أو الأخ الأكبر، متمسك بتعاليم دينه ويطبقها في كل أمور حياته فإن ذلك يدفع الشاب إلى الهدوء والسكون النفسي، واستنكر العزيزي أن يشعر الإنسان بالغربة وهو مع الله سبحانه وتعالى، داعيا إلى ضرورة الاهتمام بالتربية الدينية داخل المدارس وفي المنازل وفي وسائل الإعلام، لأنها المؤثرات الأساسية في شخصية الإنسان.
وقال: “الاغتراب في الإسلام إيجابي لأنة يقود الشخص إلى الابتعاد عن الرذائل، وترْك حياة العبث، ويقود إلى الزهد في مُتَع الدنيا”.
كما يقصي الإسلام من دائرته من لا يهتم بأمور المسلمين ومشكلاتهم الداخلية والخارجية، ويكون الاغتراب مقبولا في الإسلام ومستحسنا إذا فهمناه الفهم السليم.
تقبلوا تحياتي..
بتصرف
http://www.alarabonline.org/?id=15153